ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:16 م]ـ
قلت: إنما جعلت الأخوة في الدين من أجل أن يعذر المسلمون بعضهم بعضًا، وإن اختلاف العقول في الفهم مما لا خلاف فيه، وكثير من نصوص الشريعة قد أتت مفرقة وكثير منها مجملة وبعضها ظاهره التعارض، وكل تلك أسباب لاختلاف الأذهان في الجمع بين المتفرقات والتوفيق ببيها.
والأصل في العقائد الاكتفاء بالإجمال وبناء العمل عليه، لا العدول إلى التفصيل وبناء الجدل عليه.
وهو أصل يعلمه ويعمل به العلماء، يدخل في ذلك دخولاً أوليًّا الصحابة، فإنهم ما تكلموا في مثل هذه المباحث ولا اشتغلوا بها عن العمل والدعوة والتعليم ونشر الخير ونبذ الفرقة.
والاختلاف متفاوت، فمنه ما يخرج بالمخالف إلى الكفر ككره ثابت معلوم كما ورد عن جهم أنه قال في آية (الرحمن على العرش استوى): وددت لو حككتها من المصحف. فهذا إن ثبت كفر صراح، فمثل ذا ونحوه من كراهية الثابت القطعي أو الشك فيه أو تأويل ما علم معناه بالضرورة كله خلاف شديد تجب منابذته والبراء منه والتحذير.
والله أعلم، وما كان مني من صواب فبفضل الله، وما كان غير ذلك مما لا يرضاه الله فأستغفر الله منه.
تفضلوا بزيارة موقعنا:
www.alsrat.com/vb
ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:02 م]ـ
أخي العزيز بارك الله فيك، المقال طويل، والمقارنات طويلة، والرد عليها يحتاج وقتا ليس بالقصير، لكن هل يستوي الحنابلة مع الأشاعرة؟
الحنابلة وإن خرج منهم من تمسك بحديث ضعيف أو موضوع يدل على تشبيه الله جل جلاله بخلقه، لكن السواد الأعظم منهم هم أهل السنة والجماعة، وعلى اعتقاد الصحابة والتابعين، ولا يثبتون لله إلا ما أثبته لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم، كالإستواء، وقد أجمع الصحابة والتابعون بإحسان أن الإستواء هو العلو، مع تفويض الكيفية لا المعنى، فهم مقرون بأن المعنى العلو، لكن الكيف مجهول، وهذا مصداق الأثر الثابت عن مالك بن أنس رضي الله عنه.
وكذلك استشهادهم على أن الله تعالى له عينين حقيقيتين، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أنه أعور، وأن الله جل جلاله ليس بأعور. رواه البخاري.
وكذا قوله تعالى ((واصنع الفلك بأعيننا و وحينا))، وقوله ((واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا))، وتفسير الآيتين يطول، لكنهما دلتا عندهم على أن لله تعالى عينان حقيقيتان.
وكذلك إثباتهم القدم لله تعالى، بحديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنهما في صحيح البخاري.
وأيضا إثباتهم صفة اليدين لله تعالى، من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، في صحيح مسلم، أن المقسطين على منابر من نور يوم القيامة عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين.
فهم -أهل السنة والجماعة- لا يثبتون لله تعالى من صفات، إلا التي وردت في القرآن والسنة الصحيحة.
فيمرونها كما جاءت، من غير تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل، ونصب أعينهم قوله تعالى ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير))، وقوله تعالى ((ولم يكن له كفوا أحد))، ونظائر هذا في القرآن كثير.
أما الأشاعرة -هدى الله حيهم وعفى عن ميتهم- فهم يكفرون من قال بأن الله تعالى في السماء! ويكفرون من قال بأن الله تعالى مستو على عرشه! ويقولون بأن الله تعالى في كل مكان! وأنه لا يجوز أن تقول: أين الله!، وليست هذه أقوال شاذة عندهم، بل هي أقوال أئمة المذهب عندهم، بل كفروا علماء السلف كشيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم، وهما اللذان لم يكفرا أشعريا قط، وإنما عذراهم بالتأول.
وهذه الأقوال كلها مصادمة للنصوص من الكتاب والسنة، وليس هذا موضع بسطها.
بل إن السبكي لما رد على شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مسألة شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ذكر أحاديث موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتسعفه في الرد على شيخ الإسلام، فانبرى له تلميذ شيخ الإسلام، بن عبدالهادي، فهتكها حديثا حديثا، هذا على صعيد النقاش السني الأشعري القديم، بل انظر إلى نقاش الشيخ عبدالرحمن دمشقية حفظه الله لهم، وكذلك مصنف الشيخ الحوالي في معتقدهم، وقبله شيخ الإسلام لما ألقم الرازي -إمام الأشعرية- حجرا وجعله في حيص بيص، تعرف يقينا أن القوم -هداهم الله- لا حجة عندهم، إن يتبعون إلا الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا.
¥