الخلاف في فقه الحديث من خلال كتابي التمهيد والاستذكار لابن عبدالبر، لخليد المقالي،
وأحاديث العبادات لقاسم بن أصبغ في كتاب التمهيد لابن عبدالبر، لعبدالله محمد مدني،
والآثار العقدية الواردة في التمهيد لابن عبدالبر جمعاً ودراسة، لأبي بكر سالم شهال،
وإجماعات ابن عبدالبر من خلال كتابه التمهيد: استخراج ودراسة، لمحمد لوزاني،
والتمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد: دراسة في المنهج والمصادر، لرويدة عثمان محمد عثمان،
ومنهج ابن عبدالبر في الجرح والتعديل من خلال كتاب التمهيد، لمحمد عبد رب النبي.
ومن الدراسات المنشورة:
آراء ابن عبدالبر في الإمامة العظمى في ضوء كتابيه التمهيد والاستذكار،
عرض وتحليل عبدالله بن إبراهيم بن علي الطريقي.
وجهود ابن عبدالبر في التفسير من خلال كتابه التمهيد: عرضاً ودراسة،
إعداد: مأمون عبدالرحمن محمد أحمد.
ومنهج التأليف عند ابن عبدالبر من خلال كتابه التمهيد،
إعداد:عارف بن مزيد بن حامد الحربي.
ولما كان الكلام في كتاب التمهيد طويلاً، ومباحثه متشعبة، وموضوعاته متنوعة، فإن أبا عمر رأى أن يلخصه في مجلد واحد، تقصَّى فيه عدد ما روى كل واحد من شيوخ مالك من الأحاديث، مسندة أو مرسلة أو منقطعة (10).
وعمل أبي عمر هذا نتاج لما اختصه الله تعالى -مسبغ النعم- به من مواهب الحفظ، وجودة القريحة، ودقة الفهم، مع ما تيسر له من التفرغ التام لجمع العلم الأثري النقلي من وعاته بالسماع والقراءة والإجازة والمكاتبة.
لقد وصفه مترجموه بأنه دأب في طلب الحديث، وافتنَّ به، وبرع براعة فاق بها من تقدمه من رجال الأندلس، وساد أهل زمانه في الحفظ والإتقان،
وانتهى إليه مع إمامته علو الإسناد، وكان دّيَّناً صَيَّناً، ثقةً حُجةً، صاحب سنة واتباع (11).
وقال عنه تلميذه أبو عبدالله الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف، وبعلوم الحديث والرجال (12).
وبعض هذه الخصال كانت حليةَ كثير من أعلام الإسلام، وبخاصةٍ المتقدمين منهم، تمثلاً لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم- من الهدى ودين الحق، وجمعاً بين تعلم الكتاب والحكمة والتزكية.
غير أن بعضاً آخر من الخصال التي عرف بها الحافظ ابن عبدالبر، لم تكن أمراً شائعاً مألوفاً بين أهل العلم، بل كانت ميزة لثلة نادرة منهم، وهي:
العناية بمختلف علوم الشريعة، من التفسير، والحديث، والعقيدة، والفقه، والأصول، والآداب الشرعية، بالإضافة إلى علوم أخرى مساعدة، كاللغة، والأنساب، والسير.
وهذا ما صير من ابن عبدالبر شخصية موسوعية لا تقف عند حد مذهب معين من المذاهب الفقهية، تحتج له وتذب عنه.
وليس عيباً في أن يقلد آحادُ الناس مذهباً من المذاهب، وإنما العيب أن يتكلف العالم تأويل النصوص، أو ادعاء النسخ فيها، نصرةً لمذهبه، ورداً لمذهب من خالفه.
وهذا ما نجد الردود عليه مفصلة في استعراض ابن عبدالبر لمذاهب العلماء في المسائل التي ثبتت فيها أدلة صحيحة من السنة النبوية المطهرة.
فتراه في كتابيه هذين وازناً أقوال الرجال ومذاهبهم بميزان النصوص، فلا يقدم قول أحد كائناً من كان، أو عمله، على قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعمله.
ويريك ابن عبدالبر من مسلكه هذا: أن الأمة الإسلامية أمة واحدة، مَنْزَعُها واحد، هو كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- فيجب أن تتفق ما وسعها الاتفاق على ما جاء فيهما، ولا يعذر أحد بمخالفتهما، إلا أن يكون جاهلاً أو متأولاً، والجهل والتأوُّل عذر قاصر، فلا يسوغُ لأحد تقليدَ صاحبه فيه، بعد أن يتبين له وجه مخالفته الصريحة لكتاب الله وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ويأتي اهتمام هذا العالم الجليل بتتبع مواضع الإجماع والاحتجاج بها على من خالفها من المتأخرين، مبيناً وجهاً ثانياً لشدة اهتمامه بوحدة الأمة الإسلامية والحث على التمسك بحبل السنة والجماعة في كل الأمور.
ويذهب حافظ المغرب إلى أن اختلاف العلماء في فقه الشريعة ليس حجة يسوغ الإنسان بها لنفسه تَقَلُّدَ أحد أقوالهم بغير علم (13)،
مكتفياً بقول من يقول: إنهم ما داموا متفقين في الأصول، ومتساوين في احتمال إصابة الحق، فإن ذلك عذر يسوغ تَقَلُّد أحد أقوالهم، على حد قول بعضهم: من قلد عالماً لقي الله سالماً.
¥