تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد أضفنا إلى هذه الطبعة الجديدة ناهيك عن التعاليق والتوضيحات كشافاً أبجدياً للمحتويات، يهدف إلى تسهيل عملية البحث في الكتاب).

نجد في هذه المقدمة كثيراً من المعلومات المهمة التي تعيد بعض القضايا التي نشرت إلى سياقها الصحيح في قضية النزاع بين القنصلين حول قصب السبق في الكتابة عن الوهابيين، ونعلم من خلالها أن كورانسيه الذي اعتمد على فرنجية كان مغرراً به لأن هذا الأخير استقى معلوماته من روسو الذي كان له مصادره الخاصة كما سنرى.

والقضية الثانية المهمة هي قول روسو: إنه نشر في هذا الكتاب مختصراً جديداً كل الجدة عن أصل الوهابيين وغزواتهم حتى عام 1224هـ، هو قطعة غريبة كل الغرابة حرره كما يقول في حلب اعتماداً على مخطوطة أصلية وصلت من الدرعية.

ما عنوان هذه المخطوطة، ومن مؤلفها؟ كان الدكتور عبد الله الصالح العثيمين قد نشر في عام 1403هـ - 1983م كتاباً بعنوان (كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لمؤلف مجهول)، (دراسة وتحقيق الأستاذ الدكتور عبد الله الصالح العثيمين، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز، الرياض) وبمقارنة المعلومات الواردة في هذا المختصر بالكتاب المذكور اتضح أنه المخطوطة التي أشار إليها روسو، وقال إنها وصلت إليه من الدرعية.

ولكن المفاجأة الأطرف كانت ما ذكره في الصفحة (27) من كتابه عندما قال ما ترجمته: (مختصر تاريخي عن أصل الوهابية وغزوات الشيخ محمد، وابن سعود، وعبد العزيز وسعود حتى عام 1224هـ (1810م)؛ حررناه اعتماداً على مخطوطة أصلية وصلت إلينا من الدرعية نفسها، ومؤلفها الشيخ سليمان النجدي (المولود في نجد).

إذاً، مؤلف الكتاب هو المدعو سليمان النجدي، وقول روسو: إن ذلك المؤلف مولود في نجد يوحي بأن الرجل كان خارجها لأن لقبه هذا (النجدي) يدل على ذلك.

ومما زاد في ثقتنا أن الكتاب هو المقصود عدا عن اتفاق النصوص بين روسو والكتاب المذكور اتفاق الملاحظة بين الدكتور العثيمين محقق الكتاب وروسو الذي يقول في الصفحة (32) من كتابه: (لما كان مؤلف المخطوطة قد أهمل كلياً التأريخ للأحداث التي يوردها، ولما كان تدارك مثل هذا يصبح أكثر صعوبة كلما تقدمنا في التحرير فإننا، ولكي لا تختلط الأمور في مجموعة الأحداث التي يوردها متفرقة دون الاعتماد على أي تسلسل تاريخي، سنعمد إلى متابعته خطوة خطوة في سرد الغزوات اللاحقة لسعود وقادته).

(انظر ملاحظات الدكتور العثيمين في مقدمة نشرته الكتاب، ص24 - 27).

أما ترجمة سليمان النجدي هذا فذلك شأن آخر ربما تكشفه لنا مقبلات الأيام، ولعل الصفات التي أسبغها عليه الدكتور العثيمين في تقديمه للكتاب تساعدنا في التحقق من شخصيته في بحوث مقبلة.

وكان الدكتور آل زلفة في بحثه الذي سنذكره بعد قليل قال (ص150): (أما عن طبيعة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فيذكر أنه استقاها من كتاب تاريخ ظهور دعوة ابن عبد الوهاب الإصلاحية، بيد أنه يذكر أن هذا الكتاب أصبح في حكم المفقود أو النادر).

ويذكر أيضاً أن الخطيب المذكور (يقصد خطيب الإمام سعود) استعد بأن يكتب له تاريخاً على غرار ذلك التاريخ المفقود أو النادر وأشار رسو إلى أنه سيترجمه إلى الفرنسية أو على الأقل يعمل له تحليلاً.

وقد أشار د. عبد الله العثيمين ضمن قائمة مراجع كتابه (الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته وفكره) إلى مخطوطة مجهول مؤلفها بعنوان (كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب) في المكتبة الوطنية في باريس تحت رقم (6061) ولعل المزيد من الدراسة حول هذه المخطوطة يكشف لنا عن شخصية هذا الخطيب ومدى علاقته بهذه المخطوطة.

وقال د. آل زلفة في حاشية الصفحة المذكورة نفسها من بحثه: (ولعلها (المخطوطة) من إملاء الخطيب الذي أشار إليه روسو على كاتب شامي بناء على طلب القنصل.

وما يتضح من الكتاب الذي نتحدث عنه أن المخطوطة التي نقل منها روسو هي الكتاب الذي نشره د. العثيمين، ولم يشر رسو إلى أن للخطيب علاقة بهذا الكتاب وإنما نسبه لمن دعاه سليمان النجدي كما قلنا.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير