تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حظوظ النفس والدعوة إلى الله]

ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[19 - 05 - 08, 10:09 م]ـ

[حظوظ النفس والدعوة إلى الله]

إعداد/محمد المصري

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد -

لكي تسير الدعوة إلى الله سيرها الطبيعي في طريقها الصحيح الموصول إلى الله عز وجل،ولكي يستمر الداعية إلى الله في سيره الطبيعي إلى الله عز وجل ... لابد أن نلحظ ونحترز من غوائل الطريق وآفاته،ومن آفات الطريق ما يقطع السالك فيها عن هدفه .. يقطعه من خلال "حظوظ النفس ". بل يشل العمل شللاً كاملاً!!

كيف ذلك؟ وما هي أهم تلك الحظوظ التي تصيب جهودنا بالشلل

أخطر هذه الأمراض هو مرض: "محبة النفس وحب الظهور":

وهذا المرض نابع عن تضخيم "الأنا "لدى الشخص المصاب فهو لا يرى إلا نفسه ولا يحب أن يسمع إلا المديح لنفسه والشكر لصنيعه. ومبعث هذا المرض هو "القلب" الذي هو مناط الصلاح والفساد كما قال صلى الله عليه وسلم «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم.

ولذلك فعندما تجد خللاً في الدعوة، وبطأ ًً في السير، ففتش عن القلب، فأمراضه أشد من أمراض الأبدان، وكما قيل «حب الظهور يقصم الظهور».

وللأسف الشديد " إن الكثيرين ممن ينتسبون إلى الدعوة الإسلامية اليوم يتعاملون مع الدعوة ورجالها بمنطق أبي عامر الفاسق (1)، فهو لا ينشط في دعوته إلا إذا كان هو صاحب الإمارة وصاحب المنزلة، صاحب التوجيه، صاحب المقام في قلوب الخلق هو القائل، وهو المتحدث، هو القائد ... المهم أن يكون " هو " فقط!!

فإذا كان الأمر كذلك كان النشاط والحركة، والدعوة والهمة العالية، العمل الدائب وربما يغلف كل ما سبق من عمل وحركة بشيء من التواضع، والزهد الزائفين فإذا اهتزت في نفس هذا النمط من الدعاة (أنا) فوجد نفسه نزل من موضع إلى موضع، أو سبقه من هو دونه، أو لم يحز ما ترنو إليه نفسه، انقلبت الأمور وهدأت الحركة، وانطفأت شعلة النشاط، وبردت جذوة الأمل، وانكفأ إلى بيته، وعلى أحسن الأحوال أخذ إجازة من الدعوة، تنم عن غضب ومشاحنة ينطوي عليها الصدر، وقد يسوء الحال عن ذلك، فتكون الردة والنكوص عن الطريق كله، ثم يبدأ البحث عن طريق آخر فيه أنا وأنا فقط " (2).

ولخطورة هذا الأمر نجد تنبيه العلماء الربانيين في كل وقت وحين من التنبيه إلى هذا الأمر ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله تعالى فقد ذكر لطيفة تربوية جميلة عند قوله تعالى:- {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} سورة يوسف.

قائلاً رحمه الله فيه مسائل: (منها التنبيه على الإخلاص لأن كثيرا ولو دعا إلى الحق فهو يدعو إلى نفسه) (3).

نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص والثبات وان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

ــــــــــــــ

1 - أبو عامر هو عبد بن صيفي بن النعمان، وهو والد أبي حنظلة غسيل الملائكة، وكان أبو عامر ترهب في الجاهلية وكان يقال له أبو عامر الراهب لكثرة عبادته، وكان سبب ترهبه أنه سمع بأن زمانه زمان نبي فأراد أن يهيء نفسه للرسالة، لمحات تربوية من السيرة النبوية، ص 8؛ وانظر السيرة النبوية لابن هشام.

2 - انظر " لمحات تربوية من السيرة النبوية"لعبد الفتاح شاهين طبعة دار الكنوز مصر.

3 - انظر كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ،وكتاب التوحيد للمجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.

ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:42 ص]ـ

جزاك الله خيرا أخي

وسبحان الله فإن أي دعوة وإن كانت للباطل ترى إنتشارها وقوتها بإخلاص دعاتها لها فما بالك إن كانت للحق والصلاح فإن القوة تكون مضاعفة.

وإسبحان الله أفكر أحيانا أن الدعوة والداعي مثلهما كمثل الشمعة ونورها:

فلكي يظهر النور يجب أن تذوب الشمعة

والداعية يختار إما أن يكون هو الشمع فينير للناس سبيل دعوته ويظهرها بائنة حتى لو ذاب هو في سبيل هذه الدعوة ولو ضحى بنفسه فإنه دائما يقدم الدعوة لكي يعم نورها كل الناس.

أو أن يجعل من الدعوة شمعا ليظهر هو ويبان أمام الناس وسرعان ما تنطفئ هذه الشمعة ويبقى أثر الشمعة الأولى راسخا في الناس

وجزاك الله كل خير

ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:55 ص]ـ

جزاك الله خيرا، إضافة رائعة،نسأل الله الإخلاص والصدق في القول والعمل.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير