تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدَّ الإسلامُ الحدود الشرعية لحفظ المجتمع من الجريمة والفساد، ولتبقى كرامة الإنسان محفوظةً أبدَ الدَّهر، ويسودَ الأمنُ في أرجاء الأرض؛ فتسعَدَ الأُمة بمنهج الله، وتطمئنَّ إليه. ولا شكَّ ولا ريب أنَّ حدَّ السَّرقة من الحدود العظيمة التي تُحفظ بها الحقوق، وتُصان الأمانات، ويعمّ العدل .. والسّارق في عُرف العامّة هو الذي يصاحب اللَّيل؛ يستفيد من ظُلمته ليستخفي عن الأنظار، فيسطو على بيتٍ أو محلٍّ تجاريٍّ أو سيارة ... يسرق مالاً أو متاعاً .. تساعده على ذلك سرعة حركته، وخفّة يده، وقوة انتباهه، وجرأته على الإقدام والمواجهة. .. لو سرقَ هذا ما سرقَ؛ فلن يكون ما يسرقه أغلى وأثمن من العلم الذي تُبدعه العقول والأحاسيس والجوارح .. إنّ سارق المال والمتاع تُقطع يدُه، فما حُكم الشّرع فيمن يسرق العلم؛ الذي قال فيه الإمام أحمد:) الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشّراب، فإنّ الطعام والشراب يحتاج العبد إليه في اليوم مرّة أو مرتين، ويحتاج إلى العلم في كلِّ وقت (؟! .. أيصلُح بعد ذلك أن يُسكَت عن ظاهرة السرقات العلميّة، وأن توارَى السّرقات خلف دعوى الانتساب لمنهج الكتاب والسنّة، وأن يُستَرَ على أصحابها ـ وهم مصرُّون على إفكهم، غير تائبين منه ـ بحجّة) مصلحة الدعوة!! (و) عدم تجريء النّاس على أهل العلم!! ( ..

وإنَّ من هؤلاء الذين سطوا على الجهد العلميّ للمصنّفين: سليم بن عيد الهلالي الواصف نفسَه بـ (السَّلفيّ الأثريّ) .. ولقد صدرَ كتابٌ يبيّن سرقاته، ويكشف سَطَواته، بعنوان:) الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي (للأخ أحمد الكويتي، ولو أنَّ أبا أُسامةَ أعلن براءته من سرقاته؛ لَوَجَبَ قبولُ ذلك منه؛ عملاً بالظاهر من حاله .. أَمَا وهو يصرّ على سَلْبه ونَهبه؛ كان لزاماً على العلماء وطلاب العلم التحذير منه؛ ليكونَ ذلك رادعاً له، صادّاً طلاب العلم والعوام عن قراءة كتُبه المملوءة بالسرقات؛ نُصرةً للظالم والمظلوم. وهذا الكتاب يكشف سرقاته لتصانيف الأستاذ سيد قطب رحمه الله، طاوياً الكشح عن سرقاته الأخرى؛ التي كشفَ بعضاً منها الأخ أحمد الكويتي في كتابه المذكور آنفاً. وليُعلم أنَّ سليم الهلالي ـ هداه الله ـ نظرَ في كتب الرقائق أيّها أجود وأمتع؛ فوجدَ ضالّته في كتب ابن القيم رحمه الله؛ فسطا عليها. ونظرَ في كتب الفكر والأدب والتفسير أيّها أحسن وأمتع؛ فوجدَ ضائعته في كتب سيّد قطب رحمه الله؛ فطاح عليها بالسَّلب والنَّهب!! إنَّ السَّارقَ المحترف لا يلتفت إلى دراهم معدودة، أو دنانير محدودة، وإنّما تتطلّع حدقتاه إلى جبالٍ من ذهب، ليصعدَ عليها وبها؛ فيصبحَ رجلاً معروفاً يُشار إليه بالبَنان، ويتناقل النّاسُ الحديثَ عن ثروته .. فسيِّد قطب جبَلٌ شامخ، ووتدٌ ثابت، وكاتب خرّيت .. وهذا هو ذنبه، وهذه هي خطيئته!! .. فإنَّ السّارق المحترف هذه ضالَّتُه!! .. ينقضّ عليها ولسان حاله يقول:

ومَن يتهيَّبْ صُعودَ الجبال يَعِشْ أبدَ الدَّهرِ بينَ الحُفَر فوقعَ الاختيارُ على هذا الجبل الباسق، وأعدَّ السّارقُ عُدّتَه، واختبأَ وراء القناع (السَّلَفي!) .. في ليلٍ تلفُّه ظُلمةُ المعصية، وحُلكةُ الإفك، وعَتْمةُ الذَّنبِ الكبير. ومَن أراد الوقوف على حقيقة سلب هذا الدّعيّ ونهبه؛ فليتأمَّلْ هذا المثال من الأمثلة الواردة في كتاب) ردّ الأقوال التي نقلها سليم الهلالي عن كتب الشهيد سيد قطب إلى مظانّها الصحيحة وتصويبها (، وليقارنْ بين كلام سيد وكلام سليم؛ ليعرف إثمهما من نفعهما، وليعلمَ اللصَ المحترفَ، من الكاتب المبدع الصادق:

لمسروق رقم (71) كلام سيد ü وقال سيد قطب في) الظلال ((3/ 1548 ـ 1549):) ولقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة، وهذه الطّباع الشَّموس، إلى هذه الكتلة المتراصّة المتآخية الذّلول بعضها لبعض، المحبّ بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ… إنَّ هذه العقيدة عجيبة فعلاً، إنّها حين تُخالط القلوب، تستحيل إلى مزاج من الحبّ والأُلفة ومودات القلوب، التي تلين جاسيها، وترقق حواشيها، وتندى جفافها، وتربط بينها برباطٍ وثيقٍ عميقٍ رفيق، فإذا نظرة العين، ولمسة اليد، ونطق الجارحة، وخفقة القلب، ترانيم من التعارف والتعاطف، والولاء والتناحر، والسماحة والهوادة، لا يعلم سرّها إلا مَن ألَّف بين هذه القلوب، ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب. وهذه العقيدة تهتف للبشرية بنداء الحبِّ في الله، وتوقع على أوتارها ألحان الخلوص له والالتقاء عليه، فإذا استجابت لما يحييها وقعَتْ تلك المعجزة التي لا يدري سرَّها إلا الله، ولا يقدر عليها إلا الله (اهـ.

السرقة رقم (71) كلام سليم ü قال الهلالي في) الحب والبغض في الله ((ص12 ـ 13):) لقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة، وهذه الطّباع الشَّموس، إلى هذه الطائفة المتآخية الذّلول بعضها لبعض، المحبّ بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ، ولم تَعْرف له الأرض نظيراً ولا شبيهاً. إنَّ هذه العقيدة عجيبة جدّاً، إنّها حين تُخالط القلوب، تستحيل إلى مزاج من الحبّ والأُلفة ومودة القلوب، التي تلين بيد جاسيها، وترقق حواشيها، وتندى جفافها، وتربط بينها برباطٍ وثيقٍ عميقٍ رفيق، فإذا نظرة العين، ولمسة اليد، وخفقة القلب، حقائق من التعاطف والتعارف، والولاء والتناحر، والسماحة والهوادة، لا يعلم سرّها إلا مَن ألَّف برحمته بين هذه القلوب، ولا يجد مذاقها إلا هذه القلوب. وهذه العقيدة الربّانية لم تزل تهتف بالبشرية بنداء الحبِّ في الله، فإذا استجابت لما يحييها وقعَتْ تلك المعجزة التي لا يعلم سرَّها إلا الله، ولا يقدر عليها إلا الله (.

" منقول من أنا المسلم "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير