تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يتقي اللهَ بعضُ طلبة العلم والأئمة والخُطباء والوعاظ في أنفسهم وفي الناس , وأن يتركوا التشبُّعَ بما لمْ يُعطَوا, وأن يعلموا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في وصف المتشبع بما لم يعطَ إنه {كلابس ثوبيْ زور}.

وهذا التشبيهُ النبوي إشارةٌ واضحةٌ إلى مضاعفة الإثم جزاءاً وفاقاً لتعدي ضرر هذا المتشبع لغيره , فهو ضال مضل وجاهلٌ مجهِّل.

ولذلك يقول أبو بكر الشبلي عليه رحمة الله: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.

ويقول الإمامُ الفقيهُ أبو حنيفة رحمه الله ورضي عنه:

من طلب الرئاسة في غير حينه لم يزل في ذل ما بقي، واللبيب من صان نفسه عن تعرضها لما يعد فيها ناقصاً، وبتعاطيه إياها ظالماً.

فمثلاً:

الإمامُ حسنُ الصوت الذي يجتمعُ الناسُ عنده لحسن صوته , لا ينبغي أن نلومه في ذلك , فهذا من فضل الله عليه , ولكن:

لا يجوز له أن ينسى أنه غيرُ حافظ للقرآن ولم يأخذ العلم عن أحد, ولا يحل له إقامة دروس التفسير وخداع الناس بأنه مفسرٌ ضابطٌ لعلوم القرآن , وهو أول من يعلمُ من نفسه الجهل التام بذلك.

أمَّا الألقابُ كـ (شيخنا - قدوتنا - مولانا - إمامنا) فالأمرُ فيها عائدٌ إلى المجتمعات والأشخاص , وليست بذات بالٍ ما لم يترتب عليها غررٌ وإضرارٌ بأديان الناس , ولهذا كان ربيعةُ رحمه الله وهو في زمن الصالحين وأهل الورع يقول:

(لَبَعْضُ مَن يُفْتِي هاهنا أوْلَى بالحبْسِ من السُّرّاق , لأنَّ استِصْلاح الأديانِ أوْلى من اسْتصْلاَحِ الأمْوال)

وأنا لا أخالفك في أنَّ الإنسانَ يبلغُ كل ما علمه من خيرٍ , فهذا قائمٌ بامتثال أمر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ومشمولٌ بدعوة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالرحمة لمن سمعَ مقالةً فوعاها فبلغها.

وتأمَّل نصَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الوعي بالمقالة قبل التبليغ صيانةً لجناب الشريعة وحماها من عبث وتخرصات الجهلة المقتاتين بالدين.

واللهُ يصلحُ الحال.

همسة في أذن أخي الشقيق (الذي لم تكتحل عيناي بمرآه) عبد الرحمن شيخنا:

من كان كيوسفَ عليه السلامُ في يقينه أنه أهلٌ للتصدرِ , فالإجماعُ منعقدٌ على جواز طلبه التصدر وتولي المهام , بل اختلف العلماء في تعين ذلك عليه.

وينبغي أن لا ننسى خاتمة قوله {إني حفيظٌ عليم}

وأنَّ هاتان الخصلتان لا تُستَصلحُ الأموالُ وتسَيَّرُ وتنَمّى وتصرفُ في مواردها وتصانُ عن الفساد إلا بوجودهما في القائم على المال , ومتى تخلفت إخداهما فسد المالُ وضاع.

وايمُ الله لو صار التصدر والتقديمُ في أمتنا اليومَ بمثل هذه الخصال لارتقينا في الشرف مراقٍ خوتْ من أهلها منذ زمن طويل.

فيوسفُ عليه السلام كما وصفه نبيُّنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأنه الكريمُ ابنُ الكريم ابنُ الكريم , ومع ذلك لم يضع هذه المعايير عند طلب التعيين , ولم يشر لحسبه ونسبه إطلاقاً., بل اكتفى بالمؤهلات والقدرات المفروضة في القائم بخزائن الأرض وهي الحفظُ لمقاديرها وأقواتها وخيراتها والعلمُ بتدبيرها وسني المجاعة والتصريف فيها.

وبعضُ أمثال (أبي زيدٍ هذا) أول ما يتصدرُ طلبَ الصدارة والشهرة عندهُ:

نسبهُ

ووساطةُ معارف أبيه

وجيرته لفلان

وصلاة فلان خلف ظهره

ودراستُه مع ابن المسؤول الفلاني في الإذاعة

وغير ذلك من عشرات الصفات التي لا تمت للمنصب والقيام به بأدنى صلة.

ولذلك رأينا أبا زيد المتخرجَ بمقبول والذي لم يختم أي كتاب على أي شيخ يعمل في الحج مفتياً وعدته في ذلك هو اللابتوب المحمول بين إبطيه الذي به فتاوى اللجنة الدائمة والشبكة الإسلامية وبحوث أهل الحديث, .............. الخ , ولم يقبل بالحج معهم إلا بعد تحجيجه لنساء أسرته ووالديه وحواشيه.

أفلا يستطيعُ حارسُ المخيم أو معد القهوة والشاي أن يقوم بما قام به أبو زيد , دون أن يخسرهم عشرة مقاعد أو تزيد.؟؟

والله المستعان.

ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[29 - 01 - 09, 11:28 ص]ـ

شكر الله لك يا أبا زيد ونفع بك

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[29 - 01 - 09, 11:14 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 01 - 09, 12:58 ص]ـ

بالله لفظك هذا سال من عسل ــ ,,, ــ أم قد صَبَبتَ على أفواهنا العسلا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير