تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:47 ص]ـ

ونرجع إلى القيم العظيمة التى خلقت منهم سادة للعالم بعد أن لم يكونوا شيئا ذا قيمة، قيم الإسلام العقيدية والعلمية والخلقية والاجتماعية والإنسانية، بدلا من قيم التخلف من تواكل وبلادة ونفور من السعى الجاد وراء العلم ورضا بالدَّنِيّة فى كل مجال تقريبا ونكوص عن المعالى وضعف فى الثقة بالنفس واستسلام للاستبداد: الاستبداد الداخلى والاستبداد الخارجى على السواء، واكتفاء بالشقشقة اللفظية دون أن يصاحبها عمل جاد من شأنه أن يغير ويصلح ويبلغ بنا ما نتطلع إليه من آمال؟

ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 01:49 ص]ـ

فمن حكام إلى صحافيين إلى مفكرين إلى أدباء إلى علماء إلى ضباط، ومن محمد على إلى رفاعة الطهطاوى إلى جمال الدين الأفغانى إلى محمد عبده إلى عرابى إلى عبد الله النديم إلى مصطفى كامل إلى محمد فريد إلى سعد زغلول إلى حسن البنا إلى محمد نجيب إلى جمال عبد الناصر ... إلخ، وهذا فى مصر فقط، إلا أن شيئا حاسما ينقل الأمة من حال إلى حال لم يقع ولا حتى فى الدين، فالأغلبية تفهمه على أنه لحية ونقاب، ثم الصلاة والصيام لا غير، ثم تبقى الأمور بعد ذلك على حالها، فلا الطالب تدين تدينا حقيقيا واجتهد فى أن يتفوق ويتقرب إلى الله سبحانه من خلال السعى الجاد لتثقيف عقله وذوقه بحضور الدروس وارتياد المكتبات واستذكار المقرر أولا بأول وإتقان ما يُطْلَب منه تحضيره وعدم الاكتفاء بالكتاب المدرسى، ولا الحِرْفِىّ تدين تدينا حقيقيا فاحترم مواعيده واعتدل فى تقدير أتعابه وأتقن إصلاح ما يصلحه لصاحب البيت ولم يخدعه بقطعة غيار قديمة يخرجها من حقيبته قد أخذها بسيف الحياء من عميل سابق وقدمها إلى عميله اللاحق على أنها قطعة جديدة معطيا إياها له بثمن أكبر من ثمن الجديدة، ثم هى لا تعمل فى الغالب إلا لوقت محدود مقدار ما ينصرف الحرفى، وإذا بالمشكلة تعود من جديد، وكأنك يا أبا زيد ما غزوت ... وهكذا دواليك. وقس باقى البلاد العربية والإسلامية على مصر، فلسوف تجد الأوضاع متشابهة، وكأننا ثمرة خط إنتاج واحد لا يتغير، اللهم فى التفاصيل التافهة، أما الخطوط العامة والأمور الهامة فلا اختلاف فيها

الاغلبية لاتعرف شيء اصلا عن اللحية ولا الحجاب اما الملتحون والمنتقبات ففيهم وفيهم وليسوا سواء

والمسألة لاترجع لهذا السبب اي الفهم الخاطيء عند الكل بل هناك من يفهم فهم فريد وجيد وهناك العكس لكن باي نسبة؟ وانما لسبب تخلف الدولة العلمانية العربية التي افقرت العالم الاسلامي ووضعت قيم سلبية وهنا لم يستطع التدين القليل او القاصر او الي ليس على درجة من العلمية والفهم الواسع للاسلام ان يتقدم خطوات كبيرة للامام واظن ان هناك تطورات في عالم الملتزمين لكنها تمشي كالسلحفاء لكن هناك تقدم نوعي ونشاهد اثاره جيدا لكن الجماهير لايصل اليها الا الذر اليسير من العلم الشامل في الدين والدنيا

هناك خير وهناك شر هناك تدافع عنيف في الاعماق

وفي النص ايضا

من هنا نستطيع أن نفهم قول د. محمود حمدى زقزوق فى تشخيصه للأوضاع القائمة فى عالم الإسلام: "يعانى العالم الإسلامى فى العصر الحاضر من أزمة طاحنة متعددة الجوانب، ففى الوقت الذى تتلاحق فيه التطورات العلمية والفكرية والحضارية فى مناطق العالم المتقدم إذا بنا نرى التخلف بكل أبعاده المادية والمعنوية والعلمية والدينية والفكرية والحضارية يخيم على العالم الإسلامى ... إننا، كمسلمين، لا نستطيع أن ننكر أن واقع الأمة الإسلامية واقع متخلف ومحزن ويدمى النفس الإنسانية، ولكن لا نستطيع أن ننكر فى الوقت نفسه أن هذا الواقع المحزن منفصل عن النموذج الإسلامى الحضارى بمائة وثمانين درجة. ولم تستطع الصحوة الإسلامية المعاصرة أن تقترب حتى اليوم بطريقة جِدِّيّة من هذه القضية المصيرية الأولى، بل ظلت حتى يومنا هذا مشغولة بمحيط الدائرة وبعض المظاهر الشكلية والأمور الهامشية، ومهتمة بالجزئيات دون الكليات، واختلط لديها سلم الأولويات، فانقلبت الضرورات هامشيات، والهامشيات ضروريات، وغابت معالم الرؤية الواضحة المتعقلة المستنيرة، وضاعت أصوات العقلاء من رواد هذه الأمة وسط ضجيج الانفعالات العاطفية التى تتصف فى بعض الأحيان بشدة حدتها وانفلات وعيها بما يدور حولها فى عالم اليوم" (د. محمود حمدى زقزوق/ الحضارة فريضة إسلامية/ مكتبة الشروق/ 2001م/ 33، 35). والدكتور زقزوق محق تماما فى تأكيده أن "الحضارة فريضة إسلامية" كما جاء فى عنوان كتابه الذى نحن بصدده. ذلك أنه من غير الممكن أن يكون الإنسان مسلما صالحا إلا إذا كان متحضرا راقى الحضارة، لأن الحضارة الراقية، كما رأينا على مدى الفصول الماضية، هى الإسلام، والإسلام هو الحضارة الراقية. وعلى هذا فأى تقصير حضارى هو خصم من قيمة إسلام الشحص مهما زعم المزاعم وظن أنه يحسن صنعا، إذ ليس الإيمان بالتمنى، ولكن ما وَقَر فى القلب وصدّقه العمل، أى ما تحول إلى أفكار وأقوال وتصرفات وأخلاق حضارية. لكننى لا أوافق د. زقزوق رغم هذا فى قوله إن "الحضارة، بوصفها فريضة، لا تقل فى أهميتها للمسلمين فى عالم اليوم عن أى فريضة أخرى من فرائض الإسلام الأساسية مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج، وإن العمل من أجلها يعد عبادة لله سبحانه وتعالى" (المرجع السابق/ 5)، إذ ليست الحضارة فريضة عادية بل هى فريضة الفرائض، لأنها هى الإسلام ذاته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير