فعلى المسلمين جميعا أن يستجيبوا لربهم ويقتدوا بالصديق رضي الله عنه فينصروا نبيهم محمداً:= أبدا في كل زمان ومكان , وهذا من أوليات حقوقه:= فإن المنة عظيمة على المؤمنين ببعثته:= " لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ " [آل عمران: 164].
بل المنة ببعثته عظيمة على البشرية كلها , فهو رحمة وبركة على العالمين " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " [الأنبياء: 107] فتعظيمه:= وإتباع ملته ونصرته واجب على الجميع.
ونحن المسلمين لا نعظم نبينا محمداً:= وحده, بل نعظم جميع إخوانه من الأنبياء والمرسلين؛ ونعظم إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام، ونؤمن بهم؛ فذلك من أركان عقيدتنا وضروريات ديننا " قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " [البقرة: 136].
ولكن أعداء الأنبياء في كل زمان ومكان دأبوا على مناوأة الحق المبين , والاستهزاء بالمرسلين , ولقد نال خاتمهم وإمامهم نبينا محمداً:= أوفر النصيب من ذلك , من مشركي قريش أولاً ثم من اليهود والنصارى, بل إن اليهود حاولوا قتله , وأثاروا الحروب ضده وألبوا عليه قبائل العرب لاستئصال دعوته.
ونصر الله نبيه محمدا:= على أعدائه , وأظهره عليهم , وكفاه المستهزئين , وجعل شانئه هو الأبتر.
وفي زماننا لم يأل اليهود والنصارى وأذنابهم جهداً في الطعن في ديننا, والاستهزاء بنبينا:= وفريق منهم بالغ في الاعتداء على إخواننا وفي سفك دمائهم , وهتك حرماتهم في فلسطين وفي البوسنة والهرسك , وفي غيرها من البلاد التي اُبتليت بظلمهم وبطشهم ووحشيتهم, وذلك حرصا منهم على ردِّنا عن ديننا وصدِّنا عن ملتنا: " وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ " [البقرة: 109].
وهذا كله من أنواع الابتلاء الذي يبتلي به الرب عز وجل أهل الإسلام وأتباع نبينا محمدٍ عليه الصلاة والسلام , لينظر هل ينصرون نبيه ومصطفاه , وينصرون دينه وملته أم يتخاذلون عن ذلك فإن نصروا نبيهم محمداً:= ونصروا دينه وسنته وذبوا عن شريعته وما أنزل عليه من القرآن نصرهم الله عز وجل وأعزهم وأنزل عليهم بركات من السماء والأرض وإن كانت الأخرى عاقبهم فأذلهم وسلط عليهم أعداءهم ونزع منهم البركة والرحمة.
وإن من أسوأ ما وقع من استهزاء بنبينا محمد:= وديننا الإسلامي ما نشر في (الدنمرك) و (النرويج) من صور بشعة وتعليقات مهينة يسخرون فيها من سيد الأنام وخاتم الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام، وما صحب ذلك من استخفاف المسؤولين الدنمركيين بالعالم الإسلامي ورفضهم الاعتذار للمسلمين عن هذه الجريمة الشنيعة، وتبريرهم لها بأنها من حرية التعبير، وذلك يدل على تواطؤ رسمي ورضاً حكومي.
ولا ننسى أن ملكة (الدنمرك) أصدرت كتاباً قبل فترة قريبة أظهرت فيه تبرمّها من تمسك المسلمين بتعاليم دينهم -خاصة المسلمين في الدنمرك- واقترحت بذل كل الوسائل لصد المسلمين عن دينهم.
هذا هو ما اقترحته ملكتهم وهي مع رئيس الوزراء أعلى مسئول في هذه الدولة المتعدية.
وتدل تصريحاتهم التالية على استصغارهم لشأن المسلمين وظننهم بأنهم لن يغضبوا من أجل نبيهم وإن غضبوا فهي غضبة وقتية، سرعان ما تزول كفقاعة الصابون، فهم آمنون من هبة قوية يمكن أن تقوم في وجوههم فتهدد مصالحهم الكبيرة في العالم الإسلامي، ولكن خاب ظنهم فها هي بوادر الغضبة الإسلامية تهب في وجوههم، وهاهي شعلة الإيمان تكوي مصالحهم وتحرق أخضرهم ويابسهم؛ فبدأت حامية حمى الحرمين حكومة المملكة العربية السعودية فسحبت سفيرها، ويجب أن تتلوها حكومات العالم العربي والإسلامي، فإنه لا يجوز شرعاً أن تسكت على هذه الإهانة
¥