تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومعلوم ان العقل الكنسي الجمعي يشتغل على الخرافة والامور الساحرة الغامضة كالديانات الوثنية سواء، فيدعم خرافاته بالرموز والشعائرية الغامضة، مثل أضواء الشموع الفاتنة!، وايقاع الترانيم المسلية الساحرة .. وصور الأيقونات المصنوعة .. والأصوات المهيجة،على غير هدي، لوجدان او عقل وحسبان، والشيء المؤسف هو أن تلك الامور تأخذ بعيدا بلب النفس الهائمة الضالة فتسبب لها هيمان غير مسؤول وتيه غير محسوب وغموض لاعقل له، يحتل الخيال الباطل به الكيان الانساني كله.

والمؤسف أن تحول تلك الأمور التافهة او اللاهية او الموهمة بين الإنسان وربه، ولو قارنا فتنة هذه الأمور مع فتنة النجوم اللامعة التي عُبدت من دون الله، وتصاويرها المعكوسة في انصاب وتماثيل وصور ورموز وممثلين لها في الحضارات القديمة، لعلمنا كيف تحتل الفراغات المساحات وتضيع الكليات والعلميات، وتصبح لأهل الشرك والثالوث فتنة كما كانت للوثنيين الذين التمسوا في مخلوقات الله ماليس فيها من الربوبية والتقديس او الالهية والتعالي، وهو تعلق في الحقيقة باللاشيء

وعبودية الانسان مهما ظهرت اعاجيبه هي كعبودية الكواكب مهما بلغت فتنتها وجمالها. والنصرانية كالوثنية في هذا الشأن.

انه لاينتصر على هذه الشبكة العنكبوتية العاطفية الجامحة المغموسة في الرموز والشعائر الغامضة الفاتنة الا يقين فطري علمي، وشجاعة انسانية يحدوها عقل مريد للحق، ويدفعها نداء وجداني يسوقه الحق بالحق، ودافع عقلي لايعارض الحقيقة، ونور رحماني يخترق ظلمات الآفاق والأعماق فيلبث في اجسام شفافة، وارواح حية لطيفة، عاقلة ومشتاقة لاهائمة ولا مغيبة برموز وايقونات مضلة، .. فشاهد العقل والفطرة وآثار الصنعة وايقاع الكون يعلو عند العقلاء على غوامض الايحاءات وفتنة الايقونات، وشكل الرموز ولهو الموسيقى والتراتيل وفتنة الجماعة (الكنيسة) والمجموعة، يقول ويل ديورانت في المجلد ال12 من موسوعته قصة الحضارة ص153):" أن روح الرجل الساذج لا تتأثر إلا عن طريق الحواس والخيال، والحفلات والمعجزات، والأساطير، والخوف، والأمل؛ فإذا خلا الدين من هذا كله رفضه، أو عدله حتى يدخله فيه. ولقد كان من الطبيعي أن يلجأ الشعب الخائف الذي يحيط به الحرب والخراب، والفقر والمرض، إلى الأضرحة والكنائس الصغرى والكبرى، وإلى الأضواء الخفية، ونغمات الأجراس المطرية، وإلى المواكب، والأعياد والطقوس الممتعة ليجد فيها سلواه"

-عائق النفس المسيحية المتجذرة في التاريخ الكنسي والمحملة برواسب قرون التضليل الكهنوتي الذي قال بضرورة قتل الرب لنجاة البشر!!. ومن المعلوم ان زوجة الكاهن هي منغرسة كليا في هذا المجتمع العقدي المترابط وتحديداته الوثنية ورواسبه التاريخية. والخروج من الجذور العتيقة عمل مضني مرهق ولاشك انه بعد الخروج منه يشعر الانسان بالانفراجة والتحرر والفرح العظيم، الفرح بالله عز وجل وهدايته ورحمته.

انه غالبا ماتقوم أغلب الديانات الباطلة على العلاقات الإجتماعية، لا على الحقائق الدينية والعقلية والكونية، ومايرتد بعض الافراد الذين انتقلوا الى المسيحية مرة اخرى غالبا الا لهذا السبب الإجتماعي الضاغط داخليا وخارجيا (وماذا ستنفع هذه العلائق امام الله؟!) .. ولكن هذا العائق الجاذب لايخدع حاملات الضوء فالكون اوسع مجالا وجمالا من هذي العلائق الاجتماعية الفاتنة، والانس بالله والرفقة بالحق ومعرفة العقيدة والتوحيد هو اسمى من كل ارتباط ايا كان. واخوة في الله وحده انفع للعبد من استمتاع العلاقات المهلكة، والاحتفالات المضيعة لحق الله وحق الانسان، قال الله عز وجل" وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير