إذن لماذا لم ينشر هشام الصيني هذه الورقة الأخيرة أيها (الموراني)؟!!
يرسل لي موراني في رسالة خاصة (وسأدع شرف نشرها له على عادتي في ذلك، خاصة ولدي ما يغني عنها من كلامه أيضًا كما سيأتي هنا) زعم لي موراني أنه قد أخفى هذه الورقة الأخيرة عمدًا لتكون دليلاً له على حقوق طبع الكتاب لدى المكتبة!! (وسيأتي كلامه بنصه)!!
لكنها ورقة مؤثِّرة كما يرى القراء؛ لأنها قد جاءت باستدراكٍ زائدٍ في التعريف بالكتاب الذي طبعه هشام الصيني، ولذا بادر موراني على الفور بالاستدراك.
يقول الشيخ عبد الرحمن الفقيه في موقع (ملتقى أهل الحديث) تحت عنوان (توضيح حول الموطإِ لابن وهبٍ) ما نصه:
((ذكر المستشرق ميكلوش موراني (الذي يكتب عندنا هنا باسم أهل القيروان) في مقدمة تحقيقه لتفسير ابن وهب (1/ 6 - 10) أن الكتاب الذي طبعه هشام الصيني باسم الموطأ لابن وهب ليس هو موطأ ابن وهب بل هو تأليف أبي العباس الأصم اختصره من كتاب الجامع لابن وهب بروايات تلاميذه، وذكر ص 9: (ومما لاشك فيه أن كتاب (الموطأ لابن وهب) المنشور من طرف الأستاذ هشام بن إسماعيل هو غير الموطأ لابن وهب) ثم قال: (وبناء على ما سبق من توضيح يمكنني القول إن المخطوط في مكتبة (شستر بتي) هو كتاب مختصر من الجامع لابن وهب لا من الموطأ، اختصره أبو العباس الأصم من الجامع برواية تلميذي ابن وهب المذكورين .... )).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20891&highlight=%E5%D4%C7%E3+%C7%E1%D5%ED%E4%ED
فيعلِّق د. موراني على كلام الشيخ الفقيه بكلام قال فيه ما نصه: ((أما المخطوط الذي أخرجه هشام بن اسماعيل الصيني فمن المؤكد انه ليس من الموطأ فالمخطوط في الظاهرية (في مجاميع) الذي ذكرته في موضعه يضاف الى المخطوط Chester Beatty
أما الخطأ في تعريف المخطوط بأنه (الموطأ) فقد يعود الى الملحوظة على ظهر الكتاب وهي: (لعله من الموطأ) بخط مغاير.
أما الأسلوب والتركيب في هذه المخطوط (وفي نسخة الظاهرية) فانهما لا يتمشيان مع أسلوب الموطأ وتركيبه أطلاقا.
وأخيرا: حتى الآن لا نستطيع أن نفرق بين الموطأ الكبير والصغير لابن وهب. كل ما في وسعنا اليوم هو التمييز بين الجامع والموطأ تمييزا قاطعا وواضحا.
تقديرا
موراني)) انتهى كلام موراني.
وقال الشيخ الفقيه في نفس الرابط السابق أيضًا: ((وكذلك ما ذكره موراني في مقدمة الجامع لتفسير القرآن (1/ 8): (وقد تبين لي بعد البحث الطويل والجاد أن هذه النسخة المحفوظة في Chester Beatty تمثل جزءً من كتب أبي العباس الأصم، اختصره من كتاب الجامع لابن وهب بروايات تلاميذه، والدليل على ذلك أنه يقول في بداية كل فصل: من كتاب الأشربة، من كتاب المناسك، من كتاب الزكاة، من كتاب الصلاة .. إلخ. هكذا روى محمد بن الحسين بن موسى السلمي (ت 412) جزءً آخر من كتاب الأصم، وجاء فيه على نحو الأسلوب المذكور: من كتاب الرضاع، من كتاب الجهاد، من كتاب الفرائض، من كتاب الحج .. إلخ
وهذا الجزء محفوظ في المكتبة الظاهرية ... ) انتهى كلام موراني.
وفيما قاله نظر، حيث أن كتاب الجامع في الغالب يصنفه العلماء لذكر الآداب ونحوها ويمكن أن يضاف لها التفسير كذلك، ولا يصنفونه لذكر الأحكام من الصلاة والزكاة وغير ذلك.
والمطبوع من الجامع لابن وهب فيه أبواب النسب والخاتم والبر ونحو ذلك وليس بمخصص للأبواب الفقهية.
وهذا الذي طبعه هشام الصيني فيه ذكر لأحاديث مسنده مرتبة على الأبواب الفقهية
ففيه (من كتاب الأشربة، من كتاب المناسك، من كتاب الزكاة، من كتاب الصلاة، من كتاب النكاح، من كتاب الصوم، من كتاب القسامة والعقول والديات).
فلا يصح القول بأن هذا المطبوع مختصر من الجامع لابن وهب
وليس هناك أبواب مشتركه فيما وجد من الجامع لابن وهب مع ما طبعه الصيني حتى يمكننا المقارنة والوصول إلى هذه النتيجة.
فالخلاصة أن ما طبعه هشام الصيني لايمكن أن يكون مختصر من كتاب الجامع
فالأقرب من ذلك هو ما جاء في ثبت مسموعات الضياء المقدسي ص 100 حيث قال: (مسند عبدالله بن وهب) تألبف الأصم (محمد بن يعقوب)
فقد يكون هذا الذي طبعه هشام الصيني هو هذا الذي ذكره الضياء
ويدل على ذلك ما نقله الأخ خادم أهل الحديث جزاه الله خير
¥