والظاهر من صنيع الإمامين الجليلين ابن معط ومالك رحمهما الله تعالى أنها لا تجزم عندهما جملة وتفصيلا، فإنهما ما ذكراها في الحوازم على شهرة الخلاف فيها والله تعالى أعلم (159).
أما الشيخ مصطفى الغلايني رحمه الله تعالى فرجح القول بالتفصيل، وتبعه شيخنا الدرة حفظه الله تعالى، واستدل له بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [كيفما تكونوا يولَّ عليكم] (160).
قال أبو بكر: اختلفت الرواية فيه، فقيل: [كما تكونوا يولى عليكم]، فلا حجة فيه عندئذ، وبالجملة فلا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي اللفظين والله تعالى أعلم.
الموافقة السادسة:
قال المصنف رحمه الله تعالى في باب منصوبات الأسماء:
«المنصوبات خمسة عشر، وهي: ....... واسم لا ...... ».
وقال أيضا في باب لا:
«اعلم أن لا تنصب النكرات ..... ».
قال أبو بكر عفا الله عنه:
ظاهر كلام المصنف رحمه الله يوافق مذهب أهل الكوفة والزجاج والمبرد، حيثُ يرون أن اسم لا معرب منصوب، أي فتحته ـ أو ما ناب عنها ـ فتحة إعراب، في حين يرى أهل البصرة أنه مبني على الفتح ـ أو ما قام مَقامه ـ ومحله النصب (161).
الموافقة السابعة:
عبر المصنف رحمه الله تعالى في غير ما موضع من مقدمته بالخفض، خلا ثلاثة مواضع فإنه أطلق فيها الجر، والخفض عبارة أهل الكوفة، ودرج أهل البصرة على التعبير بالجر. وقد أشار إلى هذا الإمام السيوطي كما تقدم، وكذا الشيخ أبو النجا في حاشيته على شرح الشيخ خالد الأزهري رحمها الله تعالى.
الموافقة الثامنة:
استخدم المصنف رحمه الله تعالى عبارة النعت في مقدمته، وهي عبارة أهل الكوفة، قال أبو حيان: «والتعبير به ـ أي النعت ـ اصطلاح الكوفيين وربما قاله البصريون، والأكثر عندهم الوصف والصفة» اهـ (162).
قال أبو بكر عفا الله عنه:
ذكرته لينظر فيه، فهو وإن كان به ميل إلى أهل الكوفة في مواضع، غير أنه يميل إلى البصريين في غيرها كما ستعرفه، ولينظر إلى طبقة المصنف، وعامة اصطلاحاته مما قد أذكره لاحقا، فإن المتأخرين عامتهم يسلكون طريق أهل البصرة، وإن كانوا يتخيرون في المسائل، فليتأمل هذا الموضع وليعتنى به، والله تعالى أعلم.
الموافقة التاسعة:
قال المصنف رحمه الله تعالى في باب مرفوعات الأسماء:
« ....... والتابع للمرفوع وهو أربعة أشياء النعت والعطف والتوكيد والبدل».
قال أبو بكر عفا الله عنه:
ذكر المصنف رحمه الله تعالى العطفَ هنا مجملا، ثم أفرد بابا للعطف لكنه لم يذكر فيه سوى عطف النسق، فيَرِدُ عليه تركه عطف البيان، ويحتمل أنه عبر بالبدل وأراد معه عطف البيان، وقد سبقه بعضهم إلى هذا، ويحتمل أنه تبع الكوفيين في تركه، قال الأعلم في شرح الجمل: «هذا باب يترجم له البصريون ولا يترجم له الكوفيون» اهـ والله تعالى أعلم.
يتبع إن شاء الله .....
ـ[ابن الحاج الجزائري]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:33 ص]ـ
بحثك هذا جيد واقترح أن تسميه بعد الكلام على مباديءالنحو العشرة بالافتتاحية على المقدمة الآجرومية، وأنبه إلى أن شرح الراعي الأندلسي الثاني المذكور"عنوان الافادة ... هو الشرح الطويل والمستقل بالمفهومية - وأعمل الآن في تحقيقه- هو الوسيط ولهذا يحيل على الأول كثيرا في المستقل بالمفهومية، وله شرح ثالث أيضا أوجز فيما أظن ذكره محققا كتاب انتصار الفقير السالك للراعي، وهناك ملاحظات أخرى لعلي أجمعها لك إن شاء الله.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 09 - 05, 07:31 م]ـ
بحثك هذا جيد واقترح أن تسميه بعد الكلام على مباديءالنحو العشرة بالافتتاحية على المقدمة الآجرومية، وأنبه إلى أن شرح الراعي الأندلسي الثاني المذكور"عنوان الافادة ... هو الشرح الطويل والمستقل بالمفهومية - وأعمل الآن في تحقيقه- هو الوسيط ولهذا يحيل على الأول كثيرا في المستقل بالمفهومية، وله شرح ثالث أيضا أوجز فيما أظن ذكره محققا كتاب انتصار الفقير السالك للراعي، وهناك ملاحظات أخرى لعلي أجمعها لك إن شاء الله.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
بانتظار فائدة أو تصويب واستدراك
بعد وضع بقية البحث إن شاء الله تعالى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[17 - 09 - 05, 09:31 ص]ـ
- المطلب الثاني فيما خالف فيه المصنف أهل الكوفة -
المخالفة الأولى:
¥