تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بلجام، ثم أرفع رأسه قبل الإمام، وأضعه قبل الإمام، وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته، ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة، فإن غلبني في ذلك أمرته أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة، فإن لم يضع يده على فيه دخل الشيطان في جوفه، فيزداد بذلك حرصاً في الدنيا، وحباً لها، ويكون سميعاً مطيعاً لنا، وأي سعادة لأمتك، وأنا آمر المسكين أن يدعَ الصلاة، وأقول: ليست عليك صلاة، إنما هي على الذي أنعم الله عليه بالعافية، لأن الله تعالي يقول: {ولا على المريض حرج}، وإذا أفقت صليت ما عليك حتى يموت كافراً، فإذا مات تاركاً للصلاة وهو في مرضه لقي الله تعالى وهو غضبان عليه. يا محمد، وإن كنت كذبت، أو زغت فأسأل الله أن يجعلني رماداً، يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أُخرج سدس أمتك من الإسلام؟ فقال النبي: يا لعين من جليسك؟ فقال: آكل الربا. فقال: فمن صديقك؟ فقال: الزاني. فقال: فمن ضجيعك؟ فقال: السكران. فقال: فمن ضيفك؟ فقال: السارق. فقال: فمن رسولك؟ فقال: الساحر. فقال: فما قرة عينيك؟ فقال: الحلف بالطلاق. فقال: فمن حبيبك؟ فقال: تارك صلاة الجمعة. فقال رسول الله: يا لعين فما يكسر ظهرك؟ فقال: صهيل الخيل في سبيل الله. فقال: فما يذيب جسمك؟ فقال: توبة التائب. فقال: فما ينضج كبدك؟ فقال: كثرة الاستغفار لله تعالي بالليل والنهار. فقال: فما يخزي وجهك؟ فقال: صدقة السر. فقال: فما يطمس عينيك؟ فقال: صلاة الفجر. فقال: فما يقمع رأسك؟ فقال: كثرة الصلاة في الجماعة. قال: فمن أسعد الناس عندك؟ فقال: تارك الصلاة عامداً. فقال: فأي الناس أشقي عندك؟ فقال: البخلاء. فقال: فما يشغلك عن عملك؟ فقال: مجالس العلماء. فقال: فكيف تأكل؟ فقال: بشمالي وبإصبعي. فقال: فأين يستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟ فقال: تحت أظفار الإنسان. فقال النبي: فكم سألت من ربك حاجة؟ فقال: عشرة أشياء. فقال: فما هي يا لعين؟ فقال: سألته أن يشركني في بني آدم في مالهم، وولدهم، فأشركني فيهم وذلك قوله تعالى: {وشاركهم في الأموال والأولاد وَعِدهُم وما يَعِدهُم الشيطان إلا غروراً} , وكل مال لا يُزَكّى فإني آكل منه، وآكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل مال لا يُتَعَوَّذ عليه من الشيطان الرجيم، وكل من لا يتعوذ عند الجماع إذا جامع زوجته، فإن الشيطان يجامع معه، فيأتي الولد سامعاً ومطيعاً، ومن ركب دابة يسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالى: {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك}. وسألته أن يجعل لي بيتاً، فكان الحمام لي بيتاً. وسألته أن يجعل لي مسجداً، فكان الأسواق. وسألته أن يجعل لي قرآناً، فكان الشعر. وسألته أن يجعل لي ضجيعاً، فكان السكران. وسألته أن يجعل لي أعواناً، فكان القدرية. وسألته أن يجعل لي إخواناً، فكان الذين ينفقون أموالهم في المعصية، ثم تلا قوله تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}. فقال النبي: لولا أتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى ما صدقتك. فقال: يا محمد، سألت الله تعالى أن أرى بنى آدم وهم لا يروني، فأجراني على عروقهم مجرى الدم، أجول بنفسي كيف شئت، وإن شئت في ساعة واحدة، فقال الله تعالى: لك ما سألت. وأنا أفتخر بذلك إلي يوم القيامة، وإن من معي أكثر ممن معك، وأكثر ذرية آدم معي إلي يوم القيامة، وإن لي ولداً سميته عتمة، يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة الجماعة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوماً حتى يؤدوا الصلاة، وإن لي ولداً سميته المتقاضي، فإذا عمل العبد طاعة سراً، وأراد أن يكتمها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس، فيمحو الله تعالى تسعة وتسعين ثواباً من مائة ثواب. وإن لي ولداً سميته كحيلاً، وهو الذي يكحل عيون الناس في مجلس العلماء، وعند خطبة الخطيب حتى ينام عند سماع كلام العلماء، فلا يكتب له ثواب أبداً, وما من امرأة تخرج إلا قعد شيطان عند مؤخرتها، وشيطان يقعد في حجرها، يزينها للناظرين، ويقولان لها: أَخرِجي يدك. فتخرج يدها، ثم تبرز ظفرها فتهتك. ثم قال: يا محمد، ليس لي من الإضلال شيء، إنما موسوس، ومزين، ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحداً على وجه الأرض ممن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. ولا صائماً، ولا مصلياً، كما أنه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير