تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تنامتِ المعارَضة داخل الحِزْب؛ لرَفْضها ما صدَّقَتْ عليه القيادة الحاليَّة من الاشتراك مع فيلدرز في تشكيل حكومة تعتمد على دَعْمه - 32 في المائة رفضوا توجُّهات الحِزب الجديدة - وذلك ما انتهى إليه اجتماعُ الحزب العَلَني المباشر على الهواء، الذي حَضَره آلاف الأعضاء، واستمر لمدة 8 ساعات، وعرضتْه القناة الأولى الهولندية - يوم السبت 2 أكتوبر - بصورة مباشرة حتى نهايته.

كان الهولنديون يُشاهِدون الاجتماع على الهواء مباشرة في القناة الأولى الهولندية من الصباح حتى السادسة مساءً، هؤلاء أعلنوا أنَّهم يرفضون الاتفاق الأخير مع فيلدرز والليبراليين، ومنهم وزير العدل الهولندي السابق، ومع ذلك فقد قال فيلدرز بكل ثقة: "لا يقف وراءنا فقط الكثير من الناخبين، وإنما أيضًا سنحكم مع الحِزْب الليبرالي والمسيحي الديمقراطي - ولو بدورِ الداعم"، وكأنها لغة انتِصار وتشفِّي، وقد عرضتْ صحيفة "تراو" الهولندية 8 أكتوبر رسْمًا كاريكاتوريًّا أظهر المعترضين من الحزب المسيحي الديمقراطي "آد كوباين" و"كاثلين فيرير" في صورة عبيد في مطبخ سفينة يلمحهما القادة الثلاثة بشزرٍ، بينما يقول كوباين": "أوه حسنًا، لقد كان الأمر مِزاحًا، وها قد انتهى".

الجدير بالذِّكْر أن زعيم حزب دي 66 قال - كما عرضتْ صحيفة "إن آر سي" يوم الثلاثاء 26 أكتوبر -: إن الحزب المسيحي باعَ نفسَه لفيلدرز، ورَمَى قادة الحزب بالنفاق السياسي.

D66-fractievoorzitter Alexander Pechtold verwijt het CDA „politieke hypocrisie” omdat de partij zich „heeft uitgeleverd” aan de PVV van Geert Wilders

لقد تَمَّ الاتفاق على محظورات تخصُّ المسلمين:

حظر النقاب، حظر الحجاب في الشرطة والقضاء، في عنوان الصفحة الأولى لصحيفة "دو تلغراف" ليوم 30 سبتمبر، كانت الجملة التالية: "حظر تام على البرقُع"،وقد كانتْ تصريحات فيلدرز القديمة عن الحجاب مُتَهكِّمة، سَمَّاه: "خِرْقة الرأْس البالية"، وطَلَب من البرلمان فَرْضَ ضريبة عليه: "ضريبة الخرق البالية"، وها هي تتحقَّق في صورة قوانين ومراسيم، كما قرَّر الاتفاق طَرْد أيّ شخصٍ من خلفيَّة أجنبيَّة يقترف جُرمًا خلال السنوات الخمس الأولى من حصوله على الجنسيَّة، المثير للتأمُّل أن فيلدرز طالَبَ في الوقت نفسه بتعزيز حقوق الحيوانات وترتيب شرطة خاصَّة لحمايتهم، هل فعل هذا خوفًا من أن يقتلَه واحدٌ من المدافعين عن الحيوانات، كالهولندي الذي قتَلَ البرلماني السابق "بم فورتون"، فقد أهان "بم" القرآن فقَتَلَه واحدٌ من المدافعين عن الحيوان، هذه هي سُخرية القَدَر مِن برلماني أعلن يوم مَقْتَله أنه سيصير رئيس وزراء هولندا، ولقد ظنَّ الجميع أن الذي قَتَله مسلم، وتبيَّن أنه هولندي رأى أنَّ "بم" يعمل على إحداث انشقاق في المجتمع!

كذلك يبدو للبعض أن الحكومة الجديدة عملتْ على تقليص الحريَّات الدينيَّة أو بيعها، كما قال أحد الوزراء السابقين، وهو "بيت دي يونغ": إن حرية الاعتقاد الديني قد "تَمَّ بيعُها".

تقليص أعداد المهاجرين واللاجئين بإجراءات جديدة.

خرجتِ الصحفُ بعد هذه المستجدات المقْلِقة بمانشتَّات مختصرة تحكي المشهد الجديد، فقد تصدَّر العنوان الكبير: "برلمان فيلدرز" الصفحة الأولى من صحيفة "دي فولكس كرانت" الهولنديَّة! وقد أعلن فيلدرز عن: هولندا أكثر هولندية، وغَمَز بكلماته المعتادة: "إنه يوم جيِّد لهولندا، اليسار ليس في الْحُكم، وأخيرًا سيحصل شيءٌ في هولندا".

وهو ما يعكس شعوره بالنصر وإحساسه بمدى التقدُّم الذي أحرزه، وقُدرته على المراوغة السياسيَّة، ونفوذه وتأثيره ونجاحه في تمرير كثيرٍ من مطالبه، خصوصًا تلك المتعلِّقة بالإسلام والمسلمين، وبهذا القول الفيلدرزي مع بنود الاتفاق الجديد، يُمكن أن نقول مع القائلين: إن مفهوم التكامُل الهولندي قد انتهى أو تراجَع بدرجة ما؛ مما قد يتسبَّب - ونرجو ألا يكون كذلك - في أزمات داخليَّة وخارجيَّة، خصوصًا مع المسلمين والعالم الإسلامي، لو ثبَّتتْ هذه الحكومة أقدامَها لأكثر من سنة كاملة، وهو ما لا يتوقَّعه كثيرون.

الأحزاب تنبِّه على خطر فيلدرز:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير