تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووليها (أنْ)، كقول الشاعر:

أردت لكيما أن تطير بقربتى فتتركها شنا ببيداء بلقع ([338])

احتملت (كى) أن تكون مصدرية؛ لدخول اللام قبلها، و (أن) مؤكدة لها، أو بدل منها، واحتملت أن تكون جارة، مؤكدة للام، و (أنْ) بعدها هى الناصبة؛ لتأخرها، والتصاقها بالفعل، وهو الراجح؛ لأن (أنْ) أم الباب، ووليها الفعل، والذى سهل توكيد الحرف بمثله هنا: اختلاف الحرفين فى اللفظ، وكون أحدهما على حرف، والآخر على حرفين ([339])، ولو جعلت مؤكدة لـ (كى) للزم تقديم الفرع على الأصل، وما كان أصلاً فى بابه، لايكون مؤكدا لغيره ([340])، قال ابن مالك: "والراجح كونها جارة؛ لأن توكيد الحرف بالحرف شاذ فى الاستعمال، دون القياس، فكان القول به أولى ....... ، ولأن توكيد الجار بمثله ثابت بيقين، وتوكيد ناصب الفعل مشكوك فيه، فالحمل على المتيقن أولى، ولأن حرف الجر أقرب إلى ما هو أصل فيما يؤكَّد، وهو الأسماء، من الحرف المصدرى؛ لأن حرف الجر يدل على معنى زائد على المفعوم من مصحوبه، بخلاف المصدرى؛ لأنه لا فائدة له إلا تصحيح استعمال الفعل فى موضع المصدر، والإقدام على توكيد ما هو أقرب إلى الأصل فيما يؤكَّد، أسهل من الإقدام على توكيد ما هو أبعد عنه، فلا يقاس عليه" ([341]) ويبدو أن ابن مالك قد تراجع عن رأيه فى ترجيح كونها مصدرية، عن كونها جارة، أو أن له فى هذه المسألة رأيين، حيث ذكر فى باب الموصول – من باب النكرة والمعرفة – أن الفراء أجاز جعل (أن) مصدرية، مؤكدة لـ (كى) المصدرية، وأيد مذهبه بالبيت السابق، وقد جمع فيه الشاعر بين: اللام، وكى، وأن، قال ابن مالك: "فهذا لامحيص فيه من أحد أمرين مستغربين: إما أن تكون (كى) مصدرية، فيلزم اجتماعها مع (أن)، وهما حرفان مصدريان، وإما أن تكون حرف جر، فيلزم اجتماعها مع (اللام) وهما حرفا جر، إلا أن اجتماع حرفين مصدريين أسهل من اجتماع حرفى جر، لأن للحرف المصدرى شبها للأسماء، بوقوعه موقعها، وتوكيد الاسم بمثله جائز .... ، وكذا توكيد ما له شبه بالأسماء من الحروف، بخلاف ما لا شبه له بها، كحرف الجر ([342]).

وأما الضرب الثانى: (كى) المصدرية، فتنصب المضارع، وذلك عند دخول اللام الجارة عليها، نحو: جئت لكى تكرمنى، أى: لإكرامك إياى، ولا تخلو من معنى التعليل، قال ابن مالك: "وهى حرف لايستعمل إلا فى مقام التعليل ...... ، وإنما نصبت المضارع؛ لشبهها بـ (أنْ) فى كونها مصدرية، مختصة بالمستقبل، وهى على حرفين: أولهما مفتوح، وثانيهما ساكن ([343]) " إلا أنها لاتتصرف تصرف (أنْ)، فلا يبتدأ بها، ولا تكون فاعلة، ولا مفعولة، ولا مجرورة بغير اللام: لفظا، أو تقديرا؛ لأن دخول اللام عليها، يعين أن تكون مصدرية، ناصبة بنفسها، فتقدر مع ما بعدها بمصدر، مجرور باللام ([344])، ولذلك ذكر الرضى أن التعليل مستفاد من اللام ([345])، فجرها باللام لفظا، كقوله – تعالى -: (فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم) ([346])، وقوله: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئاً) ([347])، وقوله (لكى لايكون على المؤمنين حرج) ([348])، وقوله: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) ([349])، فـ (اللام) تعليلية جارة، و (كى) مصدرية ناصبة للفعل بعدها، و (لا) نافية ([350])، وجرها باللام تقديراً، كقوله –تعالى-: (واجعل لى وزيراً من أهلى 0 هارون أخى 0 اشدد به أزرى 0 وأشركه فى أمرى 0 كى نسبحك كثيراً) ([351])، فـ (كى) تعليلية للأفعال الثلاثة: (اجعل، واشدد، وأشرك)، وهى مصدرية، ناصبة للفعل: (نسبحك) ([352])، واللام مقدرة قبلها، وحذفت استغناء عنها بنيتها، بدليل كثرة ظهورها معها، كما سبق، وإن لم تقدر اللام قبلها، كانت (كى) تعليلية جارة، والفعل منصوب بـ (أن) مضمرة بعدها.

المصدر / إحدى بحوث جامعة أم القرى

ـ[الخلوفي]ــــــــ[21 - 03 - 2010, 11:32 م]ـ

ذكرها ابن هشام في أوضحه باب حروف الجر

فأرجع اليها ان شئت

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[22 - 03 - 2010, 01:06 ص]ـ

وقيل: (ما) كافة لـ (كى) عن عمل الجر

كثيرا ما أقرأ: (ما) كافة لـ (كي) عن عمل النصب ... فما الصحيح

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير