تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - لأن النضر بن شميل، وإن عاصره أبو حاتم السجستاني، كان قد توفى سنة 203للهجرة أو سنة أربع ومئتين، وكتاب العين لم يظهر إلا فى زمن أبى حاتم، وفى حال رئاسته ولم تنعقد له الرئاسة إلا فيما قارب الخمسين والمئتين أو سن ثمان وأربعين، قدم به وراق من خراسان.

فإذا كان أصحاب الخليل وتلاميذه يجهلون أن يكون للخليل مثل هذا الكتاب، ولم يظهر الكتاب فى البصرة إلا فيما قارب سنة خمسين ومئتين فكيف يصح أن يسأل النضر بن شميل عنه، وكان قد توفي سنة أربع ومئتين؟!

2 - ولأن ابن النديم وأبا البركات الأنباري كانا قد أثبتا فى جملة مصنفات النضر بن شميل مصنفاً اسمه: (كتاب المدخل الى كتاب العين) [الفهرست (ص/17)]

على أن ياقوتا الذى روي ذلك عن النضر فى ترجمة الليث كان قد أثبت للنضر بن شميل حين ترجم له (كتاب المدخل الى كتاب العين) [معجم الأدباء

(19/ 247)] فإذا كان لنضر كتاب المدخل الى كتاب العين فلا بد أن يكون قد وقف على كتاب العين، فكيف يتفق هذا مع انكاره اياه فيما روي ياقوت؟!

وأما أبو حاتم السجستاني فقد أنكره اشد الإنكار ودفعه بأبلغ الدفع فيما روي أبو على القالى [المزهر (1/ 84)]، وليس مستغربا أن يكون موقف أبى حاتم من كتاب العين موقف المنكر المدافع، لأن الكتاب لم يصنع فى البصرة ولم يقع لأبي حاتم عن دارسين بصريين لأن الكتاب كان قد صنع فى خراسان، وقدم به أحد الوراقين الخراسانيين، ولم يروه الأصمعى ولا غيره من معاصريه من الدارسين البصريين الذين أخذ عنهم أبو حاتم ومعروف أبو حاتم بتعصبه لكل ما هو بصري وتحامله على كل ما ليس ببصري. وعدم معرفة أبى حاتم إياه لا يعني عدم وجوده لأن الكتاب كما قلنا كان قد صنع فى خراسان، وكان الخليل قد خص الليث به دون سائر أصحابه وتلاميذه فى أثناء إقامته عنده ولقيه من التكريم ما لم يلق مثله. وهناك فى خراسان وضع الخليل أصول الكتاب ورسم منهجه وأملي على الليث من مفرداته ما كان يحفظ وما شك فيه طلب إليه أن يسأل عنه، فإذا صح له أثبته الى أن تم الكتاب [معجم الأدباء 17/ 52].

ثم رجع الخليل الى البصرة وتوفى فيها سنة خمس وسبعين للهجرة، وبقي الكتاب مع الليث، ولم يخرج من خراسان إلا فيما قارب سنة خمسين ومئتين ولعل هذا هو السبب فى عدم معرفة البصريين إياه وعدم سماعهم به.

أما كتاب (المدخل الى كتاب العين) الذى صنفه النضر بن شميل فيما تحدث به ابن النديم وأبو البركات وياقوت فإذا صح أن يكون النضر قد صنفه فلا بد أن يكون قد صنفه فى أثناء اقامته فى (مرو) حيث ولى القضاء، ولم يرجع الى البصرة، لأنه توفى فى خراسان

فإذا كان النضر قد صنف كتاب المدخل فى فارس ومات فى خارسان فليس بعيداً ألا يكون قد وصل الى علم أبى حاتم ولا الى علم من أخذ عنهم أبو حاتم كالأصمعي وغيره.

والذين أثبتوا كتاب العين، وصححوا نسبته الى الخليل جماعة من الدارسين منهم:

أبو بكر دريد، فقد قال فة مقدمة (جمهرة اللغة): (وقد ألف أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي رضوان الله عليه كتاب العين، فأتعب من تصدي لغايته، وعنى من سما الى نهايته، فالمصنف له بالغلب معترف والمعاند متكلف، وكل من بعده له تبع، أقر بذلك أم جحد، ولكنه رحمه الله ألف كتابه مشاكلاً لثقوب فهمه وذكاء فطنته، وحدة أذهان أهل دهره) [جمهرة اللغة 1/ 3]

وأبو العباس أحمد بن ولاد فى كتاب المقصور والمدود، فيما يروي السيوطي، فقد كان ينسب كتاب العين الى الخليل، ولم يبد فى كلامه ما يشير الى تشكيك قى صحة نسبته إليه. قال ابن ولاد: (لعل بعض من يقرأ كتابنا ينكر ابتداءنا فيه بالألف على سائر حروف المعجم، لأنها حرف معتل، ولأن الخليل ترك الابتداء به فى كتاب العين لأن كتاب العين لا يمكن طالب الحرف منه أن يعلم موضعه من الكتاب من غير أن يقرأه إلا أن يكون قد نظر فى التصريف وعرف الزائد والأصلي والمعتل والصحيح والثلاثي والرباعي والخماسي، ومراتب الحروف من الحلق واللسان والشفة، وتصريف الكلمة على ما يمكن من وجوه تصريفها فى اللفظ على وجوه الحركات، وإلحاقها ما تحتمل من الزائد، ومواضع الزوائد بعد تصريفها بلا زيادة، ويحتاج من هذا الى أن يعلم الطريق التى وصل الخليل منها الى حصر كلام العرب، فإذا عرف هذه الأشياء عرف موضع ما يطلب من كتاب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير