تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقدماً من هذه التي سبقت بنحوه منحى جديداً في التأليف تمثل في «ربط تصنيف العلوم بالأخبار الخاصة بحياة المشتغلين بكل فرع منها ... غرضه إحصاء الكتب العربية المنقولة من الأمم المختلفة والمؤلفة في جميع أنواع العلوم، يصفها ويبين مترجميها أو مؤلفيها، ويذكر طرفاً من تاريخ حياتهم وسيرهم ويعين تاريخ وفاتهم» (4) وهذا المنهج الذي رسم وحدد أكثر معالم هذا العلم هو الذي سار عليه كثير من المؤلفين في عصور موالية، أشهرهم: الأبيوردي الأديب ت507 صاحب طبقات العلوم، وفخر الدين الرازي ت606 هـ صاحب جامع العلوم، والقفطي ت 646 هـ صاحب إخبار العلماء بأخبار الحكماء، وابن أبي أصيبعة ت 668 هـ صاحب طبقات الأطباء، وقطب الدين الشيرازي ت 710 هـ صاحب غرة التاج لغرة ديباج.

واستمرت كتب الفهرسة في الظهور واستمر إثراء المكتبات بها وبرزت أكثر في العصور المتأخرة لمؤلفين مسلمين ومستشرقين، أشهرهم: طاش كبري زادة 968 هـ صاحب مفتاح السعادة ومصباح السيادة، وحاجي خليفة ت1340 هـ صاحب كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون، مع ذيله إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون لإسماعيل البغدادي ت 1340 هـ الذي ألف أيضاً هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، ويوسف سركيس صاحب معجم المطبوعات العربية والمصرية وكذلك: جامع التصانيف العربية، وفؤاد سزكين صاحب تاريخ التراث العربي الإسلامي. ومن المستشرقين نذكر الألماني كارل بروكلمان ت 1956م صاحب تاريخ آداب اللغة العربية، والهولندي فانديك إدوارد صاحب اكتفاء القنوع بما هو مطبوع ...

** التعريف بكتاب: القول الأحوط في بيان ما تداول من العلوم وكتبه بالمغربين الأقصى والأوسط:

يعد هذا الكتاب كما يحيل إليه عنوانه واحداً من الكتب التي ألفت بغرض التعريف بالعلوم ومؤلفاتها التي تداولت في منطقة جغرافية محددة بمنطقة المغرب الإسلامي وتحديداً المغربين الأقصى والأوسط، فهو من قبيل كتب الفهرسة المتخصصة.

ومعلوم أن منطقة المغرب الإسلامي بأقطارها المختلفة عرفت نشاطاً علمياً وحركة ثقافية فكرية منذ زمن الفتح الإسلامي كنتيجة لاعتناء أهلها المبكر بتحصيل العلوم المختلفة خاصة الشرعية منها واللغوية، تعليماً وتعلماً، ودرساً ودراسة ورغبة منهم أن يكون لهم إسهام في الرقي بها والعمل على تطويرها. وقد كان لتشجيع ولاة الأمر من أمراء وحكام الدور البارز في تنشيط هذه الحركة والتاريخ يحفظ لنا الكثير من أسماء هؤلاء، فحصل أن ازدهرت مدن وحواضر العلم وتألفت منها أسماء شدت إليها الرحال من الداخل والخارج. كما كان للرحلات العلمية وأداء شعيرة الحج والتجارة الأثر البارز في تنشيط هذه الحركة أيضاً وحدث ما يمكن أن نسميه اليوم بالتكامل الثقافي بين مختلف الأقطار في المشرق والمغرب، وانتشر الكتاب المخطوط وكثر استنساخه وامتلأت به دور العلم ومراكزه من مساجد وزوايا وقصور وخزانات خاصة وعامة وكتاتيب وأضرحة وغيرها.

ولأننا لا نعرف الكثير عن الكتب التي تداولها طلبة العلم خاصة في هذه المنطقة فإن كتاب القول الأحوط الذي نسعى إلى التعريف به من شأنه أن يمدنا ببعض المعلومات في هذا الصدد باعتباره فهرساً ضم أسماء كثير من هذه المؤلفات التي تداولت في المنطقة قبل أكثر من قرن من الزمان. كما أنه يشير من جانب آخر إلى إسهام المغاربة ومشاركتهم في هذا النوع من التأليف.

مؤلف الكتاب:

لا نعرف عنه شيئاً لأن الكتاب غفل من ذكر اسم صاحبه أو نسبته لمؤلف ما، كما أنه لا يشتمل على مقدمة من شأنها أن تحوي اسم المؤلف ودوافع التأليف وغير ذلك مما هو متعارف عليه في منهجية التأليف، ولكننا وجدنا المؤلف المجهول بعد البسملة وإثبات عنوان الكتاب يدخل مباشرة في صلب الموضوع، ينتقل إلى المتن دون مقدمات، والأمر نفسه يتكرر في خاتمة الكتاب حيث لا ذكر لاسم المؤلف أو الناسخ أو مكان النسخ، رغم أن الكتاب كامل الأوراق (انظر الصور الملحقة).

عصره:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير