تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و أصل ذلك أن ابن الموّاق صنّف كتابا حافلا في " المآخذ الحفال، السامية عن مآخذ الإهمال، في شرح ما تضمنّه كتاب " بيان الوهم والإيهام " من الإخلال و الإغفال، و ماانضاف إليه من تتميم و إكمال "، و قد تولى تخريج بعضه من المبيّضة، لكن اخترمته المنيّة، و لم يبلغ من تكميله الأمنية؛ فتولى الحافظ ابن رُشَيْد الفهري (ت 721) تكميل تخريجه، مع زيادة تتمّات، و كَتْب ما تركه ابن الموّاق بياضا ـ كما ذكر ـ هو نفسه ـ في " ملء العَيْبة " 5/ 49ـ50 ـ، و سمّاه " بغية النقاد النقلة، فيما أخلَّ به كتاب (البيان) و أغفله، أو ألمَّ به، فما تمّمه و لا كمَّله ".

و يوجد السِّفر الأول (1) من " بغية النقاد " في دير الأسكوريال، و منه صورة بالمكتبة الصديقية الملحقة بمكتبة الحرم المكي، و سمَّوْه " بغية النقاد في أصول الحديث (2) " (!!) و ذكروا أن مؤلفه هو: عبد الله (!) بن المواق المتوفى سنة 797 (!) و الظاهر أن القائمين على الفهرسة تلقّفوا ما رأوه في " كشف الظنون " 1/ 251، لكن سنة الوفاة ـ فيه ـ موضوعة بين أقواس صغيرة؛ فكأنهم تلقّفوها من إسماعيل باشا!

و كأن الغالط الخابط الذي زعم أن مصنف " بغية النقاد "، توفي سنة 797، التبس عليه الأمر بمحمد بن يوسف العبدري، الشهير بـ (المواق)، المتوفى سنة (897).

ووقع في " معجم المصنفات الواردة في فتح الباري " ص 94 نسبته إلى عبد الله (؟) بن الموّاق (ت 798)!!


1ـ و به نقص من أوله، ثم طبع، بحمد الله ومنّته.

2ـ و قد غلط الأستاذ إبراهيم بن الصديق في كتابه " علم علل الحديث ... " 1/ 395؛ فظن أن
" بغية النقاد في أصول الحديث (!!) " كتاب آخر لابن المواق، غير كتابه " المآخذ الحفال "، و الصواب أن " البغية " من عمل ابن رُشيد، أتمَّ فيه عمل ابن الموّاق في " المآخذ "، و قد تجوَّز كثير من العلماء؛ فعزوا " بغية النقاد " إلى ابن المواق؛ كما تراه في " إكمال تهذيب الكمال " 4/ 83، و " التقييد و الإيضاح " ص 53، 54 ...

ـ[عصام البشير]ــــــــ[10 - 10 - 05, 09:08 م]ـ
بحث نافع جدا.
أثابك المولى، وأحسن جزاءك.

ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 10 - 05, 11:00 ص]ـ
ولك مثله من الله الكريم المنّان، رفع الله قدرك، وأعظم أجرك، وأعلى ذكرك.

ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 10 - 05, 11:31 ص]ـ
?ـ و مما وقع الاشتباه و الالتباس فيه ـ ويا أسفي الشديد! ـ: الخلط بين سفيان الثوري، و سفيان بن عيينة!

و قد رأيت بعض الأفاضل يخلط، و لا يميّز بينهما، خاصة إذا اشتركا في رواية حديث، فترى ـ حينذاك ـ من التخليط شيئا عجيبا، ممّن لم يحذق هذه الصناعة، و قلّت عنده البضاعة، و لم يدخل ـ بعدُ ـ في عداد الجماعة!

بل لقد وقع في الأصل الخطّيّ من مسند إسحاق ابن راهويه، غلط فادح، جاز على بعض الفضلاء المعدودين حقّاً في الجماعة.

فقد وقع فيه ـ كما في المطبوع (761) منه (1) ـ: " أخبرنا سفيان الثوري (؟!)، عن الزهري، عن عروة ... عن عائشة ... ".

و هذا الغلط لم يقع من إسحاق، بلا مِرْية و لا مثنوية؛ فهو أجلُّ من أن يَرْكب مطيّة الكذب الصِّرف، و المَيْن المكشوف؛ فقد توفي الثوري عام ولادة إسحاق؛ فمن المحال ادّعاء سماعه منه، اللهم إلاّ أن يدّعي مجازف أن إسحاق حمل على المهد، و هو صبيّ رضيع، حديث عهد بولادة، و رحل به من مرو الى العراق، و أدخل على الثوري، و هو متوار من بني العباس في دار ابن مهدي؛ فسمع منه!

هذا ما لم يبلغني إلى الآن، و لا أظنّك مصدّقَه لو بلغك!

و لذلك؛ فقد أحسن الشيخ الفاضل المفضال عبد الغفور البلوشي ـ زاده الله توفيقا ـ عندما ذكر في تعليقه على مسند إسحاق 2/ 258 أن ما وقع في الأصل، خطأ بلا شك، و أن سفيان، إنما هو ابن عيينة، بلا تردّد، و زيادة (الثوري) من تصرّف الناسخ ... لأن ابن راهويه وُلد سنة وفاة الثوري؛ فلا يُعقل أن يخبره بشيء اهـ.

و قد أغرب أحد الأفاضل، عندما حكم على هذا السند ـ على صورته المحرَّفة ـ أنه صحيح على شرط الشيخين!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير