[مجد أو مجذى؟]
ـ[المستشار]ــــــــ[28 - 02 - 06, 08:37 م]ـ
في ترجمة ((ركانة) من ((تهذيب الكمال)) (9/ 224) أثناء كلام الزبير بن ر بن بكار عن ((ركانة)): ((ومن ولده: علي بن يزبد بن ركانة، وكان عليٌّ أشد الناس، وكان له مِجْذَاء يُضْرَبُ به الْمَثَل، يُقالُ للشيء إذا كان ثقيلاً: أثقل من مِجْذَاء ابن ركانة)) أهـ
وعلق المحقق بشار عواد في الحاشية على ((مِجْذاء)) بقوله: ((الْمِجْذاء: عود يُضرب به. وتصحفت في {العقد الثمين} للفاسي إلى {مجد})) انتهى كلامه
وتفسير المحقق لها موافقٌ لما نقله ابن منظور عن ابن الأنباري في معناها.
وموافق أيضًا لما في ((الفائق)): ((ربع رَبْعُ الحجر وارْتِبَاعُه وإِجْذَاؤُه: رفعهُ لإظهار القوة وسمى الحجر المربوع الرَّبيعة وَالُمجذّى. وفي أمثالهم أثقل من مِجْذَى ابن رُكاَنة، وهما من ربَعَ بالمكان وجَذَا فيه ; إذا وقف وثَبت لأنه عند إشالته الحجر لا بُدَّ له من ثبات واستمكان فى موقفه ذلك. والتّجاَذِى: تفاعُل من الإجْذَاء أىْ يجُذى المهراسَ بعضهم مع بعض هذا ثم هذا ومنه حديث ابنِ عَبَّاس رضى الله عنهما: إنّهَ مَرَّ بقومٍ يتجاذَوْن حَجَراً وروى: يُجذوُن فقال: عمّال الله أقوى من هؤلاء)).
وفي ((المستقصى من أمثال العرب)) أيضًا: ((أثقل مِنْ مِجْذَى ابْنِ رُكَانَةَ: هو الحجر الذي يتجاذاه الأقوياء أي يرفعونه وابن ركانة كان رجلا أيدا)).
وهذا يؤيد ما ذكره المحقق بشار عواد، وإن لم يوافقه في تفسيره.
ويوافقه أيضًا ما في عبارة الزبير بن بكار عند المزي: ((وركانه بن عبد يزيد الذي صارع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الإسلام، وكان أشد الناس، فقال: يا محمد إِنْ صرعتني آمنتُ بك، فصَرَعَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. )).
على أَنَّ ما وقع عند الفاسي قد يكون ((مجذى)) فسقط الحرف الأخير وتلاشت نقطة ما قبله أو تغيرت من معجمة لمهملة.
لكني وجدتُ أن ما وقع عند الفاسي ((مجد)) يوافق ما في ((النسب)) لمصعب ((فخر))، وهما يوافقان ما في كتاب نسب قريش لمصعب: ((وكان علي من أشد الناس فخرًا)).
وغالبًا ما تتوافق عبارة مصعب الزبير مع عبارة ابن أخيه ((الزبير بن بكار))، كما هو الحال هنا، فالعبارة تكاد تكون واحدة إلا في الموضع الذي هنا، على الشكل المذكور الآن.
وقد وجدتُ النص في ((نسب قريش)) ص: 96 هكذا: ((ومِن ولده: علي بن يزبد بن ركانة، وكان عليٌّ أشد الناس فخراً، ويُضرب به الْمَثَل للشيء إذا كان ثقيلاً: أثقل من فخر ابن ركانة)).
والظاهر أن ما وقع في النسب هنا قد تحرف عن (مجذا) هكذا بدون بألف في آخرها فظنها المستشرق المحقق له (فخرا) فضبطها هكذا، خاصة وأن الفخر معنوي، فلا يستقيم مع قوله (للشيء إذا كان ثقيلا) فالثقل هنا حسي.
كما أني لم أر فيما اطلعت عليه من ترجمة (علي) من ذكر مسألة العود هذه، ولا تكلم عليها.
فماذا ترون حضراتكم في هذه المسألة؟
سواء من حيث اختيار الأصح في (مجد) أو (مجذى)؟
أو في التفسير لها هل هو عود يضرب به كما ذكر بشار؟ أم هو حجر يرفعه الأقوياء كما في الفائق والمستقصى؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[28 - 02 - 06, 11:31 م]ـ
وفقك الله ونفع بك.
الظاهر والله أعلم أن ضبط اللفظ بالمعجمة < مجذاء > كذا جاء في القاموس قال في مادة - جذو - مع تاجه: ( ... والمجذاء كمحراب خشبة مدورة تلعب بها الأعراب) وهي (سلاح) يقاتل به، نقله الصاغاني، وقال ابن الأنباري: هو عود يضرب به ... ).
وفي المستدرك ذكر الزبيدي الفعلَ < أجذي > فقال: أجذى الحجر أشاله، والحجر مجذي ...
وفي أساس الزمخشري ذكر المثل في مادة < جذو > أيضا ... وفسره بقريب مما ذكره في المستقصى والفائق.
وعليه فالمناسب للثقل أن يراد بمجذي ركانة حجران يتفاخر بقدرته على رفعهما ... تماما كما يفعل الرباعون في منافسة رفع الأثقال الآن ... والله أعلم.
ـ[المستشار]ــــــــ[01 - 03 - 06, 04:37 ص]ـ
فتح الله عليكم أستاذنا الفاضل وأدام توفيقكم ونفع بكم.