ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[14 Dec 2010, 07:39 ص]ـ
1) أهمية كتاب وليام شالر:
أ. في فترة إصداره:
أما في الفترة التي صدر فيها الكتاب فإنّه اكتسى أهميته من مناحي عدّة وجهات شتّى أهمّها:
ü موضوع الجزائر في بداية القرن التاسع عشر كان بمثابة موضوع الساعة ... وعيون العالم كلّها كانت موجّهة إليها سواء من حيث الخوف والرهبة من أسطولها العظيم أومن حيث المكر والكيد والتربّص بها ...
ü الجزائر على شهرتها العالمية آنذاك كانت مجهولة المعالم فجاء كتاب شالر ليملأ هذا الفراغ ويستجيب لمطلب التعريف بها ... وفي الفترة التي سبقت احتلال الجزائر 1830م صدرت العشرات من الكتب التي تتناولها بالبحث حتّى أنّ بعضها أعيد طباعته ثلاث مرات في ظرف شهر واحد ولكن جلّها عبارة عن كتب تجارية تسعى وراء الربح والكسب لا غير فهي لا تتجاوز أن تكون إعادة لما هو معروف وتكرار لما هو متناول ومشهور ... [1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132199#_ftn1)
ü شهرة الكاتب الفكرية والسياسية وخبرته الدبلوماسية والعسكرية أصبغت على الكتاب شيئا من التوثيق والاعتماد والتزكية
ü وصفه الدقيق للجيش وللأسطول الجزائري جعل من الكتاب وثيقة مهمة وخطيرة تخدم رغبة العالم الغربي الصليبي في التعرّف على وحدات هذا الأسطول وعلى قوته الحقيقية ومواطن ضعفه من أجل القضاء عليه ...
ü وصفه لحكومة الجزائر وهيئاتها وأعرافها الدبلوماسية جعل من الكتاب وسيلة ناجحة في حسن تعامل القناصل والدول الغربية عموما مع إيالة الجزائر ...
ü الوصف الطبوغرافي لمدينة الجزائر وحديثُه عن تحصيناتها وعن نقاط ضعفها وقوّتها وعن ضواحيها كان ذا أهمية عظيمة بالنسبة لجميع الدّول المتربّصة بالجزائر وعلى رأسها فرنسا
ü التفصيلات الدقيقة والمعلومات الكثيرة عن اللهجات الجزائرية كان ذا أهمية بليغة لكلّ المتعاملين مع الجزائريين وللدارسين للغاتهم ولهجاتهم يشترك في ذلك الأصدقاء والأعداء
ب. أهميته العلمية غير المتعلقة بفترة محدّدة
ü أهميته في الدراسات التاريخية:يعتبر الكتاب مصدر من المصادر التي تحدّثت عن مرحلة نهاية الحكم العثماني بالجزائر في الفترة الممتدة بين 1816م و1824م بكلّ تفصيلاتها وتعقيداتها
ü أهميته في الدراسات الاجتماعية: توسّعه في الحديث عن المجتمع الجزائري بكلّ شرائحه وإبدائه لآراء وأحكام جريئة بهذا الخصوص يستفيد منها عالم الاجتماع أيّما إفادة ...
ü أهمّيته في الدراسات اللغوية واللسانية فقد أورد الكاتب قاموسا مصغّرا للهجات الجزائرية القبائلية العربية الميزابية الشاوية وحاول عقد مقارنة بينها
2) استعانة الحملة الفرنسية بكتاب شالر:
لقد أصبحت مسألة استعانة الحملة الفرنسية بكتاب شالر واعتمادها عليه في غاية التقرير والتحقيق ولبيان ذلك والتأكدّ منه نعرض النقاط التالية:
أ. الذي تولى ترجمة الكتاب هو المترجم الخاص بالملك ولا يستبعد أن يكون فعل ذلك بأمرٍ منه بل هذا هو الراجح لأنّه إنما يعمل ويترجم تحت إمرته
ب. مترجم الكتاب شارك في الحملة الفرنسية ولا يزال الغموض يكتنف مهمته فيها هل شارك كمستشار ككاتب كمترجم كمساعد ... لكن المؤكد أنّه شارك وبفعالية كبيرة استحقّ على إثرها وسام الشرف الملكي ومن مظاهر هذه المشاركة كتابه عن حادثة السفينة لابروفانس la Provence
ج. تصريح المترجم في زياداته على أصل الكتاب سواء في المقدمة أو التعليقات بهذه الاستفادة والاستعانة حيث يقول في المقدمة: "إنّ ما ذكره الكاتب عن موقع الجزائر ومساحاتها وتحصيناتها وضواحيها بدقّة متناهية سيكون بدون شكّ في غاية الفائدة في إدارة العمليات العسكرية على الجزائر ... " [2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132199#_ftn2) ويقول كذلك في ختام مقدمته: "أياما قلائل وسيثبت نجاح حملة الملك التي كلّف بها ضباطنا الأكفّاء وجنودنا البواسل الشجعان صدق تنبآت القنصل الأمريكي ... " في تعليقه على معجم كلمات اللهجات المحلية ذكر أنّه سارع إلى ترجمة هذا الكتاب ليخرج في الوقت المناسب بتلبية حاجيات القراء عموما وأفراد الحملة الفرنسية على وجه الخصوص [3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132199#_ftn3)
¥