تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والحالة هذه، ما أرى الكلام في هذا المجال من تجويز الصغائر أو ما استوجب التلويح بالعذاب العظيم إلا من سوء الأدب مع الله؛ لكوننا حشرنا أنفسنا فيما لا ينبغي.

نخلص من كل هذا:

كان علينا أن نتناول الأمر من زاوية سنن الله في قرآنه لنقول لا عصمة مطلقة لأحد من الخلق بناء على قوله تعالى: (((وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ))) [النحل: 61]، وأن كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.

ولتصطدم الشيعة مع هذه السنة الإلهية لنفي العصمة عن أئمتها، ومن ثم تزول قداسة أقوالهم التي بناء على القول بالعصمة اعتمدت مصدرا للتشريع. فهل قامت حجة الله على بطلان مذهبهم في القول بالعصمة المطلقة للأئمة عليهم السلام؟

وهل قامت حجة الله أيضا على السلف بالقول بتجويز الصغائر على الأنبياء، دون الكبائر، بعد أن لوح الله بوعيده للحبيب المصطفى ولصحبه بالعذاب العظيم.؟

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو نزل عذاب من السماء ما نجا منه غير عمر بن الخطاب وسعد بن معاذ" (أخرجه الطبري: 14/ 71. قال الحافظ ابن حجر في "الكافي الشاف" ص (71): "ورواه الواقدي في المغازي من وجه آخر منقطع، بمعناه، وروى ابن مردويه من حديث ابن عمر رفعه: ["لو نزل العذاب ما أفلت منه إلا ابن الخطاب"]، وانظر: الأموال لأبي عبيد ص (136 - 137). (من تفسير البغوي)

ألا ما أحوجنا لرؤية ثاقبة تنظر للأمور من زاوية سنن الله في قرآنه وكونه، حتى لا نفتر على الله الكذب. ولا ندعن لأقوال السلف ما دامت تخالف تعاليم الكتاب أو صريح السنة، ليبقى الكمال كله لله وحده لا شريك له.

غفرانك اللهم!.

جزاكم الله خيرا على هذه الإضافات التي أثرت الموضوع بالدرر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير