تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد جاءتْ نتيجة استطلاع عرضتْه جريدة ألخمين داخبلد 10 - 10 - 2010 أن ستة من عشرة من الهولنديين يتوقَّعون سقوط الحكومة قبل 2014م، وأيضًا 22 في المائة قالوا: إن الحكومة لن تنتهي قبل 2012م، و29 في المائة يتوقَّعون سقوط الحكومة في 2011 م.

خِيانة للاتِّفاق أم تغاضٍ وتغافل واستغفال؟

كان فيلدرز قد تعهَّد لقادة الحزبَيْن بأنه سيحترم رغبتهما في عدم المساس بالإسلام، هذا هو على الأقل ما أخبرتْ به الصحُف والمجلات ووسائل الإعلام، مع أن الحزب الليبرالي قال مؤخَّرًا - يوم 26 أكتوبر - في أول جلسة للبرلمان: إنه اتَّفقَ على احترام الحكومة لرأْي فيلدرز في الإسلام! وقد نشرتِ الصحف قول رئيس الوزراء المقْبِل "مارك روته" قوله: "لا نحكم على الناس من خلال منشئهم، وإنَّما من خلال مستقبلهم، لا من خلال ديانتهم، وإنَّما سلوكهم، لا كمجموعة، وإنما كأفراد".

لكنَّنا رأينا أن فيلدرز لَم يَفِ بوعْده أو بهذا السلوك الذي أتقنَ اللعب على أوتاره لأيام معدودة فقط، وأخيرًا دعا عمدة مدينة "لاهاي" عن الحزب الليبرالي "يوزياس فان ارتسن"، وهي المدينة التي فيها البرلمان، ومحكمة العدل الدوليَّة وقَصر الملكة، وهي ثاني مدينة في هولندا - دعا المسلمين المعتدلين إلى أن يُسْمِعوا أصواتهم للآخرين كما أن على الغرب أن يُبدي المزيد من التسامُح والتفهُّم للمسلمين، ولقد شَغل "ارتسن" منصب وزير خارجيَّة هولندا سابقًا، وكانتْ صحيفة "بارول" قد نقلتْ رسالته هذه التي ألقاها في مؤتَمر عالمي حول الهجرة والاندماج والتعدُّدية.

فأثناء فترة المحادَثات المستمِرَّة مع قادة الحزبين لتشكيل حكومة، طارَ فيلدرز في 11 سبتمبر2010م إلى نيويورك، وقدَّم خطابًا عنصريًّا في الذِّكْرى المشؤومة للتحريض على المسلمين والإسلام في أمريكا، بعد أن تلقَّى الدعوة من عنصريين لهم وزنُهم في المجتمع الأمريكي، وجماعات أخرى مساندة.

أمَّا بعد الاتفاق على تشكيل الحكومة بأيام معدودة؛ أي: إلى ظهر السبت 2 أكتوبر 2010م، فقد أعاد فيلدرز نشاطَه المحموم ضد الإسلام، وكان الخطابُ هذه المرَّة في برلين.

ففي برلين وبعد أربعة أيام من إعلان تشكيل الحكومة بدَعْم فيلدرز، تَمَّ الإعلان في مساء الثلاثاء، كان فيلدرز على موعد يوم السبت 02 - 10 - 2010م مع ضيافة "حزب الحرية الألماني" - مُؤَسَّس من شهر فقط - وزعيمه "رينيه شتادتكيفيتس"، وذلك في إحدى الفنادق الفاخرة، وذلك في محاولة للترويج "لاتحاد خيرت فيلدرز الدولي للحريَّة"، والملاحظ أن برنامج الحزبين عن الإسلام والمسلمين سواءٌ، وقد أراد فيلدرز عَرْضَ فيلمه "فتنة" المعادي للقرآن ورسول الإسلام، إلا أنَّ البوليس الألماني منعه، على الرغم من أنه قال في خطابه الذي ألقاه في منتصف نهار السبت 2 أكتوبر، واستغرق - باللغة الألمانية - ربع ساعة بعنوان: "الإسلام والاندماج"، والذي عرضت النشرات الإخبارية للقناة الرابعة الهولندية بعضًا من كلماته، ومنها: "الإسلام أيدلوجية خَطِرة"، إنه أيدلوجية سياسيَّة، وليس هناك إسلام معتدل!

الحزب الألماني الذي استدعاه اعتبر الإسلام عقبة مُعطلة! وضرب فيلدرز على وَتَر الشعبويَّة، فقال: ألمانيا هي للألمان! كما قال من قبلُ: هولندا للهولنديين، وأضاف أنه موكل لـ"الدفاع عن هُويتها الوطنيَّة؛ لمواجهة الأسلمة"؛ "نحن لا نقبل الأسلمة ... ، هناك شبح يطارد أوروبا، شبح الإسلام؛ (صحيفة تراو بتاريخ 3 أكتوبر)، وقال للألمان: "لا يجب أن تشعروا بالذنب من الماضي، فما حَدَث فيه لا يُعطي المبرِّر لتجنُّب الكفاح من أجْل الْهُويَّة ثم نَفَث فقال: "لا ينبغي الوقوع في نفس خطأ جمهورية "فايمر"، بعدم القتال من أجْل الحريَّة ضد النازيين، ضد الإسلام".

وكان فيلدرز قد صرَّح من قبل أن الإسلام دين "شيطاني"، "دين عنيف"، "أيديولوجيَّة فاشية غير متسامحة".

وأطلق على القرآن اسم: "كفاحي الإسلامي"؛ تشبيهًا له بكتاب هتْلر "كفاحي قال: "لُبُّ المشكلة هو الإسلام الفاشي، والأيديولوجيَّة المريضة لله ومحمد، كما هو موجود في كتاب "كفاحي الإسلامي - القرآني".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير