تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 10 - 05, 12:26 م]ـ

? ـ و من أغرب ما مرَّ بي: أني رأيتُ في مطبوعة " البحر الذي زخر" 1/ 261ـ262 كلاما معزوّا إلى ابن حبّان، قد تصرّف السيوطي في سياق ألفاظه، و قد تسرَّع المعلق الفاضل على " البحر "؛ فجزم أنه من كلام محمد بن حبّان أبي حاتم البُستي (ت 354)!

و لو أنعم النظر، و تدّبر في ذلك الكلام المنقول؛ لظهر له غلط ما توهّمه، و لو رجع إلى " النكت " 1/ 45، 46ـ49 للزركشي؛ لرأى تصريحه بأنه من كلام الشيخ أثير الدين أبي حيّان، و في غضون كلامه دلائل واضحة على استحالة أن يكون من كلام ابن حبّان البُستي، و فيه عبارات إنما شاعت و ذاعت في كلام المتأخرين، و هي بعيدة ـ البعد كلَّه ـ عن نَفَس ابن حبّان المعروف، و أسلوبه المألوف.

و قد استهلّه أبو حيَّان بقوله: " و لقد سلك أهل هذه البلاد (1) في سماع الحديث، طريقا غير الطريق التي سلكها أهل الأندلس من سماعهم على العوامّ الجاهلين ما يُقرأ عليهم، و على الفساق و المتظاهرين بالفسق ... و أما نحن في بلادنا (2)؛ فلا نسمع الحديث و لا نرويه إلاّ عن أهل العلم و العدالة، و بقراءة المُعْرِبين، و لا يحضر الأطفال السماع ... (3) ينشأ الواحد منهم ... فإذا أكثر من السماع؛ لحِقَه من الزَّهْو و الكِبْر؛ ما جعله يعلو به الأفاضل ... و أكثرُ علمِه أن يعرف أن الجزء الفلاني يرويه الشيخ (فلان)، و أن موفّقيّة ـ مثلا ـ انفردت بالسماع عن [النقار] (4) و ابن دينار، و أن فخر الدين ابن البخاريّ آخر من حدّث بالإجازة عن ... الخشوعي ... و بعد هذا كله، فإنَّا لمَّا وردنا مصر وجدناهم يروون عن كل من دبَّ و درج؛ فسلكنا مسلكهم ... و قد أنشدني أبو الحسن علي بن إبراهيم ... لنفسه:

إن الذي يروي و لكنّه ***** يجهل ما يروي و ما يكتب

كصخرة تنبع أمواهها ***** تسقي الأراضي و هي لا تشرب

[قال الزركشي] 1/ 49: (هذا آخر كلام الشيخ) ".

فهل يمكن أن يكون هذا من كلام ابن حبان البستي، فيذكر موفّقيّة، و ابن البخاريّ، و أن علي بن إبراهيم أنشده ذينك البيتين = هذا مُحال، إلا إن كان ابن حبان قد بُعِث في القرن الثامن، بعد أربعة قرون من إدراجه في قبره!!

و من غرائب الاتفاقات: أن كلام أبي حيّان صاحب " البحر "، نُحِل إلى أبي حيّان المتفلسف المتهم بالزندقة، و كلامه النفيس العزيز عن مسالك متأخري المحدثين بمصر ... جُعِل ـ بتصحيف مصحّف ـ من كلام ابن حبان البستي الأفغاني!

و خرج أبو حيّان النحوي ـ بعد جدّه و كدّه ـ من " بحر " السيوطي، صفر اليدين، و لا بخُفَّيْ حُنَيْن، مسلوبا من أبكار أفكاره، و نتائج بحوثه و أنظاره؛ فأحسن الله عزاءه، و أعظم جزاءه.

و هذا جهد المقلّ، في محاولة ردّ بعض حقّه، و إرجاع مستحقّه، قُمْتُ في ذلك وكيلا متطوّعاً، و محامياً متبرّعاً، وأسفي أنّني لم أدركه؛ حتى أعزّيه كفاحاً، على ما سُلِبَهُ من حقوقه المعنويّة، التي تناستْها و أغفلتها المحاكم الشرعيّة و الوضعيّة (!).


1ـ يعني: مصر، التي نزلها، و أقام بها.
2ـ يعني: الأندلس، و يا بُعدها عن (بُسْت) الأفغانيّة، بلد ابن حبّان!
3ـ هذا كله، لم ينقله السيوطي في " بحره ".
4ـ في مطبوعة " النكت " 1/ 47: " عن الثقات "!

ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 10 - 05, 01:22 م]ـ
? ـ ومما كثر فيه الغلط و الالتباس: الخلط بين أبي حازم سلمان مولى الأشجعيّين، و أبي حازم بن دينار.

أما سلمان؛ فمن أوساط التابعين، يروي عن أبي هريرة، وابن عمر، وابن الزبير، والحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين.

و يروي عنه جماعة من الأكابر؛ منهم: منصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش ـ و هو راويتُه ـ، ويزيد بن كيسان، وأبو مالك الأشجعي ...

أمّا سلمة بن دينار؛ فيروي عن جماعة من التابعين، و لم يسمع من صحابيّ، إلا من سهل بن سعد الساعدي، ومن أبي أمامة بن سهل - وله رؤية - رضي الله عنهما.

و لذلك؛ فقد أصاب أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري عندما ذكر في " معرفة أنواع علم الحديث " أنه من صغار التابعين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير