ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:00 ص]ـ
وقد أوجز د. أحمد أمين، فى مقدمة كتابه: "زعماء الإصلاح فى العصر الحديث"، وصف أوضاع المسلمين فى قمة مجدهم وفى وهدة انحطاطهم فأحسن الإيجاز إذ كتب يقول: "بلغ العالم الإسلامي في القرون الأربعة الأولى شأوا بعيدا في الخلق والعلم والحضارة حتى كاد يكون سيد العالم في هذا كله: فخُلُقه في حربه وسلمه قوي متين، وعِلْمُه استوعب ما عند الأمم الأخرى من هند وفرس ويونان وروم وهَضَمه كله ومزجه مزجا جميلا وبنى عليه وابتكر فيه، وحضارته كانت خير الحضارات. تزدهر مدنه كبغداد ودمشق والقاهرة والقيروان وقرطبة بشتى ألوان الحضارة من علم وفن وعمارة وتجارة وصناعة حتى كان يُرْحَل إليها جميعا للأخذ عنها والاقتباس منها. هذا إلى حرية في العقيدة، وحرية في القول والعمل. وهي حرية قلما كان يتمتع بها غيرهم من الأمم. وكان ينعم بها كل من استظل بظلهم من نصارى ويهود ومجوس، على حين كان يشقى في الشعوب الأخرى كل من خالف دينها واعتقد غير عقيدتها. ثم بدأت فيه عوامل الضعف بعد ذلك، وتوالت عليه الكوارث،
ـ[طارق منينة]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:03 ص]ـ
ويبدو ان زقزوق تخلف اخيرا عن بعض مقومات الحضارة التي يتكلم عنها اذ سقط سقطة المثقفين العلمانيين -الذين ساندوا الحكم الظالم القهري - اذ وقع او سقط -كالتفاحة الناضجة! -في قبضة-او قضمة- الحاكم فرجع بالحضارة الى الخلف!
مع ان له كتابات علمية ممتازة
اما احمد امين فمنهجه معروف وكل يؤخذ منه ويترك
جزاكم الله خيرا
ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[12 Dec 2010, 09:00 م]ـ
تحية تقدير لهذا القلم السيّال بالنفائس والدرر.
مقالك يا دكتور إبراهيم عوض يعد ومضة حقيقة في ظلمة التعامي عن رؤية الحقائق التي فرضها علينا الغرب , وأعنّاه بفرضها على أنفسنا بمحض إرادتنا , ولو قُدّر وأن تكشفتْ أمامنا بعضا من حقائق خذلان أمتنا , لغضضنا البصر عنها , وتركناها دون تفحيص وتمحيص أو تقويم وتصحيح , ولأدبرنا مرتعدين ونحن نردد: اللهم اجعلهم لا يؤخذونا بما يقول السفهاء منا!!.
فنظل في غياهب ظلمات هاوية عميقة , دون أن نفكر ـ مجرد تفكير ـ في حل للخروج من الهاوية , فضلا عن العمل لأجل تحقيق ذلك الهدف.
اسمح لي يا سيدي بكتابة شيء من تعليقاتي على بعض جزئيات مقالك الماتع , فقد آتي برأي مخالف لرأيك , وقد أوافقك ذات الرأي ولكني أعبر عنه من زاوية أخرى. وأنا على يقين أن عقليةً هذا غيض من فيضها لابد وأنها تحترم الرأي الآخر ولا تسفهه. لذا تشجعت وسجلت هذه النقاط:
(وحيث أنني لا أتقن الاقتباس المتعدد من مشاركة واحدة فإني سأميز ما أقتبسه من مقالكم بالون الأحمر)
· تحدثتَ في مقالك على عامل طول الأمد الذي جعل من أمتنا تفتر من بعد الحماس فقلتَ:
ما السبب فى هذا الانهيار يا ترى؟ أول ما يخطر على البال فىهذا السياق هو عامل استطالة الزمن، فقد بدأ المسلمون بداية عبقرية، واستمروا أقوياءفترة من الزمن طويلة جدا بالنسبة إلى الحضارات التى سبقتهم أو أتت بعدهم رغم كل ماواجههم من تحديات وعوائق ومتاعب ليست بالهينة ولا القليلة.
واستشهدتَ على ذلك بأدلة منها:
يشير القرآن المجيد إلى هذاالتأثير السلبى لعامل الزمن فى قوله جل جلاله: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُواأَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلايَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُفَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ" (الحديد/ 16).
وهنا أخالفك الرأي في قياس حالنا على حال الأمم السابقة , لماذا؟
دعنا نتفق أولا على أن المسلمين وكذلك أهل الكتاب لم تقم لهم قائمة بأسباب بشرية , وإنما بسب الدعوات السماوية على أيدي الأنبياء والرسل سواء أعززت بكتب سماوية أم لا.
إذن: قياس انهيار أمتنا (كما أسميتَه) على حالة انهيار الأمم السابقة ليس دقيقا لأن هناك عنصرا مهما غائب عنا وهو أن تلك الأمم (أهل الكتاب مثلا) لم يتعهد الله بحفظ كتبهم التي هي المصدر والمرجع لقوتهم ومجدهم , بل قد نالها من التحريف والزيادة والنقصان الشيء الكثير مما يحتم زوال قوتها , وانهيار أمجادها مع طول الأمد.
¥