طيّب، مرة أخرى على القول بصحة الزيادة .. هل تقتضي أنّ هذه الفرق في النار قطعاً؟
- لا، فبالنسبة لأحاديث الوعد والوعيد كلّها مقيدة وكذلك آيات الوعد والوعيد كلها مقيدة، فمثلا حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة) فيه وعدٌ مطلقٌ، وهو محمولٌ على التقييد، وقد قيل للحسن البصري: إنّ ناسا ًيقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال: من قالها وأدى حقها وفرضها، وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية، وبيَّنَ أنَّ جميع آيات وأحاديث الوعد والوعيد مقيدة، فأحاديث الوعيد كلها مقيدة بالتوبة أو بعمل آخر مكفرٍ، ومكفرات الذنوب كثيرة جداً ورد فيها الكثير من النصوص، وأحاديث الوعد كلها مقيدة أيضا بأن يموت الإنسان على الإسلام وأن يؤدي الفرائض وأن يجتنب المحرمات.
هل مسألة التفرق المذكورة في الحديث محمولة على الجانب العقدي فقط؟
- لا، الذي أفهمه أنا من الحديث أنه يدلّ على الكثرة، فاليهود والنصارى أكثر الأمم السابقة ونحن أكثر منهم، ولا شيء أكثر من هذا.
البغدادي لم يوفق
معنى هذا أنَّ اشتغالَ البغدادي رحمه الله وغيره بتعداد هذه الفرق لم يكن موفقاً؟!
- نعم، لم يكن موفقاً.
وهذا جزء من بحث منقول عن
الشيخ عبد المتعال الصعيدي
المدرس بكلية اللغة العربية - الأزهر
وقال ابن الوزير في كتاب ـ العواصم والقواصم ـ إياك أن تغتر بزيادة (كلها في النار إلا واحدة) فإنها زيادة فاسدة، ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة.
ومما طعن به في سند ذلك الحديث أن فيه محمد بن عمرو الليثي، وهو ممن أخرج له الشيخان في المتابعات فقط، ومثله لا يحتج بحديثه إذا لم يتابع، وقد قال فيه الذهبي: محمد بن عمرو لم يحتج به منفردا، ولكن مقروناً بغيره، وكذلك في بعض سنده عبد الرحمن بن زياد ابن أنعم، في بعضه كثير بن عبد الله، في بعضه عباد بن يوسف، وراشد بن سعد، وفي بعضه الوليد بن مسلم، وفي بعضه مجاهيل كما يظهر من كتب الحديث.
على أن ذلك الحديث قد أخرجه صاحب مسند الفردوس بزيادة تناقض الزيادة السابقة (كلها في النار إلا واحدة)، فقال: أخبرنا أبو ثابت بن منصور، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري، حدثنا صالح بن أحمد الحافظ، حدثنا ابراهيم بن محمد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن زولاق، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا يحيى بن يمان، عن ياسين الزيات، عن سعد بن سعيد أخي يحيى، عن أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة، كلها في الجنة إلا الزنادقة.
وقد قال الشمس محمد بن أحمد البشاري المقدسي في كتاب ـ أحسن التقاسيم ـ بعد أن عدد الفرق وذكر حديث (اثنتان وسبعون في الجنة وواحدة في النار)، وحديث (اثنتان وسبعون في النار وواحدة ناجية): هذا أشهر، والأول أصح إسنادا.
والله أعلم ...
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:09 ص]ـ
موضوع رائع وزاده روعة مشاركة الاستاذ احمد ادريس فيه
وارى ان هناك من يغلو فى الاثبات حتى يتوهم مخالفه انه تجسيم صريح واذكر انى كنت فى محاضرة لاحد كبار السلفية فى مصر (رحمه الله) وكان مما قال
هناك من يلومنى انى اكثر من الدعابة فى الدرس ولماذا لانضحك انا اضحك نعم (ثم ضحك) وعقب اذا كان ربنا بيضحك فلما لا اضحك
هل يجادل احد ان هذا تجسيم صريح وفيه تشبيه الخالق بالمخلوق مع انه والحق يقال كان له جهد دعوى خارق خاصة مجادلة النصارى والعلمانيين والروافض والبهائيين ونحوهم رحمه الله تعالى
ولكنه الاستغراق فى الاثبات والغلو فيه وكثرة الجدال فيه ومحاولة كسب الجولة مع المحاور كل هذا قد يأتى بضده
انصح بقراءة الموضوع الاصلى قراءة هادئة
جزى الله اخانا خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:51 ص]ـ
الأخ مهند حفظك الله ويسر لك الخير حيثما كنت، ورزقنا وإياك الفقه في دينه والتوفيق لما يحبه ويرضاه.
ولي تعليق يسير حول هذه المقالة في نقاط:
الأولى: أن طرحه بهذه الطريقة يوحي بأن الخلاف محصور بين الأشاعرة (وهو مذهب عقدي) والحنابلة (وهو مذهب فقهي)
وهذه المقابلة لا تصح، إذ إن من الحنابلة من هم أشاعرة ومن أشهرهم نجم الدين الطوفي صاحب شرح مختصر الروضة (ت:716 هـ)
هذا من جانب
¥