تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ربيع أحمد سيد]ــــــــ[04 Dec 2010, 06:34 م]ـ

أم تنقمون عليه أن في رواته من هو متكلم فيه

أم تنقمون عليه أن في رواته من هو متكلم فيه و سر هذا الاعتراض جهلهم بعلم الجرح و التعديل و قواعده المتينة.

ورجال البخاري الْمُتَكَلّم فيهم بالضعف ثَمَانُون و البُخَارِيّ لم يكثر من إِخْرَاج حَدِيثهمْ، بل غالبهم من شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم ومارس حَدِيثهمْ وأطلع على أَحَادِيثهم وخَبر حَدِيثهمْ، و المحدث أعرف بِحَدِيث شُيُوخه و الذي يضعف راويا في صحيح البخاري فهو ينازع البخاري في أحكامه، فرواية البخاري توثيق له أو توثيق لروايته التي رواها عنه، و الضعيف المخرج له في الصحيح قد انتقي البخاري من حديثه إذ حديث الضعيف لا يرد جملة ولا يقبل جملة. وإنما يقبل ما صح من حديثه فقط. كما أن الثقة لا تقبل أحاديثه مطلقاً فيقبل ما أصاب فيه ويرد ما أخطأ فيه و أكثر ما يورد البخاري للضعفاء والمتهمين مقروناً بالثقات فوجوده و عدمه سواء الراوي فليس الضعيف معناه أنكل مروياته ضعيفة.

و إن قيل كيف علم البخاري أن هذه الأحاديث من صحيح هؤلاء الذين ضعفوا وليس من أخطائهم؟ فالجواب عن ذلك أن مسلما وهو دون البخاري قد نص على طريقته في التثبت من ذلك. فمثلاً لما أُنكر عليه إدخاله في "الصحيح" كل من أسباط ابن نصر، وقطن بن نسير، وأحمد بن عيسى وهم ضعفاء، أجاب رحمه الله: ((إنما ادخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم ...... وأصل الحديث معروف من رواية الثقات)) [1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57446#_ftn1).

و من أدلة انتقاء البخاري لحديث الضعيف حديث أبي بن العباس بن سهل بن سعد فقد قال البخاري:حدَّثنا عَلِيُّ بنُ عبْدِ الله بنِ جَعْفَرٍ قَالَ حدَّثنا مَعْنُ بنُ عِيسَى قَالَ حدَّثنَا أُبَيُّ بنُ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ عنْ أبِيهِ عنْ جَدِّهِ قَالَ كانَ لِلنِّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حائِطِنَا فَرَسٌ يُقالُ لَهُ اللُّحَيْفُ و قد اعترض عليه الدارقطني فقال: وأبي هذا ضعيف [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57446#_ftn2). و الجواب قد تَابَعَهُ عَلَيْهِ أَخُوهُ عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ فَارْتَقَى إِلَى دَرَجَةِ الصِّحَّةِ [3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=57446#_ftn3) .

و حديث يحيى بن أبي زكرياء الغساني فقد قال البخاري: حدثني محمد بن حرب حدثنايحيى بن أبي زكرياء الغساني عن هشام عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليهوسلم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال ما تشيرون علي في قوم يسبون أهلي ما علمتعليهم من سوء قط وعن عروة قال لما أخبرت عائشة بالأمر قالت يا رسول الله أتأذن ليأن أنطلق إلى أهلي فأذن لها وأرسل معها الغلام وقال رجل من الأنصار سبحانك ما يكونلنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم" و قد أورد البخاري لحديث الإفك العديد من الطرق و بتفصيل أكثر مما هو موجود في تلك الرواية، فكأن البخاري لم يوردها إلا بعد أن اطمأن إلى صحتها منالطرق الأخرى.

حَدِيث إِسْمَاعِيل بن أبي أويس عَن مَالك عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر اسْتعْمل مولى لَهُ يُسمى هنيا على الْحمى قَالَ الدراقطني إِسْمَاعِيل ضَعِيف و قال أيضا: لَا أختاره فِي الصَّحِيح و الجواب عن ذلك قول الحافظ: (أَظن الدَّارَقُطْنِيّ إِنَّمَا ذكر هَذَا الْموضع من حَدِيث إِسْمَاعِيل خَاصَّة وَأعْرض عَن الْكثير من حَدِيثه عِنْد البُخَارِيّ لكَون غَيره شَاركهُ فِي تِلْكَ الْأَحَادِيث وَتفرد بِهَذَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلم ينْفَرد بِهَذَا بل تَابعه عَلَيْهِ معن بن عِيسَى فَرَوَاهُ عَن مَالك كَرِوَايَة إِسْمَاعِيل سَوَاء)).

و انظر إلى هذا الكلام النفيس لابن حجر رحمه الله فقد قال: ((ينبغي لكل مصنف أن يعلم أن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده وصحة ضبطه وعدم غفلته ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمة على تسمية الكتابين بالصحيحين وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما هذا إذا خرج له في الأصول.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير