تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و من التابعين انتقلت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلى الجيل الثالث تابعي التابعين و ورثوا من التابعين حفظ الحديث و تبليغه و فقهه و لقد كان لهذا الجيل أثره الرائد في التصدي لأصحاب البدع والأهواء، ومقاومة الكذب الذى فشى في هذا العصر على أيدي الزنادقة الذين بلغوا ذروة نشاطهم ضد السُّنَّة ورواتها في منتصف هذا القرن، حتى اضطر الخليفة المهدي رحمه الله إلى تكليف أحد رجاله بتتُّبع أخبارهم والتضييق عليهم في أوكارهم، فأصبح ذلك الرجل يعرف بصاحب الزنادقة. وقد نشط الأئمة والعلماء من هذا الجيل في خدمة السُّنَّة لومها وحمايتها من كل ما يشوبها وعلى أيديهم بدأ التدوين الشامل المبوَّب المرتَّب، بعد أن كان من قبلهم يجمع الأحاديث المختلفة في الصحف والكراريس بشكل محدود وكيفما اتفق بدون تبويب ولا ترتيب. كما نشأ وتفتَّق على أيديهم علم الرجال، بعد أن كان السؤال عن الإسناد قد بدأ في أواخر عصر الصحابة وكبار التابعين.

وكما كان لهذا الجيل الريادة في ابتداء التدوين المرتَّب على الأبواب والفصول، كذلك كانت له الريادة في ابتداء التصنيف في علم الرجال، حيث أَلَّف في تاريخ الرجال كل من: الليث بن سعد (ت 175 هـ)، وابن المبارك (ت 181 هـ)، وضمرة بن ربيعة (ت 202 هـ)، والفضل بن دكين (ت 218 هـ) وغيرهم.

ويعتبر هذا الجيل جيل التأسيس لعلوم السُّنَّة المطهَّرة ولا غروَّ، ففيه عاش جهابذة رجال السُّنَّة أمثال الأئمة: مالك، والشافعى والثوري، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، وابراهيم الفزاري، وابن عيينة، والقطان، وابن مهدي، ووكيع وغيرهم كثير [24] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftn24).

وفي القرن الثالث الهجري استمر نشاط العلماء في التدوين وبداوا يقصرون المصنفات على الأحاديث حاذفين أقوال الصحابة والتابعين من كتب الحديث، وقد رتبوا الأحاديث على طريقة المسانيد بأن جمعوا أحاديث كل صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها [25] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftn25)

وقد اتجه المصنفون فيه إلى تطوير ما فتقه شيوخهم في هذا الميدان وبلورته وترسيخه على أسس متينة وقوية، وهكذا توالت المصنفات وعمت كل البلاد الإسلامية، وبلغت في الكثرة والتنوع مدى بعيدا، ويمكن أن نذكر من هؤلاء المصنفين: أسد بن موسى الأموي (ت212هـ)، وعبيد الله بن موسى العبسي (ت213هـ)، وعبد الله بن الزبير الحميدي (ت219هـ) وأحمد بن منيع البغوي (ت224هـ)، وسعيد بن منصور (ت227هـ)، ونعيم بن حماد الخزاعي (ت228هـ)، ومسدد بن مسرهد البصري (ت228هـ)، وعلي بن الجعد الجوهري (ت230هـ)، وعبد الله بن محمد الجعفي المسندي (ت229هـ)، ويحيى بن معين (ت233هـ)، وعلي بن المديني (ت234هـ)، وأبا خثيمة زهير بن حرب (ت234هـ)، وأبا بكر بن أبي شيبة (ت235هـ)، وإسحاق بن راهويه (ت238هـ)، وخليفة بن خياط (ت240هـ)، وأحمد بن حنبل (ت241هـ)، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي (ت242هـ)، والحسن الحلواني (ت242هـ)، وأحمد بن منيع (ت 244هـ)، وعبد بن حميد (ت249هـ)، وإسحاق بن منصور (ت251هـ)، ومحمد بن هشام السدوسي (ت251هـ)، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (ت255هـ) ومحمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ)، ومسلم بن الحجاج القشيري (ت261هـ) ومحمد بن يزيد ابن ماجه (ت273هـ)، وأبا داود سليمان بن الأشعث (ت275هـ)، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت279هـ)، وأبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت303هـ) [26] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftn26).

[1] (http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftnref1) - منهاج المحدثين في القرن الأول الهجري وحتى عصرنا الحاضر ص 45

[2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftnref2)- مسند أحمد حديث رقم 140148

[3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftnref3) - رواه البخاري في صحيحه رقم 1454

[4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57429#_ftnref4)- الطبقات الكبرى لابن سعد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير