ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[25 Dec 2010, 11:10 م]ـ
إن خطى التقدم المتلاحقة التي تخطوها تركيا في كل المجالات ـ خاصة في مجال التعليم ـ لمدعاة فخر وشرف كبير لنا , وإن كان للبعض منّا شيئا من المآخذ والتحفظات عليهم؛ إلا أني أظنّها ـ من وجهة نظري ـ لا تقدم ولا تؤخر شيئا. ذلك أنه لا يحق لمن كانتْ قدماه مغروسة في وحلِ مستنقعٍ يشدّه إلى الأرض؛ أن ينتقد لون جناحي طائرة كبيرة مرتْ مسرعةً من فوق رأسه!!.
إن أيّ تعاونٍ إسلامي إسلامي , أو عربي عربي , أو حتى عربي مع بقايا إسلامي؛ نعدّه حدثا تاريخيا يستحق الإشادة والتمجيد , ذلك أننا أمة منهزمة , استسلمتْ بعد سقوط كيانها العثماني راكعة تحت أقدام عدو لا يرحم , فمضى يبعثرنا يمنة ويسرة , ونحن منقادون لأمره , متعامون عن حقده وبطشه , بل وممجدون لحضارته وفكره , فعانينا دهورا من تجريم أية أشكال للتعاون , وصرنا نتفنن بأيدينا في نقض عرى الوصال الباقية بيننا , وكم نزفتْ دمانا حين عمدنا إلى جسد أمتنا الواحد بخنجر مكرهم , فقطّعناه أوصالا , لنرسم خريطة الجراح على جسد أنهكه المرض , ظنّاً منّا أننا متى انفصلنا تقدّمنا ـ أو هكذا أفهمونا ـ. فإذا بجراحنا لا تلتئم. فلكم ترنحتْ أقاليم شتى حتى لفظتْ أنفاسها بعد أن طال نزفها ولا من معين ولا من مداوي. وما بقي من جسد أمتنا إما مترنحا يدرك أن نهايته قد حانتْ , أو مترنحا يتهاوى وهو في غفلة عن ذلك.
لقد أسعدنا يا دكتور مازن خبر هذا التعاون , وحتى إن لم تترجم أجندة توصياته على أرض الواقع يظلّ مصدر سعادة لنا , لن تقلَّ ـ بالتأكيد ـ عن سعادتنا في كل قمّة يجتمع فيها زعماء العرب بغض النظر عن فاعلية هذه الإجتماعات , المهم أن نراهم مجتمعين!.
إن ما أثار تعجبي في تقريركم هذا؛ مدى تمكّن الانهزامية منّا , وعشعشة عقدة الخواجة في نفوسنا , حين قام صاحبنا بإلقاء خطابه باللغة الإنجليزية , رغم أنه يدرك حين أعدّ خطابه أن المؤتمر عربي تركي وليس عربي أمريكي مثلا!!.
ولا يلومكم لائم على تعبيركم للرفض بالانسحاب من تلك الجلسة!
ونسأل الله لنا ولكم وللأمة الإسلامية جمعاء المزيد من التوفيق ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Dec 2010, 12:20 ص]ـ
في الحقيقة أشكرك دكتور مازن على هذا التقرير المختصر الوافي المفيد.
وتعجبني فيك دائما شخصيتك المعتزة بقيَمها، الواثقة بما معها من الحق، القائمة بالعدل وواجب الوقت مهما كان الظرف.
فأسأل الله لك مزيدا من التثبيت والتسديد في الأقوال والأعمال.
وبانتظار المقالة الثانية.
ـ[مازن مطبقاني]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:52 ص]ـ
طرفة سريعة: حضرت مؤتمراً للجمعية التاريخية التركية، وفي الجلسة الافتتاحية خطر لي أن أكون ممن يتحدث ولم يمض وقت طويل حتى مال رئيس اللجنة المنظمة علي برأسه وقال دكتور مازن هل يمكن أن تتحدث ثلاث دقائق، فقالت لي خديجة إياك أن تعتذر أنك لم تكن تعلم أو حضرت ما تقول، فقلت لها لا عليك، وبعد انتهاء الجلسة جاءني شخص بظرف فقلت ما هذا قال مكافأة الكلمة الافتتاحية وكانت ثلاثمائة دولار (مائة دولار للدقيقة الواحدة) وقدمت في جامعة الملك سعود محاضرة استغرقت من خروجي من بيتي إلى عودتي ثلاث ساعات وكانت المحاضرة المسجلة ثلاث وسبعين دقيقة لم أتقاض فلساً أحمر كما يقول إخواننا الأردنيون (لون الفلس أحمر، وحتى الهللة لونها أحمر حينما كانت موجودة، والآن تأكلها الأسواق الكبرى وتأكل أكثر) فهذا دليل واحد فقط على احترام العلم في تركيا ورخصه هنا، وليتهم يعطون المحاضرين بدلاً من الإنفاق على تغيير الورود في بعض المكاتب في الجامعة أو التشريفات أو غيرها؟ نقول جامعة متقدمة!! أين الدليل؟؟؟؟؟؟؟