ولذلك فإن الشيخ عبدالله المطلق –عضو هيئة كبار العلماء- برغم حرصه المعروف على تجنب الإشارة لجهات بعينها إلا أنه لم يطق ماحدث من انتهاكات جسيمة للضوابط الشرعية في منتدى خديجة فصرح –حفظه الله- قائلاً (الموضوع الذي حدث في جدة والذي تحدث عنه هؤلاء في شؤون المرأة هم حقيقةً لا يمثلون المرأة السعودية، فهي بمعزل عن هذه الافتراءات التي يأتي إليها هؤلاء ويدعون فيها إلى الاختلاط، ويفسرون الاختلاط الممنوع بأنه التلاحم الجسدي، المرأة السعودية والشعب السعودي لا يرضى بأن يمثله هؤلاء) ونشر تصريحه هذا في وسائل الإعلام.
كما أصدر الشيخ الوالد عبدالمحسن العباد –حفظه الله- بياناً رصيناًً مطولاً في إيضاح المخالفات الشرعية في هذا المنتدى بعنوان (لا يليق اتخاذ اسم "خديجة بنت خويلد" عنواناً لانفلات النساء).
وكذلك الشيخ الوالد عبدالرحمن البراك –حفظه الله- ألقى كلمة شرعية جزلة حول هذا المنتدى المشبوه وقال (هذا المنتدى مؤسس على مخالفة الشريعة، وقد سموه زوراً منتدى خديجة، ولو سموه منتدى هدى شعراوي لكان أليق به، فإنها هي من مفاتيح فساد المرأة المصرية وقد اشتهرت بذلك).
كما تحدث عن المنتدى أيضاً الشيخ صالح اللحيدان –عضو هيئة كبار العلماء- قائلاً (ما حدث في منتدى خديجة بنت خويلد في جدة, هو في حد ذاته إساءة إلى خديجة).
ثم بعد هذه المواقف الحسبوية للعلماء الكبار الشيخ البراك والعباد والمطلق واللحيدان؛ أصدر مجموعة أخرى من العلماء والدعاة بياناً جماعياً تحليلياً كشف كل النقاط في هذا المنتدى الخطير، وقد وقَّعه سبعون شخصية دعوية سعودية.
ويلاحظ المراقب لهذا المنتدى (منتدى خديجة) أن القائمين عليه لم يستطيعوا أن يخفوا الجهات الأجنبية المشبوهة التي قدمت مساندة خلفية لهذا المنتدى المريب، فمن ذلك –مثلاً- الدعم الذي قدمته زوجة السفير الأمريكي "جانيت سميث" حيث حضرت هذه الفعاليات التغريبية وألقت عبارات الإطراء الممزوجة بلغة "المشاركة في القضية"، فكانت تتحدث من منطلق الجبهة الواحدة وليس من منطلق المراقب المحايد، حيث نشرت صحيفة المدينة خبر حضور زوجة السفير الأمريكي لمنتدى خديجة حيث تقول الصحيفة:
(قالت زوجة السفير الأمريكي لدى المملكة الدكتورة "جانيت سميث" أستاذة العلاقات الدولية: إن المنتدى تميّز بالتنظيم الجيد والحضور المميز، متمنية أن يستمر هذا التفاعل في جميع المنتديات، وأن يحقق المنتدى الأهداف التي عقد من أجله) [صحيفة المدينة، 1/ 12/2010].
وزوجة السفير الأمريكي "جانيت سميث" ليست شخصية هامشية، أو ترتبط بالسفير الأمريكي بمجرد رابطة زوجية/اجتماعية، بل هي جزء من المؤسسة السياسية الأمريكية ذاتها، فقد عملت كمساعدة للشؤون القانونية في "الكونغرس" نفسه، ومنذ قدمت "جانيت سميث" للمملكة وهي شغوفة باختراق الشباب السعودي من الداخل، وقد اعترفت هي ذاتها بشئ من ذلك في لقاء أجرته مجلة "سيدتي" مع "جانيت سميث" نفسها، حيث جاء في اللقاء:
(-مجلة سيدتي: ما النشاطات التي قمتِ بها خلال وجودك في الرياض؟
-جانيت سميث: انغمست خلال الشهور القليلة الأولى من انتقالي إلى هنا في التعرف على العاملين في السفارة، والتعرف إلى رجال الأعمال والمؤسسات الأميركية في الرياض، والجالية الدبلوماسية الكبيرة، والأهم من ذلك لقائي بمجموعات كثيرة من الرجال والنساء السعوديين) [مجلة سيدتي، 19/ 3/2010]
و "جانيت سميث" لم تقف على منصة الدعم الخارجي فقط، بل تجاوزت ذلك وأخذت تمارس دور الإفتاء والترجيح في المسائل الفقهية ماشاء الله تبارك الله! حيث تقول جانيت سميث:
(أشعر باستغراب شديد عندما استمع إلى مطالبة المرأة السعودية بحقوق هي في الأصل كانت متاحة لها في الدين الإسلامي، وأرجعت ذلك لما يعرف بالعادات والتقاليد التي استجدت وليس لأصول الدين) [صحيفة الوطن، 11/ 11/2010]
وربما لو واصلت صحيفة الوطن جهودها المشكورة وانتدبت بعض محرريها لجمع فتاوى "جانيت سميث" لتنتفع بها الفتاة السعودية لكان ذلك عملاً جليلاً يطبع -بإذن الله- على نفقة أحد المحسنين باسم (مجموع فتاوى زوجة السفير الأمريكي).
¥