تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:29 ص]ـ

وهناك مقال قرأته مؤخرا للأستاذ عامر عبد المنعم فى موقع "العرب نيوز" بعنوان "أمريكا ماتت، فلا تكونوا كجِنّ سليمان" يصور هذا الوضع الشاذ. والمقصود أن المسلمين يتصورون أن أمريكا لا تزال قوية باطشة رغم ما هى مرتكسة فيه من أزمات اقتصادية وسياسية وعسكرية، ولهذا لا يفكرون أبدا فى الثورة عليها، فهم فى هذا الخوف مثل جن سليمان، الذين كانوا خاضعين لسليمان مرتعبين منه، وظلوا يخدمونه بكل طاقتهم حتى بعد موته ظنا منهم أنه لا يزال حيا، إذ كانوا كلما نظروا إليه وجدوه مستندا على صولجان الملك، فيحسبونه فى غفوة عارضة، إلى أن أكلت الأَرَضَةُ عصاه من أسفلها فانهارت وخرّ هو بدوره إلى الأرض. وحينئذ فقط تبين لهم أنه قد مات! يريد الكاتب أن يقول لأمته إن أمريكا قد انهارت، وإن كان انهيارها غير ظاهر للعين العَجْلَى، فاهْتَبِلوا هذه الفرصة السانحة وثوروا على عبوديتكم لها، واستردوا كرامتكم وعزتكم.

لا اظن انها ماتت بل مازالت قوية اما انها ستموت فحتما او تنزوي كما انزوت بريطانيا العظمى وغيرها

وعلينا ان ننافس حي على ان نشجب مانظن انه ميت

فاذا ظننا انه ميت وهو حي بينما نحن لانتحرك لاضد الميت او الحي فنحن اموت بينما العالم حولنا حي نشط

الاولى ان نعترف بالحقيقة كما هي ثم نبني عليها البرنامج الحقيقي للحضارة

ولايعني هذا الزعم بان امريكا ليس فيها انهيارات ولكن اي انهيارات ومداها هذا مايجب النظر اليه ثم لو هناك انهيارات هل هناك اصلاحات في النظام سريعة ام لا

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:31 ص]ـ

إذ انقلب على الرسول عليه الصلاة والسلام أهل مكة بعدما كانوا يلقبونه بـ"الأمين"، فكذبوه وآذَوْه وحاولوا قتله لولا لطف الله به. ولما هاجر إلى المدينة اصطدم باليهود والمنافقين، كما اصطدم بالمشركين فى غزواتٍ ذات عدد، وبالروم على الحدود الشمالية مرتين. وعقب وفاته صلى الله عليه وسلم ثارت حروب الردة بين جيوش الإسلام والقبائل التى ظهر فيها بعض المتنبئين الكَذَبَة وانتهت بالقضاء على ذلك التمرد اللعين وعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، لتبدأ صراعات أكبر وأخطر وأوسع مدى بين المسلمين وبين الروم والفرس انتهت كلها بانتصار مؤزر للإسلام حتى بات المسلمون يؤمنون إيمانا جازما أن نصر الله فى ركابهم دائما، فكانوا لا يفشلون أبدا فى معركة أو حرب إلا على سبيل الندرة

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:34 ص]ـ

كانت هناك أيضا الحملات الاستعمارية التى لم تكد تترك بلدا مسلما دون غزو واحتلال وتكبيل بالمعاهدات واستنزاف للثروات وإهانة للكرامة الدينية والوطنية. وما كان لهذا أيضا أن يُنْسَى بسهولة أبدا، وبخاصة أن العدو واجههم فى هذه الحملات وهو متفوق عليهم فى كل أسبابها من سلاح وعلوم وتنظيم وتخطيط ونفس طويل وطموح وتوثب إلى المعالى وقدرة على الصبر وعشق للمغامرة وتحديد للهدف. وما زلنا نعانى من هذه الصدمة إلى الآن حتى لأصبح يخيّل لكثير منا ألاّ قِبَل لنا بمواجهة الغربيين

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:36 ص]ـ

إذ إن انحطاطه النفسى والخلقى يمنعه من الشعور بشناعة الأمر على الإطلاق، فتراه يتصرف وسط القذارة والقبح معايشا الجهل والخرافة، متنفسا الخنوع والمذلة، مقاسيا العوز والفقر، معانيا الضيق والحاجة، ومع ذلك يتصرف كأنه يعيش فى بحبوحة الفردوس الأعلى ويتقلب فى نعيمه الرغد المقيم.

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:38 ص]ـ

ولا تنس كذلك انتشار القذارة وسيادة التبلد تجاه الأوبئة الجائحة والرضا بالفقر والهوان والتعاسة كأنها ضربة لازب لا فكاك منها. وفى مثل هذا الجو لا ينبغى أن يتوقع الإنسان إبداعا علميا أو كشفا بحثيا أو رغبة فى تقدم أو تحضر. لقد كان الجو خاملا بليدا متخثرا لا ينبئ بحياة كريمة أبدا، فى الوقت الذى كانت أوربا فيه تتوثب وتتقافز فى كل ميدان: فى الكشوف الجغرافية التى انطلقت من خلالها تجوب أرجاء العالم، وانتزعت بها السيادة على البحار، وامتلكت بها الثروات، وامتلخت بها قارتين كاملتين هما أمريكا الشمالية وأستراليا بعدما قضت على سكانهما الأصليين، وهو ما لا نعرف أنه قد وقع من قبل فى التاريخ. وهذا التوثب قد حدث نظيره فى ميدان العلوم الطبيعية، التى كانت قد نامت عندنا نومة أهل الكهف وحلت محلها الخرافات والضلالات، وكذلك فى ميدان الحكم الشُّورِىّ، إذ قامت الثورات الشعبية فى أوربا ضد الاستبداد الذى كانت شعوبها تعانى منه على مدى قرون وقرون، فتخلصت إلى حد كبير منه، فى الوقت الذى ما زالت معظم بلاد المسلمين ترزح تحته راضية به، وكأنه غاية المنى! وقل هذا أيضا فى ميدان التخطيط العمرانى، إذ بدلا من القذارة والفوضى والفقر والبؤس الذى كان يطبع مدن أوربا وقراها شرع الأوربيون يعيدون تخطيط مدنهم وقراهم مراعين أصول النظافة والسعة والجمال والخضرة وتمهيد الشوارع على نحو سلس جميل، مع التخلص من المخلفات بطريقة متحضرة فلا تقع عليها العين ولا يشمها الأنف ولا تتأذى بها الملابس والجلود، فضلا عن إنارة الطرق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير