ـ[ربيع أحمد سيد]ــــــــ[09 Dec 2010, 10:57 م]ـ
فصل: الحكمة من عصمة الأنبياء من الكبائر دون الصغائر
عصم الله عز وجل الأنبياء من الكبائر دون الصغائر لحكم عديدة منها:
1 - ليعرف الناس الفرق بين الرب والعبد، فلا يفضي بالناس الغلو بتعظيم أنبيائهم والإعجاب بفضائلهم ونزاهتهم إلى عبادتهم مع الله تعالى.
2 - الدلالة على أن الكمال المطلق لله تعالى وحده فالأنبياء ليسوا آلهة منزهون عن جميع ما يقتضيه الضعف البشري من التقصير في القيام بحقوق الله تعالى على الوجه الأكمل، و من الخطأ في الاجتهاد في بعض المصالح و المنافع و دفع المضار.
3 - أخذ الناس العبرة والعظة لأنفسهم، فإذا كان الرسل الكرام الذين اختارهم الله واصطفاهم عاتبهم الله ولامهم على أمور كهذه، فإنّه يجب أن نكون على حذر وتخوف من ذنوبنا وآثامنا.
4 - التأسي بالأنبياء عند الوقوع في المعصية بالإسراع في التوبة، وعدم التسويف.
5 - أن يرى الله من أنبيائه عبادة الاستغفار و التوبة و الدعاء.
6 - أن يرفع الله أنبيائه بالتوبة أعظم مما كانوا عليه فالعبد في كثير من الأحيان يكون بعد توبته من معصيته خيراً منه قبل وقوع المعصية، و ذلك لما يكون في قلبه من الندم والخوف والخشية من الله تعالى، و لما يجهد به نفسه من الاستغفار و الدعاء، و لما يقوم به من صالح الأعمال، يرجو بذلك أن تمحو الصالحات السيئات.
ـ[ربيع أحمد سيد]ــــــــ[09 Dec 2010, 10:58 م]ـ
فصل: ليس في تجويز وقوع الأنبياء في الصغائر انتقاصا منهم
ليس في تجويز وقوع الأنبياء في الصغائر انتقاصا منهم إذ الخطأ من طبع البشر جبلوا عليه،و الأنبياء بشر غير مجردين من الطبيعة الانسانية وما يعتريها من الشهوات، و هذه الذنوب التي وقعت منهم هي أمور صغيرة ومعدودة غفرها الله لهم، وتجاوز عنها، وطهرهم منها و كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
ـ[ربيع أحمد سيد]ــــــــ[09 Dec 2010, 10:59 م]ـ
فصل: بين تكريم الإسلام للأنبياء و إهانة أهل الكتاب لهم
إن الناظر لكتب أهل الكتاب يجد أن الأنبياء قد اتصفوا فيها بصفات لا تليق إلا بالفجار و الكفار و قد رموا بكبائر الفواحش المنافية لحسن الأسوة، بل المجرئة على الشرور و المفاسد فنبي الله نوح عليه السلام يسكر و يتعرى: ((وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجاً. فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: مَلْعُونٌ كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ)) [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn1) .
وموسى عليه السلام يأمر بني إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: ((وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ)) [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn2) .
و سليمان عليه السلام يعبد غير الله: ((فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ)) [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=440328#_ftn3) ، وحزقيال عليه السلام يمشي عاريا لأمر الرب: ((فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ: اذْهَبْ وَحُلَّ الْمِسْحَ عَنْ حَقَوَيْكَ وَاخْلَعْ حِذَاءَكَ عَنْ رِجْلَيْكَ. فَفَعَلَ هَكَذَا وَمَشَى مُعَرًّى وَحَافِيا ً)) [4]
¥