تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

((التعريف بالرواية: إن "ماجدولين" هي في الأصل رواية فرنسية بعنوان " Sous les Tilleuls: تحت أشجار الزيزفون"، وهى أول عمل روائي للأديب والصحافي والناقد الفرنسي المعروف ألفونس كار: Jean-Baptiste Alphonse Karr (1808- 1890 م). ويرجع تاريخ صدروها إلى عام 1832م، أيام كان مؤلفها في الرابعة والعشرين من عمره. وهى تنتمي إلى القصص الرومانسي الحاد الذي كان منتشرا على نطاق واسع في فرنسا، بل في أوربا بوجه عام، أثناء القرن التاسع عشر، ويعتمد السرد فيها أسلوب المراسلة معظم الوقت. وقد أُعْجِب المنفلوطي (1876 ( http://ar.wikipedia.org/wiki/1876)- 1924 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1924) م) بها وبادر إلى نقلها إلى اللغة العربية لما فيها من نزعة خيالية وجدانية تتبدى في إخلاص بطلها العنيف في حبه، وإن غلبت عليها السذاجة واللامنطقية في أحيان كثيرة. ونشر، رحمه الله، القسط الأول من تلك الرواية سنة 1912م في الجزء الثاني من كتابه: "النظرات"، ثم أكملها وأصدرها في مجلد مستقل عام 1917م.))

((ومؤلف الرواية قد أراد إظهار الخلاف بين مفهومين للسعادة: أحدهما يرى أن السعادة في الحب والوفاء للحبيب، والآخر يرى أنها في المال أيا كانت الوسائل المستخدَمة في الحصول عليه. بَيْدَ أن إغراقها أحيانا كثيرة في الخيال واللامنطقية يضعف تأثيرها في نفوسنا الآن، فكثير من أحداثها ومواقف بعض أبطالها لا يمكن أن يقبلها منطق الحياة السائد على الأقل. ذلك أنها مصطنعة اصطناعا ولا تتسق مع الطبيعة البشرية، بل لا تخطر لأحد في بال إلا على سبيل التوهم والمغالاة في التكلف))

((ولم يكن المنفلوطي يجيد الفرنسية فلم ينقل الرواية مباشرة إلى لسان العرب، بل أعاد صياغتها بعد أن قصها عليه أحد معارفه ممن كانوا على علم بتلك اللغة، وهو محمد فؤاد كمال بك. ولم يلتزم كاتبنا الكبير، رحمه الله، بما جاء فيها، بل كان يخرج في أحيان كثيرة عن الأصل فيلجأ إلى الاستطراد والتطويل والحذف والإضافة والتحوير والاستبدال وفقا لموقفه من الأحداث ورأيه في أحوال الحياة والبشر، أو رغبة في إظهار مقدرته البيانية كما سوف نبين بالتفصيل والشواهد بعد قليل. وقد يكون للنسيان والسهو أو عدم الرغبة في أن يَشُقّ على القراء بنقله لهم تلك الرواية الطويلة كاملة مدخل في ذلك.))

((وها هي ذي ترجمة النص بقلمي، وقد حاولتُ جاهدا أن تجيء تلك الترجمة ألصق ما يكون بالأصل الفرنسي: (يقول بطل الرواية): "الوقت الآن متأخر، وأنا في غرفتي بجوار المُصْطَلَى، وقد أثار خطاب إدوار عندي الخواطر. ترى هل يمكن حقا أن أشهد يومًا انطفاء شاعرية روحي؟ ترى هل من الممكن أن أرى أحلامي الجميلة وقد اصفرّت وأخذت تتساقط ورقة إثر ورقة؟ آه! لا، لا. إن الله الذي خلقني لا يمكن أن يكتب لي هذا الفشل المرير، كما أنه من غير الممكن أن يكون قد وهبني الرغبة والأمل من أجل أن تقضى عليهما وتحطمهما تلك الإحباطات الحزينة، أو أن يكون قد أعطى روحي ذينك الجناحين اللذين انتزعاني من الأرض وبلغا بي سحب الصباح الوردية من أجل أن يدهورني إلى الأرض من جديد بهذه القوة. إن السعادة التي أحسستُ بها لا يمكن أن تكون مجرد فكرة، بل هي روحٌ تبحث عن روحي، وامرأةٌ تكمل حياتي، وحبٌّ يهبني ذلك النصف منى الذي كنتُ أحس نقصانه في قسوة، والذي من شأنه أن يملأ ذلك الفراغ المؤلم من قلبي. إن ما في الطبيعة لهو أعظم مما نتخيل، فلم يحدث قط أن تخيلت جبلا شامخا على النحو الرائع الذي هو عليه في الحقيقة. ومهما يقل شعراؤنا في وصف شروق الشمس فإن ما شعرتُ به أول مرة طالعتُ فيها ذلك الشروق البديع جعلني أوقن أن خيالي لا يمكن أن يصل في تحليقه إلى سماء الواقع الشاهقة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير