على أفراد المجتمع.
تشكوا بعض الأمهات أن ابنها أو ابنتها لا يلتزم بالواجبات. تارة لا يتلقى الابن مبادئ الدين والآداب منذ الصغر، فكيف يمكن إخضاعه لهذه المبادئ؟ وتارة تعطى له جرعات قليلة من هذه الآداب مع عدم المتابعة إلى سن المراهقة فينسى الولد ما تعلمه في البيت والمدرسة.
قد تكون الشكوى مصحوبة بالتهديد والوعيد من جانب الأبوين على المراهق فيكبت عناده نتيجة الخوف من الأب، لكن قد يفجر هذا الكبت فيما بعد بالتجاوزات على القيم وغيرها ومن مظاهرها إتلاف المرافق العامة والخاصة في المجتمع.
وتارة يرى المراهق أن أمه تعامل أخته معاملة فيها نوع من الاحترام وتهتم بها بينما يجد القسوة منها، فكيف يسمع كلام الأم؟
على الأمهات والآباء عدم اليأس من تصرفات الأبناء الكبار خاصة، بل عليهم الجد والمثابرة في كشف وإيجاد الحلول لمشكلة المراهقة التي تصادف كل أسرة، من خلال الاطلاع الموسع في كشف غور سبر عالم الطفولة والمراهقة في كتب التربية والأخلاق.
تسمع من بعض الخطباء أحاديث عن انحراف الشباب، ودور الوالدين ومسئوليتهم بهذا الانحراف، وأنهم لا يسألون أبناءهم أين يذهبون ومن أصدقاؤهم ولا يحاولون أن يفتشوا عن حاجياتهم الخاصة لمعرفة ما إذا كان يدخن الحدث أو يقتني صور خليعة أو لديه شريط فيديو لفيلم فاضح.
إن هذه الحلول لا تحل المشكلة طالما لم يهتم الأب بابنه منذ الصغر فهو لا يستطيع أن يعدل سلوك ابنه المراهق بين ليلة وضحاها. أين كان الأب؟ هل كان ضائعاً هو الآخر؟ هل كان مقصراً وغير مهتم بتربية أولاده؟ أو أنه تأثر بكلام الخطيب (فلان)؟.
سمعت عن أب متدين لم يرض عن سفر ابنه الشاب مع أصدقائه فاغتاظ، ولم تمض أيام إلا وسمع خبر وفاته في الطريق، فتألم نفسياً لماذا؟ هل على أساس أنه لم يرض عن عمل ابنه فلم يرض تعالى عنه أيضا فتعرض إلى الهلاك؟ أم أنه دعا على ابنه أم أوحى له الناس بأنه السبب في موت ابنه؟ على أي حال مات الأب بعد الابن أيضا.
روي عن الإمام الباقر –ع-: " شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط ".
نستفيد من هذه الحكاية ما يلي:
- التعامل مع المراهق بحنكة وحكمة.
- مواصلة تعليم وتربية الأبناء منذ الصغر.
- معرفة الأب من البداية انه مسئول عن أبنائه وليس صحيحاً أن يتقاعس عن مسئوليته وواجبه ثم بعد أن ينتبه من غفلته يعقد المشكلة.
- على الآباء تعلم كيفية تربية الأبناء تربية سليمة.
- ألا يعيش الأب إنابة الضمير والشعور بالإثم نتيجة تقصيرات الابن أو أن كلامه غير مؤثر في ابنه، إن هذه الإنابة أو اليأس قد يجعله يقسو في معاملة الابن أو يهمل تربيته.
- إذا بلغ الولد يجب على والده أن يتحدث معه كما يتحدث مع الكبير وإذا أخطأ لا يحاول ضربه كما يضرب الصغير بل عليه أن يعلمه أنه أخطأ ويعلمه ما هو الخطأ ويعلمه إذا أخطأ أن يعتذر عن خطأه أو يطلب المغفرة من ربه في حالة ارتكاب الذنب.
القسم الثالث: برامج العبادة للأبناء
يرى الطفل منذ الصغر أبويه يصليان، فيبدأ بتقليدهما وهو في السن (1 - 2)، وعلى الوالدين الجهر في الصلاة أي رفع الصوت كي يحفظ الطفل ما يسمعه، كذلك عليهما بعد أن يبلغ الطفل سن (4) أن يجلسا الطفل بقربهما أثناء الصلاة، ومع الطفل ألعابه، ثم يأمراه بتقليدهما.
ينبغي على الوالدين الاستعانة بكتب " الرسائل العملية " للمراجع العظام لمعرفة كيفية تعليم الأبناء الصلاة والطهارة.
قبل أن يصلي الطفل الصلاة الكاملة وهو في السن (7) وما بعدها على الوالدين محاولة تدريب الطفل على النظافة والطهارة خاصة عندما يذهب إلى دورة المياه، وقد لا يلتزم الولد أو البنت بالنظافة والطهارة خاصة الذي تعود أن تطهره أمه بعد قضاء حاجته، لكن بالتدريج يعلماه أن يطهر نفسه عندما يبلغ السن (6) من عمره، إلى أن يعتمد على نفسه بعد السن (7)، وأثناء التدريب على الأبوين بيان أهمية النظافة العامة والطهارة الشرعية لدى الابن، وأن الكبار يحبون النظافة، وان تعالى لا يقبل صلاة العبد إلا بالطهارة
(الوضوء أو الغسل).
¥