لقد مر العقل الإسلامي في المجال الاقتصادي بعدة مراحل:
مر بمرحلة (التبعية) الفكرية المطلقة، التي ترى ضرورة أخذ الحضارة الغربية بخيرها وشرها، وحلوها ومرها.
ثم مر بمرحلة (التبرير) للواقع الذي فرضه الاستعمار بما فيه الفوائد، ومحاولة تجويزه بفتاوى شرعية.
ثم بمرحلة (الدفاع) أو (الاعتذار) الذي يعتبر الإسلام وكأنه في قفص الاتهام، فكل ما خالف حضارة الغرب وقيم الغرب يجب الاعتذار منه، والدفاع عنه.
ثم مر بمرحلة (المواجهة) للغرب وحضارته وفلسفاته وقيمه وتشريعاته، وأن للغرب دينه ولنا ديننا، وهي بداية الصحوة الإسلامية.
ثم بمرحلة (العمل) أو (إيجاد البدائل) الشرعية للواقع المخالف للإسلام، وفيها تعاون علماء الشريعة وعلماء الاقتصاد الإسلامي، مع رجال المال والأعمال، في إقامة البنوك الإسلامية.
مرحلة تحسين البدائل وتطويرها
ثم مرحلة (تحسين البدائل) وتطويرها، وتصحيح أخطائها، وتجميع قواها، والتنسيق بين بعضها وبعض، وتوحيد مفاهيمها وفتاواها، أو على الأقل تقريب بعضها من بعض.
وفي هذا الإطار قام البنك الإسلامي للتنمية في جدة بالتعاون مع البنوك الإسلامية لإيجاد (هيئة عامة للمحاسبة المالية) لهذه البنوك انبثق منها (مجلس للمعايير) يضم الشرعيين والمحاسبين والاقتصاديين، وهو يعمل منذ سنوات بجد واجتهاد، لإيجاد معايير مشتركة للبنوك الإسلامية، وقد فرغ من عدة معايير، وهو ماضِ في طريقه لاستكمال المعايير المنشودة.
وبعد أن قطعنا هذه المراحل، يريدنا هؤلاء الممارون: أن نرجع القهقرى، ونرتد إلى (مرحلة التبرير) من جديد، محاولين أن نحلل الفوائد التي هي الربا الحرام.
لقد كنا حسبنا أن هذا الموضوع قد حسم وفرغ منه، وأغلق ملفه، حتى قام من قام بفتحه من جديد، وأعادها جذعة، كما كانت منذ سبعين عاماً أو تزيد.
وضوح الحق ووهن الباطل
ولكن الذي يطمئننا، هو وضوح الحق، بنصاعة أدلته، وقوة رجاله، ووهن الباطل، وتهافت منطقه، وتناقض أصحابه، وكما قيل: الحق أبلج، والباطل لجلج، وكما قال تعالى (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) [الإسراء 81]. (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) [الرعد 17].
الآن حصحص الحق، وتبين الرشد من الغي، فليختر كل امرئ لنفسه الطريق الذي يريد، إما طريق الجماعة، وإما طريق الشذوذ، وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن ابن عمر مرفوعاً "إن الله لا يجمع أمتي – أو قال أمة محمد – على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ إلى النار".
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 Sep 2008, 11:27 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخانا الكريم
و لكني لستُ عن هذا أتحدث، بل الكلام في: هل شيخ الأزهر - أو غيره من العلماء - يقولون بأن فوائد البنوك "ربًا"، ثم هم يقولو بأنها "حلال"؟
هذا هو الموضوع، و ليس في دراسة أي المواد يجري في الربا و أيها لا يجري فيه!
فإن ثبتَ أن شيخ الأزهر - أو غيره - قال بأن فوائد البنوك حلال و هي ربا، فهذه هي المشكلة.
إنه لا يقول بربويتها، وبناءً عليه لا يقول بالتحريم، فتأمل.
أما ما تكرمتم بنقله آنفًا فهذا تفصيل في غير المسألة المطروحة، بارك الله فيكم و غفر لنا ولكم.
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الكلام بنصه هذا هو الخبر
شيخ الأزهر ينسخ بقرار منه حرمة ربا القرض في القرآن
فضيلة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
كلمة الشهر - كانون الأول/ديسمبر موقع الدكتور البوطي
أعلن شيخ الأزهر، قبل بضعة أسابيع، أن ربا القرض الذي حرمه الله في القرآن، لم يعد محرَّماً بعد اليوم، وأخضع لهذا الإعلان طائفة من بطانته! ..
ولقد وددت لو علمنا السبب في تأخر هذا الإعلان إلى هذا الميقات! ..
فالبنوك الربوية تمارس أعمالها هذه، منذ عقود من الزمن: تقرض، فتأخذ فائدة محددة دون التقيد بعاقبة ربح أو خسران، وتقترض فتعطي فائدة محددة دون التقيد بعاقبة ربح أو خسران. وشيخ الأزهر كان يعلم هذا، ويعلم الحيثيات التي برّر بها إعلانه اليوم لهذا الحكم، منذ أن تخرج شاباً يافعاً من الأزهر.
فهلا أعلن نسخ هذا الحكم القرآني الذي طال أمده على الناس، قبل اليوم، لينال أولئك الناس أيضاً حظهم من الفرج بعد الشدة في هذا الأمر؟
¥