وقد قال الإمام الشاطبي (أبو إسحاق إبراهيم بن موسى) في كتابه القيم "الاعتصام من البدع"، ص68:"وهذا الحديث عند العلماء ثلث الإسلام؛ لأنه جمع وجوه المخالفةِ لأمره عليه السلام. ويستوي في ذلك ما كان بدعة أو معصية."
ثم إن هذا الصفتي، وعمدًا لم ألقبه بـ "الشيخ"؛ فهو مِن أهل البدعِ ـ فضلاً عن سرقاته ـ و"مَنْ وَقَّرَ صاحبَ بدعةٍ فقد أعانَ على هدمِ الإسلامِ".
أقول: ثم إن الصفتي هذا أخذ يُعرِّض بي في وَصْمتِه الأخيرة ـ ولا أقول ردّه الأخير ـ التي افتضح فيها نفسه، وكأنّه يتمثّل "بِيَدِي لا بِيَدِ عَمْرو"، قائلاً: "وعلى كل، أفضل من يحدثكم عن التصوف هو الأستاذ أحمد عبد الباسط (ابن الشيخ عبد الباسط هاشم) فإن له مقالاًً رائعاً في العدد الخامس من مجلة تراثيات، حول بردة الإمام البوصيري ومؤلفها وتخميسها للعلامة الفيومي، فسلوه يخبركم. ". وقولُه هذا هو عين الجهل والادّعاء على الغير، فمقالي بمجلة "تراثيات"، ع5/ 145 - 146 كان بعنوان: "من نوادر دار الكتب: الكواكب الدرية في مدح خير البرية لشرف الدين البوصيري. انتقاها وقدّم لها: أحمد عبد الباسط"، فالمقال كلّه كان في الحديث عن مخطوط نادر من مخطوطات دار الكتب، أتناولُه من الناحية الكوديكولوجية المادية، وهذا علمٌ يجهله الصفتي.
أمَا وقد استحثّني للحديث عن صوفيته الماتريدية الفاسدة فسأجيبُه، لا رغبةً في التجريح والنقد فمثلُه لا يُؤبه له، ولكن لأوضّحَ منهج أهل السنة وأميّزه عن غيره، وليعلمَ إخواني القراء ـ وهم أبناء بجدتها ـ أنَّ الصوفية لا يمكن أن تكون ـ ولو بأقلِّ درجاتها ـ المنهجَ القويم للإسلام، فالقضية ليست في قول جاهل متعصِّب: هذه طريقتي، وحينما يُسْأل عن أذكاره المخالفة وتمايله معها يقول: لا حرجَ في الذّكر، وإنما القضية تكمنُ في أنه ليس هناك إلا طريقٌ واحدٌ، هو طريق أهل السنّة والجماعة، وما بعده إلا الضلال والمروق.
وَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتّبَاعِ مَنْ سَلَفْ وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتدَاعِ مَنْ خَلَفْ
إنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمَّا سُئل عن الفرقة الناجية قال: "هي مَن كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، وليست الطرق الصوفية مما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
متى علم النّاسُ في ديننا بأنَّ الغنا سنةٌ تُتّبعْ؟!
وأنْ يأكلَ المرءُ أكلَ الحما رِ ويرقصُ في الجمعِ حتى يقعْ
وقالوا: سكرنا بحبِّ الإله وما أسكرَ القومَ إلا القصعْ
وأحيلك أكثر أيها القاريء العزيز إلى قراءة المبحث الرابع (السماع والذكر) من الفصل الثاني من كتاب "الصوفية نشأتها وتطورها" لمحمد العبده , وطارق عبد الحليم. لترى ماذا يفعل هؤلاء في "حضراتهم" من خرافات منافية للشرع.
أمّا عن الماتريدية فأقولُ: قد تحدّث القدماء والمحدثون كثيرًا في شأن الماتريدية والتعريف بمؤسِّسها، وكيف أنه قد بني أُسسَه الأولى على ما قرَّره الإمام أبو حنيفة ـ رضي الله عنه ـ في العقائد، وتكلموا كذلك عن مراحلها المختلفة التي مرّت بها (مرحلة التأسيس: [000ـ333هـ]،
ثم مرحلة التكوين: [333ـ500هـ]، ثم مرحلة التأليف والتأصيل: [500ـ700هـ]، ثم مرحلة التوسع والانتشار: [700ـ1300هـ])، وقارنوا بينها وبين الفرق الكلامية الأخرى كالأشاعرة والمعتزلة، وتكفّلوا بالرد على شبههم ومخالفتهم لأهل السنة والجماعة.
وأعتقدُ أنَّ أفضل من تكلَّمَ من المعاصرين ـ بإيجازٍ غير مُخلٍّ ـ عن الماتريدية وفَنَّد آراءهم وحُجَجَهم هو الدكتور غالب بن علي عواجي في كتابه القيّم (فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها)، فقد جمع هذا الكتاب جميع ما قيل عن الماتريدية، وكان كلامُه عنها على النحو التالي:
1 - التعريف بمؤسس الماتريدية.
2 - أهم آراء الماتريدي إجمالاً.
3 - أوجه الاتفاق والاختلاف بين الماتريدي والأشعري.
4 - أوجه الاتفاق والاختلاف بين الماتريدية والمعتزلة.
5 - الأسس والقواعد التي قام عليها مذهب الماتريدية.
6 - آراؤهم التي خالفوا فيها السلف.
وأعتقدُ أنَّ ما يهمُّ القاريء العزيز هو معرفة تلك الأباطيل التي خالفوا فيها السلف، ومِن ثم سأنقله عنه ثم أعلِّق عليها إذا تطلَّبَ الأمر ذلك:
- يقول الدكتور غالب في كتابه، ص 1236: [[وأما بالنسبة لآرائهم التي خالفوا فيها السلف فمن أهمها ما يلي:
¥