تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1) بين يدي تحليل شالر: تحليل القنصل وليام شالر عبارة عن وصف دقيق لجميع مناحي حياة المجتمع الجزائري خلال تلك الفترة من الزمن ... نعم لا يخلو هذا الوصف من كثير من الأحكام الذوقية والاستعلائية غير الموضوعية التي لا تخفى على متأمّل والتي سنفرد لها مبحثا خاصّاً ... لكن مع ذلك كلّه فإنّ تحليله للمجتمع الجزائري ووصفه الدقيق والعميق يبقى ذا فائدة عظيمة ومصدرا مهمّاً للوقوف على أوضاع الجزائر وحالتها في بداية القرن التاسع عشر ...

وإذا كانت معلومات الكاتب وتوصيفه للجزائر جاء متفرقاً في بطون فصول الكتاب السبعة وفي لواحقه ... بشكل يحتاج إلى كثير من التنظيم والترتيب فهو كثيرا ما يشرع في موضوع محدّد كحديثه عن الطوائف السكانية والبنية الاجتماعية للجزائر ثمّ ينصرف عنه إلى موضوع آخر ليعود إلى ذات الموضوع الأوّل في فصل آخر غير الفصل المخصّص له ... ولعلّ المتأمّل في أسباب استطرادات الكاتب وعدم ترتيب وتنظيم معلوماته يتأكّد أنّ هدفه الاستعماري وكيده بالجزائر وبغضه لنظامها وحكومتها هو السبب الأوّل والأهمّ لهذه الفوضى الموجودة في الكتاب ... فهو كما تراه في مواطن عدّة من كتابه يشرع في موضوع اجتماعي أو اقتصادي أو لغوي ... ولكن بمجرد أن ترِدَ منه إشارة للأسطول الجزائري أو لجيشها أو لحكومة الداي إلاّ وانساق وراءها يسبّ ويشتم ويخطط ويدعو ... ويكتبُ كلّ ما يجول في خاطره ممّا تمليه عليه عقيدته الصليبية وعقليته الاستعمارية.

لهذا السبب سنعيد عرض تحليله للجزائر وتوصيفه لها في شكل فصول ومباحث جديدة من شأنها أن تسهّل علينا الإلمام بنظرة القنصل للأمة الجزائرية ...

2) الجانب الجغرافي: المقصود به حدود الجزائر طبوغرافيتها تضاريسها مناخها أقاليمها ومدنها كما يراها القنصل الأمريكي:

أ. حدود الجزائر [1] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132326#_ftn1):

يبدو أنّ القنصل بحكم احترافه للبحرية كان ذا دراية واسعة بالجانب الفلكي والطبوغرافي فهو في كتابه هذا يعطي معلومات في غاية الدقّة والتحقيق لا تختلف كثيرا عن المعلومات المعاصرة إلاّ شيئا بسيطا لا يؤثر في مصداقيتها وأهمّيتها ... والملاحظات التي يمكننا تسجيلها فيما يخصّ حدود الجزائر قوله أنّ الصحراء الكبرى هي التي تحدّها من جهة الجنوب , يستفاد من قوله هذا أنّ الحكم العثماني لم يشمل المناطق الصحراوية الداخلية بل كانت مستقلة تمام الاستقلال وقد صرّح له بذلك بعض من لقيهم من بني ميزاب وقالوا أنّهم لم يخضعوا أبدا طوال تاريخهم لأيّ دولة من الدول بل ولم يدخلوا في نزاع خارجي قطّ [2] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132326#_ftn2) كما يستفاد من عدم تحديده الدقيق لهذه الحدود كما فعل مع الجهة الغربية والشرقية والشمالية أنّها غير مستقرة فهي تتغير بتغير ولاءات القبائل الداخلية كما أنّ جهل القنصل بطبيعة هذه المناطق الداخلية جعله يطلق هذا الحكم العام غير المفصّل ... وفي هذا الشأن يقول الكاتب [3] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132326#_ftn3) :«... ومع ذلك , يمكننا أن نلاحظ أنّ الحدود الصحراوية لا تتجه في خطّ مستقيم , حيث أنّ هذه الحدود التي تتخلّلها جبال ومستنقعات وسهول خصبة , هي التي تسمى على خرائط إفريقيا ببلاد الجريد , وهذه الأراضي يحيط بها الغموض ولا يمكن الحديث عنها قبل أن تستكشف يصورة أفضل. لقد قمت بتحقيق في الموضوع مع عدد من الأهالي المسافرين جعلني أفترض أنّ باد الجريد واسعة , ولكنه نظرا لأنّ حدودها لم ترسم بوضوح , فأنا لا أريد أن أدخل في نقاش وأعرض نتائج تتعارض مع ما ذكره المسافرون والرحالون الموثوق بهم.» الملاحظة الثانية أنّ الحدود الغربية والشرقية كانت أوسع ممّا هي عليه اليوم « ... فهي تقع عند مكان يسمى (طونت) على مسافة نحو أربعين ميلا من نهر ملوية الكبير , 16 دقيقة من خطّ طول غربي خطّ طول غرينتش ... » [4] ( http://tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=132326#_ftn4) أما من جهة الشرق فهي تمتد إلى مدينة طبرقة فالزعم أنّ فرنسا قد وسّعت من حدود الجزائر وأخذت شيئا من الأراضي التونسية والمغربية غير صحيح بل الصواب أنّ حدود الجزائر تقلّصت خلال فترة الاستعمار الفرنسي ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير