تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونماذج توظيف الجهات الأجنبية المشبوهة لمقالات (الليبراليين السعوديين) في استعداء العالم ضد المجتمع السعودي كثيرة جداً، سواءً في الصحافة مثل الواشنطن بوست، والنيويورك تايمز، والجارديان، والاندبندنت، ونحوها، أو في الإعلام المرئي كالفوكس نيوز، والسي إن إن، ونحوها، فلا تمر فترة قصيرة إلا وتجد في وسائل الاتصال هذه اقتباسات من مقالات الليبراليين السعوديين تستخدمها هذه الوسائل الإعلامية الامبريالية في تحريض القارئ الغربي ضد "المجتمع السعودي" بكل مكوناته الشرعية، وسأكتفي هنا بمثال واحد لتوضيح الظاهرة، حيث نشرت الصحيفة الصهيونية الأشهر (إيديعوت أحرونوت) هذا التوظيف لأحد المقالات في صحيفة الرياض التي يرأسها الأستاذ تركي السديري:

(الكاتب فارس بن حزام يقول "نحن ليس لدينا الشجاعة لنواجه الحقيقة، وبدلاً من أن نعتذر نذهب نلوم أطرافاً خارجية"، ويقول فارس بن حزام أيضاً: "الدعاة في المساجد السعودية، والمواقع الانترنتية الراديكالية، هم المسؤولون عن موجات من الشباب السعودي نفذت الهجمات الجهادية حول العالم"، في هذه المقالة التي نشرت في صحيفة الرياض السعودية اتهم الكاتب فارس بن حزام المجتمع السعودي بكونه تجاهل الأسباب الحقيقية خلف الهجمات الجهادية وتجنيد الشباب) [ Yedioth Ahronoth, 22/10/2006]

وهكذا تستند الصحافة الصهيونية على مقالات (الليبراليين السعوديين) في تعبئة الرأي العالمي ضد المجتمع السعودي، لتخفيف العبء الذي تواجهه تجاه عدوانها على المسلمين، ولذلك فإنه قد يبدو للمراقب أن (العمالة الليبرالية) هي عمالة مزدوجة، فالأجنبي يستغل الليبراليين السعوديين لترويج أجندته الفكرية في الداخل السعودي، ويستغل مقالاتهم لتشويه المجتمع السعودي في الخارج.

وفي هذه الأيام تابع الجميع الفعاليات الأليمة لمنتدى "خديجة بنت خويلد" الذي ترعاه الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وقد رفع المنتدى شعار "تذليل العقبات أمام المرأة السعودية" وهو شعار رائع ونحن بحاجة إليه، فالمرأة السعودية تعاني من مشكلات كثيرة منها: قلة وجود بيئات العمل المتناسبة مع قناعاتها الدينية كالنقاب والمباني المستقلة عن مزاحمة الرجال، ومثل مشكلات عضل الفتيات عن الزواج، والعنوسة بسبب كلفة الزواج، وحرمان المرأة السعودية في مرحلة (الحمل والحضانة) من تسهيلات خدمية كثيرة تليق بشرف ورفعة الدور التربوي الذي تقوم به، وطول ساعات العمل بالنسبة للمرأة بما لا يتناسب مع احتياجاتها الأخرى، فيجب المبادرة بتخفيض ساعات العمل للنساء وزيادة أجورهن لتغطية أعباء الحياة المتزايدة، وغير ذلك كثير من مشكلات المرأة في السعودية والتي تورطنا بكثير منها بسبب الاستهلاك الأعمى لنظم الحياة الغربية المادية البائسة.

ومع كل هذه المشكلات فقد تألم المجتمع كثيراً حين انكشف له أن المنتدى لا صلة له بمعاناة المرأة السعودية من قريب ولا من بعيد، بل المنتدى يدفع باتجاه تعقيد أزمة المرأة في السعودية، فالمنتدى كله عن فرض المزيد من الاختلاط مما يعني حرمان المنقبات من بيئات عمل مناسبة ومريحة، وكسر الحشمة والفضيلة لدى سافرات الوجوه، فضلاً عما تخلل المنتدى من مشاهد مخلة بالفضائل القرآنية كلبس التنورات القصيرة وكشف السيقان على الملأ، وضرب المعازف في بيئات مختلطة، وتزاحم الرجال والنساء، وترويج الفتاوى الشاذة، واستقدام غير المختصين الشرعيين وتصديرهم للناس لترقيق دينهم.

واخسارة المال، والجهد، والوقت؛ الذي يذهب من خزائن المال العام سدى، ماذا استفادت الفتاة السعودية من ذلك كله سوى تحويل مشكلتها من مشكلة بسيطة تحتاج لحلول إدارية منظمة إلى سفور ومعازف واختلاط؟! لقد أثبت الزمن أنه ليس لدى التغريبيين السعوديين أي "حلول مدنية" لمشكلات الناس، بل ليس لديهم إلا مسلسل الشهوات (سفور، معازف، اختلاط، تشويه الهيئات، علاقات مشبوهة بجهات أجنبية، الخ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير