تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"مَضيقٌ كَحَلقِ اللَيثِ أَو هُوَ أَصعَبُ

فَكانَ صِراطُ الحَشرِ ما ثَمَّ ريبَةٌ"

"وَكانوا فَريقَ اللَهِ ما ثَمَّ مُذنِبُ

يَمُرّونَ مَرَّ البَرقِ تَحتَ دُجُنَّةٍ"

"دُخانًا بِهِ أَشباحُهُم تَتَجَلبَبُ

حَثيثينَ مِن فَوقِ الجِبالِ وَتَحتِها"

"كَما انهارَ طَودٌ أَو كَما انهالَ مِذنَبُ

تُمِدُّهُمُ قُذّافُهُم وَرُماتُهُم"

"بِنارٍ كَنيرانِ البَراكينِ تَدأَبُ

تُذَرّى بِها شُمُّ الذُرا حينَ تَعتَلي"

"وَيَسفَحُ مِنها السَفحُ إِذ تَتَصَبَّبُ

تُسَمَّرُ في رَأسِ القِلاعِ كُراتُها"

"وَيَسكُنُ أَعجازَ الحُصونِ المُذَنَّبُ

فَلَمّا دَجى داجي العَوانِ وَأَطبَقَت"

"تَبَلَّجَ وَالنَصرَ الهِلالُ المُحَجَّبُ

وَرُدَّت عَلى أَعقابِها الرومُ بَعدَما"

"تَناثَرَ مِنها الجَيشُ أَو كادَ يَذهَبُ

جَناحَينِ في شِبهِ الشِباكَينِ مِن قَنا"

"وَقَلبًا عَلى حُرِّ الوَغى يَتَقَلَّبُ

عَلى قُلَلِ الأَجبالِ حَيرى جُموعُهُم"

"شَواخِصُ ما إِن تَهتَدي أَينَ تَذهَبُ

إِذا صَعَدَت فَالسَيفُ أَبيَضُ خاطِفٌ"

"وَإِن نَزَلَت فَالنارُ حَمراءُ تَلهَبُ

تَطَوَّعَ أَسرًا مِنهُمُ ذَلِكَ الَّذي"

"تَطَوَّعَ حَربًا وَالزَمانُ تَقَلُّبُ

وَتَمَّ لَنا النَصرُ المُبينُ عَلى العِدا"

"وَفَتحُ المَعالي وَالنَهارُ المُذَهَّبُ

فَجِئتُ فَتاةَ التُركِ أَجزي دِفاعَها"

"عَنِ المُلكِ وَالأَوطانِ ما الحَقُّ يوجِبُ

فَقَبَّلتُ كَفًّا كانَ بِالسَيفِ ضارِبًا"

"وَقَبَّلتُ سَيفًا كانَ بِالكَفِّ يَضرِبُ

وَقُلتُ أَفي الدُنيا لِقَومِكِ غالِبٌ"

"وَفي مِثلِ هَذا الحِجرِ رُبّوا وَهُذِّبوا

رُوَيدًا بَني عُثمانَ في طَلَبِ العُلا"

"وَهَيهاتَ لَم يُستَبقَ شَيءٌ فَيُطلَبُ

أَفي كُلِّ آنٍ تَغرِسونَ وَنَجتَني"

"وَفي كُلِّ يَومٍ تَفتَحونَ وَنَكتُبُ

وَما زِلتُمُ يَسقيكُمُ النَصرُ حُمرَهُ"

"وَتَسقونَهُ وَالكُلُّ نَشوانَ مُصأَبُ

إِلى أَن أَحَلَّ السُكرَ مَن لا يُحِلُّهُ"

"وَمَدَّ بِساطَ الشُربِ مَن لَيسَ يَشرَبُ

وَأَشمَطَ سَوّاسِ الفَوارِسِ أَشيَبُ"

"يَسيرُ بِهِ في الشَعبِ أَشمَطُ أَشيَبُ

رَفيقًا ذَهابٍ في الحُروبِ وَجيئَةٍ"

"قَدِ اصطَحَبا وَالحُرُّ لِلحُرِّ يَصحَبُ

إِذا شَهِداها جَدَّدا هِزَّةَ الصِبا"

"كَما يَتَصابى ذو ثَمانينَ يَطرُبُ

فَيَهتَزُّ هَذا كَالحُسامِ وَيَنثَني"

"وَيَنفُرُ هَذا كَالغَزالِ وَيَلعَبُ

تَوالى رَصاصُ المُطلِقينَ عَلَيهِما"

"يُخَضِّلُ مِن شَيبِهِما وَيُخَضِّبُ

فَقيلَ أَنِل أَقدامَكَ الأَرضَ إِنَّها"

"أَبَرُّ جَوادًا إِن فَعَلتَ وَأَنجَبُ

فَقالَ أَيَرضى واهِبُ النَصرِ أَنَّنا"

"نَموتُ كَمَوتِ الغانِياتِ وَنُعطَبُ

ذَروني وَشَأني وَالوَغى لا مُبالِيًا"

"إِلى المَوتِ أَمشي أَم إِلى المَوتِ أَركَبُ

أَيَحمِلُني عُمرًا وَيَحمي شَبيبَتي"

"وَأَخذُلُهُ في وَهنِهِ وَأُخَيِّبُ

إِذا نَحنُ مِتنا فَادفِنونا بِبُقعَةٍ"

"يَظَلُّ بِذِكرانا ثَراها يُطَيِّبُ

وَلا تَعجَبوا أَن تَبسُلَ الخَيلُ إِنَّها"

"لَها مِثلُ ما لِلناسِ في المَوتِ مَشرَبُ

فَماتا أَمامَ اللَهِ مَوتَ بَسالَةٍ"

"كَأَنَّهُما فيهِ مِثالٌ مُنَصَّبُ

وَما شُهَداءُ الحَربِ إِلّا عِمادُها"

"وَإِن شَيَّدَ الأَحياءُ فيها وَطَنَّبوا

مِدادُ سِجِلِّ النَصرِ فيها دِماؤُهُم"

"وَبِالتِبرِ مِن غالي ثَراهُم يُتَرَّبُ

فَهَل مِن مَلونا مَوقِفٌ وَمَسامِعٌ"

"وَمِن جَبَلَيها مِنبَرٌ لي فَأَخطُبُ

فَأَسأَلُ حِصنَيها العَجيبَينِ في الوَرى"

"وَمَدخَلُها الأَعصى الَّذي هُوَ أَعجَبُ

وَأَستَشهِدُ الأَطوادَ شَمّاءَ وَالذُرا"

"بَواذِخَ تُلوي بِالنُجومِ وَتُجذَبُ

هَلِ البَأسُ إِلّا بَأسُهُم وَثَباتُهُم"

"أَوِ العَزمُ إِلّا عَزمُهُم وَالتَلَبُّبُ

أَوِ الدينُ إِلّا ما رَأَت مِن جِهادِهِم"

"أَوِ المُلكُ إِلّا ما أَعَزّوا وَهَيَّبوا

وَأَيُّ فَضاءٍ في الوَغى لَم يُضَيِّقوا"

"وَأَيُّ مَضيقٍ في الوَرى لَم يُرَحِّبوا

وَهَل قَبلَهُم مَن عانَقَ النارَ راغِبًا"

"وَلَو أَنَّهُ عُبّادُها المُتَرَهِّبُ

وَهَل نالَ ما نالوا مِنَ الفَخرِ حاضِرٌ"

"وَهَل حُبِيَ الخالونَ مِنهُ الَّذي حُبوا

سَلامًا مَلونا وَاحتِفاظًا وَعِصمَةً"

"لِمَن باتَ في عالي الرِضى يَتَقَلَّبُ

وَضِنّي بِعَظمٍ في ثَراكِ مُعَظَّمٍ"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير