أما الخطاب الأول من نوعه، وهو خطاب مكتوب عرضته مواقع إلكترونيَّة، وصحيفة هولندية كبيرة، وهي صحيفة إن آر سي الهولندية، عرضتْه يوم 8 أغسطس؛ أي: أثناء المحادثات، وقبل الإعلان لاحقًا عن حكومة مدعومة منه ومن حزبه، فإنه رسالة مَليئة بالكَذب والاتِّهامات الباطلة.
ومع كل ذلك، فإن زعيم الحزب الليبرالي قائد السيمفونيَّة الجديدة لتشكيل الحكومة قال عن الاتِّفاق الجديد مع فيلدرز، والحزب الديمقراطي المسيحي: "إن الكثيرين سيلحسون أصابعهم".
كما قال زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي تعليقًا على الاتفاق الجديد، والحكومة الجديدة المدعومة من فيلدرز: "إنها تقدِّم حلولاً لمشكلات هولندا".
أعضاء الحكومة الجديدة:
وقد أعلنت الحكومة الجديدة عن وزرائها يوم الجمعة 14 أكتوبر 2010م، فرئيس الوزراء - مارك روته - هو من الحزب الليبرالي، وهو شابٌّ من مواليد 1954 م، وغير متزوِّج.
أما مساعده نائب رئيس الوزراء، فهو من الحزب المسيحي الديمقراطي، وكذلك آلتْ إليهم وزارة العدل، "إيفو أوبستلتن" هو الوزير الجديد، وقد شغل منصب عمدة مدينة "روتردام" وقتًا طويلاً - 1999/ 2008 - وأما نائبه، فهو "فريد تيفن"، وهو أيضًا من الحزب الليبرالي، وزارة المالية أيضًا حصَلَ عليها نائب وزير المالية السابق هو: "يان كيس دي ياخر"، أمَّا نائبه، فهو فرانس ويكرز عن الحزب الليبرالي، أيضًا وزارة الشؤون الاجتماعية ذهبتْ أيضًا للحزب الليبرالي وصاحب المنصب الجديد هو: "هنك كامب"، ونائبه أيضًا من نفس الحزب وهو: "بول دي كروم"، أمَّا وزارة الصحة، فقد حازَها الحزب الليبرالي أيضًا، والوزير هذه المرة امرأة وهي: "إديث سخبرز"، ونائبتها امرأة أيضًا هي: "مارليس فلدهاوزن" وهي بعيدة أصلاً عن عالَم السياسة، وشغْلُها الشاغل كان رعاية المسنِّين، الجدير بالذِّكْر أن السيدة "مارليس" تحمل الجنسية السويديَّة، فهي من مواليد مدينة "غوتنبرغ" السويديَّة، وهي الآن في الحكومة بدعم فيلدرز الذي حمَلَ حملة عنيفة على "أحمد أبو طالب" الذي كان يومئذ نائب وزير الشؤون الاجتماعيَّة، فطالب فيلدرز باستقالته؛ لأنه يحتفظ بجنسيَّتين؛ واحدة مغربيَّة، وأخرى هولنديَّة. وقال له حينها: إنه لو كان سويديًّا بشعر أصفر، لكان عامله بنفس المنطق، والنص عرضته جريدة "تراو" الهولندية لاحقًا بتاريخ 18 أكتوبر 2010):
. Wilders gaf toen aan dat als Aboutaleb een Zweed met blond haar was geweest،hij hetzelfde zou hebben gedaan.
والطريف في الأمر أن "مارك روته" رئيس الحكومة الجديدة كان أيضًا قد قال منذ ثلاث سنوات للتركيَّة الأصل نائبة وزير العدل عن حزب العمل "نباهت البيرق" NebahatAlbayrak: إنه من الأفضل لها أن تتخلَّى عن جنسيتها الأولى، بل إنه في نفس الوقت -عام 2007 - طالب بإصدار تشريع يمنع أيَّ شخصٍ من الاحتفاظ بجنسيَّتين، والآن واحدة من حكومته لها جنسيَّتين! وصرَّح مارك روته أنه لا يعترض على حمل امرأة في الحكومة الجديدة لأكثر من جنسيَّة؛ ولذلك طالَبَه كوهين بتقديم الاعتذار"لبيارق" كما جاء في حديثه "للدي فولكس كرانت".
لكن فيلدرز فلَتَ من إدانة التناقُض، وتخلَّى عن دَعْم "روته" في هذه المسألة، فصرَّح بأنه ما زال على موقفه القديم من الجنسيَّتين.
والشيء المثير للدهشة هو أن الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الحالي كشَفَ عن مفاجأة أخرى، ذلك أن أحد أعضاء حزب فيلدرز الكبار يحمل جنسيَّتين وهو عضو في البرلمان أيضًا، والأمر الجديد الذي أثار حفيظة الحكومة التركيَّة هو أنَّ رئيس الوزراء الهولندي أعْلَنَ في الحوار البرلماني لليوم الثاني 27 أكتوبر: مِن عمل الحكومة الجديدة أن هناك فرقًا بين الأشخاص حاملي الجنسيَّتين من بلدان غربيَّة، وآخرين من بلدان غير غربيَّة في إشارة إلى تركيا والمغرب.
وقد أوردتْ صحيفة "تراو" الهولندية النصَّ - 29 أكتوبر - عن موقف "روته" من جنسيَّة السويديَّة: إنها لو لم تكنْ سويديَّة وكانتْ تركيَّة، فإن الأمر كان سيحتاج لنقاش!
Als zij geen Zweeds، maar een Turks paspoort had gehad، was haar benoeming ’punt van discussie’geweest،
أغرب من ذلك هو أن ردَّ "روته" على المعارضة التي رَمَتْه بازدواجيَّة المعايير هو قوله: إن الأمر يرجع لمعاملة المواطنين من الحكومة في تركيا، فهل تمييز تركيا هو مُبَرِّر لتمييز رئيس حكومة هولندا الجديدة؟!
أمَّا وزارة التعليم، فقد تربَّعتْ على عرشها امرأة من الحزب المسيحي الديمقراطي وهي:"ماريا فان بايسترفيلدت"، أما وزارة البيئة والبنية التحتيَّة، فراحتْ لامرأة كانتْ من قبل في منصب نائبة وزير النقل وهي: "ميلينا سخولتز فان هاخن"، أما وزارة الهجرة واللجوء، فقد حصل عليها الحزب المسيحي الديمقراطي، وقد تولاَّها عن الحزب المسيحي الديمقراطي "خيرد ليرس" الذي انتقد فيلدرز بِحِدَّة في الماضي، أما وزير الخارجية، فينحدر من أصل يهودي وهو: "أوري روسنتال" من الحزب الليبرالي المحافظ، أما وزارة الدفاع، فقد آلتْ إلى الحزب المسيحي الديمقراطي، وحاز المنصب أحد أعضائها هو: "هانز هيلن"، وقد اعترض قديمًا على فيلدرز، وهو الآن في حكومة تحظَى في البرلمان بدَعْم فيلدرز.
http://www.alukah.net/World_Muslims/0/27879/