تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الجدير بالذِّكْر أنه كما خَرَج فيلدرز من صفوف الحزب الليبرالي وأسَّس حزب الحريَّة، فكذلك الألماني "شتاتكفيتس" خَرَج أيضًا من صفوف الحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترَأَّستْه المستشارة "أنجيلا ميركل" وكون حزب الحريَّة على غرار حزب فيلدرز.

اللافت للنظر والتأمُّل هو أن المستشارة الألمانية "ميركل أنجيلا" نفسها، خرجتْ علينا بعد أيام من تصريحات فيلدرز في برلين، وهي التي واجهتْ شتيمة تصريحات فيلدرز، فصرَّحتْ بالتالي:

"لقد فشل منهج التعدُّدية الثقافية، فَشِل تمامًا"، وأضافتْ: "استعنَّا في الستينيَّات بعمالة وافِدة ظلتْ تعيش معنا منذ ذلك الوقت، خدَعنا أنفسنا حين توقَّعنا أن يعود العُمَّال الوافدون إلى بلدانهم، ولكن الأمر لَم يكنْ كذلك، اخترنا نهج التعدُّدية الثقافيَّة بالعيش بموازاة بعضنا، واعتقدنا بأنها وضعيَّة مثاليَّة، لقد فَشِل هذا النهج فشلاً ذريعًا".

وقد أوردتْ صحيفة "تراو" الهولندية يوم 19 أكتوبر 2010م اعتراض الحكومة التُّركيَّة على تصريحات السيدة "ميركل"، وميركل نفسها التي قالتْ في نفس إعلانها بفَشل التعدُّدية الثقافية: "إنه يجب على المسلمين أن يفهموا أن أوروبا يحكمها القانون وليست الشريعة، وكأن المسلمين طالبوا بالشريعة في الغرب، مع أن هذا لَم يَرِد.

ويبدو أنها تخاطب الشعور البدائي في النفس الغربيَّة، وتدغدغ مشاعره بكلمات لا معنى لها، إلا في الإرث الغربي تجاه الإسلام، وقد استغل فيلدرز هذا التصريح لميركل، فقال في أول يومٍ من اجتماع البرلمان: إن أكبر حزب في أوروبا لَم يقلْ: إنَّ فَشَلَ التعدُّدية هو فشلٌ جزئي، بل قالتْ زعيمته: إنه فشل كُلِّي، قال: وهذا يؤكِّد دعوتي واتجاهي، كذلك في حواره مع المجلة الألمانية المشار إليها، قال: إن ميركل تبنَّتْ مواقفه.

دفاع المحامي والنيابة العامة:

ويبدو أن فيلدرز يتَّخِذ من تلك القناعات مَنهجًا، كما أعلن ذلك صباح يوم الاثنين أمام القضاء الهولندي، فقد قال: إنه يعتقد أن كلَّ ما قاله هو "حق"، وقدَّم ثلاثة شهود للمحكمة؛ ليحاول إقناعها بِخَطر الإسلام في الغرب، ومع ذلك فمحامي فيلدرز - وهو BramMoszkowicz برام موسكوفيتز - قال: إنه منَ العار أن يُحاكَم فيلدرز على أنه ضد الإسلام، ضد بيان خطر الإسلام، وهو بريء والنصُّ بالهولندية مِن صحيفة "فولكس كرانت" ليوم 19 أكتوبر

' De advocaat vindt het 'gewoon een schande' dat het hof Wilders al bestempeld heeft als islamofoob en dat het ook al heeft vastgesteld dat hij heeft aangezet tot haat en disscriminatie.

وقال في جلسة المرافعات الثانية والأخيرة عن فيلدرز: "إنه يمثِّل الشَّعب، والتصريحات السياسيَّة تحظَى بحماية أكبر مِن تصريحات المواطنين العاديين".

وإن جميع تصريحاته صدرتْ في إطار نقاشٍ عام، وكلام النيابة العامة - وزارة العدل - لا يختلف في هذه النقطة عن كلام المحامي، فقد قالتْ: إن كلامَه كان نقاشًا عامًّا، ولا يُحاسب عليه، ومع سخرية فيلدرز من حجاب المسلمة وَسَعْيه بتمرير تشريعات بحظْرِه في أماكن حكوميَّة، بعد اتفاقه مع حكومته الجديدة بمنْع النقاب، إلاَّ أن محاميه قال: "إنه يدافع عن النساء اللواتي يُتمُّ استعبادهنَّ وتشويههنَّ باسم الدِّين، وعن المثْلِيين الذين يعانون من التمييز ويُقْتلون باسم الدين، والأشخاص الذين يُرْجَمون باسم الدِّين، ويَخْلص من هذا التقرير إلى هدفه ألا وهو أن فيلدرز "لا ينشر الكراهية تجاه المسلمين".

تطمينات:

أوردتْ صحيفة دي فولكس كرانت يوم 19 أكتوبر عن أحد الدبلوماسيين الهولنديين في تركيا قولَه: "تلقَّينا من الأتراك أسئلة حول آراء خيرت فيلدرز حول الإسلام، حول هذه النقطة موقفنا واضحٌ، وهو أنَّ هذه المواقف لَم تتبَنَّها الحكومة الهولندية، وهذا أمر أشيرُ إليه في اتفاق الدعم مع فيلدرز، كما قُلْنا لهم: إن هناك 400 مسجد في هولندا، و140 إمام تتولَّى الحكومة التركية شؤونَهم الماليَّة".

لقد كانتْ خطابات فيلدرز بعد نتائج الانتخابات الأخيرة وبعد تشكيل الحكومة أيضًا مسموعة في ساحات تحضرها جماهير أمريكيَّة وألمانية، وأيضًا هولندية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير