تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما انتفاع أخي الدنيا بناظره .. إذا استوت عنده الأنوار والظلم

فقال أبو فراس: هذا بيت قاله شاعر قبله، ويتكلم أبو فراس بصوت عال حتى يسمع سيف الدولة، فغضب أبو الطيب غضبا شديدا، ووقف ورمى الورقه وأنشد ارتجالا، بدون ورقه:

وسيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا .. بأنني خير من تسعى به قدم

أنا الذي نظر الأعمى الى أدبي .. وأسمعت كلماتي من به صمم

أنام ملء جفوني عن شواردها .. ويسهر الخلق جراها ويختصم

وجاهل مده جهله في ضحكي .. حتى اتته يد فراسة وفم

إذا رأيت نيوب الليث بارزةًً .. فلا تظنن أن الليث يبتسم

ومهجة مهجتي من هم صاحبها .. أدركتها بجواد ظهره حرم

رجلاه في الركض رجل واليدان يد .. وفعله ما تريد الكف والقدم

ومرهف سرت بين الجحفلين به .. حتى ضربت وموج الموت يلتطم

الخيل والليل والبيداء تعرفني .. والسيف والرمح والقرطاس والقلم

صحبت في البيداء الوحش منفردا .. حتى تعجب مني القور والأكم

فذهل أبو فراس الحمداني وفغر فاه ولم يعرف ماذا يقول، وسيف الدولة في تلك اللحظة يحترق غضبا، حيث إن القصيدة كانت يجب أن تكون في مدحه أمام وزراء الدولة وليست لمدح أبو الطيب لنفسه أمام الملك، فغضب سيف الدولة وأمسك بالمحبرة ورماها في رأس أبي الطيب فأصابه بها في جبينه، فأصبح وجهه يدمي ولكنه لم يسكت بل أكمل قصيدته ارتجالا والجميع فاغر فاه وهو يقول:

يامن يعز علينا أن نفارقهم .. وجداننا كل شيء بعدكم عدم

ماكان أخلقنا منكم بتكرمة .. لو أن أمكم من أمرنا أمم

إن كان سركم ماقال حاسدنا .. فما لجرح إذا أرضاكم ألم

وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة .. إن المعارف في أهل النهى ذمم

ووجه نظره إلى أبي فراس ـ الذي أصبح يلمم أثوابه ولا يعرف أين ينظر ـ وقال فيه:

كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم .. ويكره الله ما تأتون والكرم

ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي .. أنا الثريا وذان الشيب والهرم

ليت الغمام الذي عندي صواعقه .. يزيلهن إلى من عنده الديم

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 06:22 م]ـ

تنبيه:

نبهتنا الأخت زهرة متفائلة إلى أن قصيدة المتنبي قد أعُربت من قبل، ننتظر قصيدة أخرى.

ـ[ابن القاضي]ــــــــ[10 - 04 - 2010, 09:51 م]ـ

بسيفك يعلو الحق و الحق أغلب

أحمد شوقي

بِسَيفِكَ يَعلو الحَقُّ وَالحَقُّ أَغلَبُ"

"وَيُنصَرُ دينُ اللَهِ أَيّانَ تَضرِبُ

وَما السَيفُ إِلّا آيَةُ المُلكِ في الوَرى"

"وَلا الأَمرُ إِلّا لِلَّذي يَتَغَلَّبُ

فَأَدِّب بِهِ القَومَ الطُغاةَ فَإِنَّهُ"

"لَنِعمَ المَرَبي لِلطُغاةِ المُؤَدِّبُ

وَداوِ بِهِ الدولاتِ مِن كُلِّ دائِها"

"فَنِعمَ الحُسامُ الطِبُّ وَالمُتَطَبِّبُ

تَنامُ خُطوبُ المُلكِ إِن باتَ ساهِرًا"

"وَإِن هُوَ نامَ استَيقَظَت تَتَأَلَّبُ

أَمِنّا اللَيالي أَن نُراعَ بِحادِثٍ"

"وَأَرمينيا ثَكلى وَحَورانَ أَشيَبُ

وَمَملَكَةُ اليونانِ مَحلولَةُ العُرى"

"رَجاؤُكَ يُعطيها وَخَوفُكَ يُسلَبُ

هَدَدتَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَيانَها"

"بِأَسطَعَ مِثلِ الصُبحِ لا يَتَكَذَّبُ

وَمازالَ فَجرًا سَيفُ عُثمانَ صادِقًا"

"يُساريهِ مِن عالي ذَكائِكَ كَوكَبُ

إِذا ما صَدَعتَ الحادِثاتِ بِحَدِّهِ"

"تَكَشَّفَ داجي الخَطبِ وَانجابَ غَيهَبُ

وَهابَ العِدا فيهِ خِلافَتَكَ الَّتي"

"لَهُم مَأرَبٌ فيها وَلِلَّهِ مَأرَبُ

سَما بِكَ يا عَبدَ الحَميدِ أُبُوَّةٌ"

"ثَلاثونَ خُضّارُ الجَلالَةِ غُيَّبُ

قَياصِرُ أَحيانًا خَلائِفُ تارَةً"

"خَواقينُ طَورًا وَالفَخارُ المُقَلَّبُ

نُجومُ سُعودِ المَلكِ أَقمارُ زُهرِهِ"

"لَوَ اَنَّ النُجومَ الزُهرَ يَجمَعُها أَبُ

تَواصَوا بِهِ عَصرًا فَعَصرًا فَزادَهُ"

"مُعَمَّمُهُم مِن هَيبَةٍ وَالمُعَصَّبُ

هُمُ الشَمسُ لَم تَبرَح سَماواتِ عِزِّها"

"وَفينا ضُحاها وَالشُعاعُ المُحَبَّبُ

نَهَضتَ بِعَرشٍ يَنهَضُ الدَهرُ بِهِ"

"خُشوعًا وَتَخشاهُ اللَيالي وَتَرهَبُ

مَكينٍ عَلى مَتنِ الوُجودِ مُؤَيَّدٍ"

"بِشَمسِ استِواءٍ مالَها الدَهرَ مَغرِبُ

تَرَقَّت لَهُ الأَسواءُ حَتّى ارتَقَيتَهُ"

"فَقُمتَ بِها في بَعضِ ما تَتَنَكَّبُ

فَكُنتَ كَعَينٍ ذاتِ جَريٍ كَمينَةٍ"

"تَفيضُ عَلى مَرِّ الزَمانِ وَتَعذُبُ

مُوَكَّلَةٍ بِالأَرضِ تَنسابُ في الثَرى"

"فَيَحيا وَتَجري في البِلادِ فَتُخضِبُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير