والجهر به مبتدع.
وقد عرف رفع الصوت باسم: " التقليس "، وذكر الطرطوشي في "الحوادث والبدع/63" أن الإمام مالكا رحمه الله تعالى أنكر " التقليس " في الدعاء، وهو رفع الصوت به.
كما جاء النهي عن: " التقليس " في القراءة، أي: رفع الصوت بها في وصف الإمام الشافعي رحمه الله تعالى للإمام أبي يوسف رحمه الله تعالى قال: كان أبو يوسف قلاسا.
أي: يرفع صوته بالقراءة، وقد بينته في " بدع القراء " (ص/15 - 16)
وقد سَرَت بعض هذه المحدثات إلى بعض قُفاة الأثر، فتسمع في دعاء القنوت عند بعض الأئمة في رمضان الجهر الشديد، وخفض الصوت ورفعه في الأداء حسب مواضع الدعاء، والمبالغة في الترنم، والتطريب، والتجويد، والترتيل، حتى لكأنه يقرأ سورة من كتاب الله تعالى، ويستدعي بذلك عواطف المأمومين ليجهشوا بالبكاء.
والتعبد بهذه المحدثات في الإسلام، وهذه البدع الإضافية في الصوت والأداء للذكر والدعاء هي في أصلها من شعائر الجاهلية التي كانوا يظهرونها في المسجد الحرام، كما قال الله تعالى منكرا عليهم: (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) الأنفال/35، المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق بضرب اليد على اليد بحيث يسمع له صوت.
قال الآلوسي رحمه الله تعالى: " والمقصود أن مثل هذه الأفعال لا تكون عبادة، بل من شعائر الجاهلية، فما يفعله اليوم بعض جهلة المسلمين في المساجد من المكاء والتصدية، يزعمون أنهم يذكرون الله، فهو من قبيل فعل الجاهلية، وما أحسن ما يقول قائلهم:
أقال الله صفق لي وغن ... وقل كفرا وسم الكفر ذكرا " انتهى.
وما يتبعها من الألحان، والتلحين، والترنم، والتطريب، هو مشابهة لما أدخله النصارى من الألحان في الصلوات، ولم يأمرهم بها المسيح، ولا الحواريون، وإنما ابتدعه النصارى كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ولهذا نرى ونسمع في عصرنا الترنم والتلحين في الدعاء من سيما الرافضة والطرقية، فعلى أهل السنة التنبه للتوقي من مشابهتهم " انتهى.
" تصحيح الدعاء " (82 - 84).
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[11 - 03 - 10, 06:28 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
والنص المنقول في فهرس الفهارس عن العلامة البديري، موجود في كتاب البديري الذي طبع قريباً بدار البشائر الإسلامية (صفوة الملح بشرح منظومة المصطلح)، فنستغني بذلك عن واسطة الكتاني في النقل.
أو غير ذلك، أخي الكريم، فإن منا من يروي عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد عبد الحي الكتاني عن والده عبد الحي الكتاني عن سليم بن أبي الحجاج البشري شيخ ا?زهر والشهاب الرفاعي ومحمد إمام السقاء - وعدد رجالا من أصحاب البرهان السقاء - عن البرهان السقاء عن الشيخ ثعيلب الفشتي عن الشيخ الرئيس محمد بن سالم الحفني شيخ الجامع ا?زهر عن أبي حامد ابن الميت، به
ومنا من يرويه عن أبي بكر الشاويش، عن بدر الدين محمد بن يوسف الحسني عن البرهان السقاء بإسناده السابق
فهذه من رواية النص من طريق الشيخ عبد الحي وغيره
أما المقصود بكلام الشيخ الحافظ المقرئ أبي الضياء علي بن علي الشبراملسي فهو إن شاء الله تعالى: وضوح القراءة وصحتها، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان أفصح العرب وأحسنهم نطقا:
والنطق السليم يقتضي إعمال أحكام التلاوة، اللهم إلا أحكام المد الزائد، من حيث النطق، ?ن أحكام النطق السليم هي هي أحكام التلاوة، اللهم إلا المد الزائد، والله تعالى أجل وأعلم
فمن هذه القواعد التي يعرفها القراء، ويهملها كثير من الناس، على سبيل المثال: أحكام إظهار النون الساكنة وإخفائها وما إلى ذلك، والقلقلة،
وإذا كان النطق غير صحيح، فالقراءة غير صحيحة، ولا ينبغي قراءة الحديث إلا على الوجه الذي كان ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم، ?ن قراءة الحديث كما كان يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة في حد ذاته: إن لم يكن فريضة لقول الله تعالى: واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به
والنص محل البحث هو ما ذكره أبو عمر الفقيه، قال - حفظه الله -:
{قال الكتاني في فهرس الفهارس -في ترجمة البديري الدمياطي المتوفى سنة 1140
تنبيه: ذكر المترجم في شرحه على البيقونية أنه سأل شيخه النور عليّ الشيراملسي عن حكم قراءة الحديث مجوداً كتجويد القرآن من إمكان النون الساكنة والتنوين والمد والقصر وغير ذلك، هل هي مندوبة فأجابه بالوجوب ونقله له عن كتاب " الأقوال الشارحة في تفسير الفاتحة " قال: وعلل الشيخ ذلك بأن التجويد من محاسن الكلام ومن لغة العرب ومن فصاحة المتكلم وهذه المعاني مجموعة فيه صلى الله عليه وسلم، فمن تكلم بحديثه عليه السلام فعليه مراعاة ما نطق به عليه السلام، اه.}
وأضيف: أن أبا الضياء الشبراملسي كان من كبار القراء بمصر، هو وسلطان بن أحمد المزاحي، ومحمد بن قاسم بن إسماعيل البقري، فمن كانت له إجازة بقراءة حفص عن عاصم من طريق المصريين فليرجع إليها فلينظر اسماءهم فيها، والله تعالى أجل وأعلم
¥