ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[23 - 05 - 08, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيرا.
موضوع في محله.
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[23 - 05 - 08, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[24 - 05 - 08, 02:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرل على المرور حبذا لو تثروا الموضوع بملاحظاتكم وإفاذاتكم.
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[24 - 05 - 08, 03:55 ص]ـ
* ولعل مما يستعان به في القراءة والاستفادة من المقروء هو جرد وتقييد الفوائد العلمية فرب فائدة تقرأها تظن أن قلبك وعاها ,وذاكرتك حفظتها لكن سرعان ماتنساها أو تنسى مصدرها فتتطلبها في بطون الكتب وتنفق عليها الساعات من الزمن في وقت أحوج ما تكون إليها, وكان يكفيك من ذلك سطر قلم تخطه فتقيدها, فلا شيء أوثق من كتاب, وقديما قيل
العلم صيد والكتابة قيده ** قيد صيدك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة ** وتتركها في البراري طالقة
وكثيرا ما أنشدني أحد شيوخنا: لابد للطالب من كناشِ ... يكتب فيه راكبا أو ماشي
* و تتختلف طريقة الجرد والتقييد ,وكل على حسب ما يفتح الله عزوجل عليه, وكانت طريقة الإمام الذهبي أنه يعمد إلى الكتب الكبار فيختصرها ويذيل عليها ,كان هذا زاده في علم التاريخ والرجال
وقد اختصر كتب المؤرخين الحفاظ, و ودواوين أهل الحديث ,فمما اختصره السن الكبرى للبيهقي
تاريخ بغداد وذيله لابن النجار ومختصر الذيل لابن الذبيثي, وتهذيب الكمال للمزي, ومستدرك الحاكم وغيرها كثير ..
وتاريخ دمشق لابن عساكر قام بجرده, ثم لم يأل جهد ولم يدخر وسعا فأعاد اختصار تاريخ ابن عساكر من جديد على طوله وضخامة أسفاره وذلك لكثرة فوائده العلمية.
* وطريقة الاختصار هذه نافعة وجيدة لاسيما للكتب الكبار وهي في نفس الوقت من أحسن الطرق للتعلم وتثبيت المعلومات إذ أنك تقرأ ثم تتخير ما تريد كتابته ثم تكتبه ,وتكون سعادتك وفرحك لما تختم الكتاب المختصر وتعلم أنه من صنعك وخط يدك.
* وقد رأيت شيخنا المحدث محمد أحمد عبد القادر الشنقيطي رحمه الله يعتمدها فقد اختصر كتاب الميزان للذهبي ,وتهذيب ابن حجر وتاريخ بغداد وكان يحفظ ما اختصره ويستحظره عن ظهر قلب.
* وما دمنا في كتب الرجال وأهل الحديث فأذكر أنه في سنة 1415هـ أو 1416هـ زرت الشيخ
أبا إسحاق الحويني محدث الديار المصرية في مقر إقامته بفندق مجموعة الأمراء بمكة المكرمة شهر رمضان ,وجرى الحديث عن ذكر كتب الرجال فسألته عن طريقته في كيفية الاستفادة منها فقال لي (طريقتي أني أمر على كتاب مثل الجرح والتعديل لابن أبي حاتم فأقرأه من أوله وأجرد كل فائدة تمر علي حول الرجل ككونه لم يسمع من فلان ,أو حديثه عن فلان مرسل ,أو لم يسمع من شيخه إلا حديثا وباقي حديثه عنه مرسل وهكذا حتى أمر على كل الكتاب وهكذا مع باقي كتب الرجال) انتهى
*فهذه هي طريقة جرد كتب الرجال ومعرفة مداخل العلل في هذا الفن ولاسبيل إلى التمييز والتبصر والإتقان إلا بالجرد الدقيق ,وكم من محقق من أهل هذا العصر بل وقبله اغتر بأحكام ابن حجر النهائية في كتابه التقريب وحكم على الحديث بقوله (إسناده صحيح ورجاله كلهم ثقات محتج بهم) وخفي عليه كون راوي من رواة السند لم يلق شيخه الراوي عنه أولقيه ولم يسمع منه أو سمع منه لكن هذا الحديث المحكوم عليه مما لم يسمعه منه بل هو من قبيل المرسل الخفي.
* كيفية التقييد: وهذه تختلف ,وكل وطريقته , وقد وجدت أن أحسن طريقة لتقييد فوائد الرجال
هي كتابتها على حاشية التقريب لابن حجر فأكتب مثلا تحت راو قال عنه ابن حجر ثقة,
قال ابن معين حديثه عن عائشة مرسل, وأكتب عن راو قال عنه مقبول (لأنه لم يرو عنه إلا راو واحد) وروى عنه فلان أيضا كما في الغيلانيات ,أو الحنائيات ,أو الثقفيات ,أو نحوها من الأجزاء ... وهذا النوع من التقييد مفيد في رفع الجهالة عن الراوي.
*وإن لم يكن الراوي من شرط التقريب وضعته في الحاشية على حسب ترتيب ألف باء .. لأن ذاك أسهل في العثور عليه وجعل التركيز على كتاب واحد وهو التقريب بدل من جعله في كتب مفرقة
فيجتمع عندك رجال الكتب الستة وغيرهم كالطبراني والدارقطني وهكذا ... فتجد نفسك تبتهج
برؤية هذه التقاييد الكثيرة -كتقاييد الهنود على كتبهم - على نسختك من التقريب مع عصارة كتب الرجال.
* وأما كتب اللغة فلو اشتغل المرء بكتاب واحد في النحو مثلا كحاشية ابن حمدون على شرح المكودي وجعل يدمن النظر والقراءة ويعيد قراءته المرتين والثلاث فلاشك أنه سينتفع منه غاية الانتفاع ولا يتعداه حتى يرى نفسه أنه أتقنه, وأما كتب الأدب فكثيرة ,ولكن لو اعتمد
المرء على كتاب الكامل للمبرد والحيوان للجاحظ وأملي القالي لا يتعدى هذه الثلاث يطوف بينها
متنوعا ومقتبسا ومقيدا لما يعده لحافظته ولمذاكرة الاخوان به لكفته في تكوين الملكة ولأكسبته متانة اللفظ ورصانة السبك وفصاحة التركيب في حسن اختيار وجميل اقتباس
ولعل إخواننا اللغويين البلغاء من هذا الملتقى يدلون بدلوهم في هذا المعنى.
* وأما الفقه فعلى حسب اختيار المذهب وأصوله اللتي يبني عليها الطالب تكوين ملكته
الفقهية يكون اعتناؤه بالكتب واختياره لما سيشتغل عليه ,وكل مذهب إلا وله كتبا عدها علماؤه مما يلزم الطالب الابتداء به والاشتغال بتحصيله, وكان أهل المغرب ومن هم على مذهب عالم المدينة الإمام مالك بن أنس ينصحون بالاشتغال بتحصيل الرسالة حفظا ودراسة وتحصيلا
وهذا من بركة صاحبها وسلامة معتقده وما وضع الله له من القبول في الأرض وألهمه من حسن التصنيف والتأليف.
******ولعل إخواننا يفيدونا بما فتح الله عليهم فالدين النصيحة.
¥