وإذا أردنا مثالا ً حيا ً حاضرا ً بيننا الآن فلننظر إلى الساسة العراقيين الموالين للشيعة، فنجد أن بعض السياسيين العلمانيين العراقيين ممتنعون من تدخل إيران في شؤون العراق وموالون لشيعة العراق من أصحاب السيستاني (أي أصحاب رفض ولاية الفقيه) لماذا؟ لأنهم أصوات يكسبهم السياسي العلماني، وتلك الأصوات لا تمانع أي توجه علماني سيقوم به ذلك السياسي، وهذا الأمر متجسد في نور الدين المالكي الذي ركع وسجد لشيعة العراق ليمرروا مشروعه السياسي من خلال أصواتهم.
2 ـ وبغض النظر عن هذا التقسيم، فوجود الشيعة في الشرق الأوسط يعتبر مكسبا ً لأمريكا، وذلك لما يلي:
أولا ً: لضمان استمرارية النزاع والخلاف القوي بين صفوف المسلمين في الشرق الأوسط، مما يجعل المسلمين في انشغال تام عن قضاياهم الأممية.
ثانيا ً: لتهيئة اختراقات في سواد المسلمين في الشرق الأوسط (الإسلام السني) وذلك من خلال تغذية الأقليات المناقضة لها مثل الأقلية الشيعية.
ثالثا ً: أن عدو الأقلية الشيعية هم أهل السنة، ووجود السني (الناصبي) محل إشكال في الفكر الشيعي.
أما الزعم بأن الشيعة عدوة أمريكا فهو أضعف من فقاقيع الصابون، لأن الشيعة أمامهم ثأر لا بد أن يُؤخذ من أهل السنة، وأمامهم كذلك مسألة الإمامة التي لابد وأن تُحقق على وجهها الصحيح قبل القيام بأي عمل.
وكل هذه الأمور تضعف توحد المسلمين في الشرق الأوسط، لاسيما في قضية الاجتماع على العدو الموحد.
لذلك لا بد لأمريكا في الشرق الأوسط من صوفية مخدرة، وقاديانية عميلة، وشيعية تأتي من خلف الظهر، فعندها تستطيع أمريكا أن تأتي إلى مسلمي الشرق الأوسط وتضربهم على أم رؤوسهم وهم مكتوفي الأيدي مصفدي الأقدام، بل مكممي الأفواه ... نعم، مكممي الأفواه؟؟
فمن تكلم في اليهود: قالوا له إنك معاد للسامية
ومن تكلم في الشيعة: قالوا له إنك معاد لآل البيت
ومن تكلم في أمريكا: قالوا له إنك معاد للديمقراطية والحرية وأنت إرهابي من القاعدة.
فما الحل؟ هو أن تغلق فاك ولا تتكلم بشيء يعكر صفو خارطة الطريق الأخرى.
أيها التاريخ سجل هذه القنبلة التي زُرعت في قلب المسلمين، سجِّل لترى الأجيالُ اللاحقة كيف تقهقر المسلمون وانقلبوا على أعقابهم خاسئين، فلم تعد لهم كلمة مسموعة ولا راية مرفوعة، ولا أجناد مجموعة، لقد أصبحوا جهلاء أذلاء جبناء، ليس لهم حل ولا ربط، تستباح دماؤهم وأموالهم ونسائهم، ومع ذلك كله يتشدقون بالغرب والعالم الغربي، ويتعلقون بأهداب الديمقراطية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه: محمد الباهلي.
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[01 Dec 2010, 12:34 ص]ـ
أعجبني هذا المقال ... كما يعجبني كل ما يدل على أن في بني قومي لايزال ثمة أحياء.
إن التقرير ـ الذي ذكرتَ ـ عجيب فعلا.
ياترى هل انتهت وزارة الخارجية الأمريكية من جميع مهامها الخطيرة والمقلقة ولم يبقى لها إلا أن تقلق علينا؟
ومن يرون أنفسهم حتى ينتقدوا سلوك الآخرين ومواقفهم وسياساتهم مع الحرية؟
إن تمثالا من حجر أصم ـ سمي بتمثال الحرية ـ لا يعني أنهم سادة الحرية في العالم!
أضف إلى ذلك ما يشهد به التاريخ من أن أمريكا وابنتها المدللة (إسرائيل) هم ـ وبلا منازع ـ سادة الظلم والقهر وتقييد الحريات وإبادة الشعوب.
فبأي وجه يتحدثون عن الحرية؟؟ ودماء الحرية التي نحروها لاتزال حارة تلطخ ثيابهم!!
لستُ أدري ما الذي يتوقعوه منا؟؟
أن تقع هذه اللفتة الحانية منهم موقع تقدير وامتنان في قلوبنا , فنتهافت عليها دارسين ومحللين , فقيام الإمبراطورية العظمى في العالم بالتصدُّق علينا ـ من علياء سمائها ـ ببعض النصائح , لدليل على اهتمامها وحنانها , وهذا أمر يدعونا لأن نجثو تحت أقدامها شاكرين ومقدرين.
إن هذا التقرير الذي أشرتَ إليه ـ يا سيدي الفاضل ـ إنما يدعونا لأن نصفق لنجاح هؤلاء القابعين في أروقة ومكاتب الخارجية الأمريكية , معتكفين على دراسة شئون الشرق الأوسط , ومن ثمّ يساهمون في وضع السياسات والخطط الخبيثة , لتحقيق أسرع الوسائل لإنهاكنا وإبادتنا.
إن من يراقب السياسة الأمريكية متمثلة في جميع أجهزتها وعلى رأس ذلك الخارجية والمخابرات , يدرك القدر الهائل من الخسّة والنذالة التي يتعمدونها في سبيل تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها.
¥