ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 03:17 ص]ـ
((8)) المزني صاحب مختصر المختصر لفقه الشافعي 174 - 264 هـ: أنا أقول لكم أن الشافعي نهى عن التقليد
[ B]
هو إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو بن مسلم الفقيه, أبو إبراهيم المزنيّ المصريّ، صاحب الشّافعيّ وأحد أشهر من لازمه كالربيع بن سليمان المرادي والحميدي والبوطي وابن عبد الحكم, والمزني هو من تولى غسل الشافعي رحمه الله بعد وفاته, وقد كان عمره عند وفاة الشافعي 30 عاماً وكان أسن من الربيع بستة أشهر.
ألف المزني رحمه الله كتاب مختصر المختصر لفقه الشافعي, المشهور بـ مختصر المزني - وقد قرر في بدايته نهي الإمام الشافعي عن التقليد, حيث قال المزني في المقدمة:
اختصرت هذا الكتاب من علم محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله, ومن معنى قوله, لأُقَرِّبُه على من أراده, مع إعلامية نهيه عن تقليده وتقليد غيره لينظر فيه لدينه ويحتاط فيه لنفسه، وبالله التوفيق. باب الطهارة (قال الشافعي) قال الله عزوجل: وانزلنا من السماء ماء طهوراً, .... الخ الكتاب.
قال الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام: ورد أنّ المزنيّ كان إذا فرغ من مسألة وأودعها مختصره صلّى ركعتين.
قيل أنّ بكّار بن قتيبة قدم مصر على قضائها، وهو حنفيّ، فاجتمع بالمزنيّ مرةّ، فسأله رجل من أصحاب بكّار, فقال: قد جاء في الأحاديث تحريم النبيذ وتحليله، فلم قدَّمتم التّحريم على التّحليل؟ فقال المزنيّ: لم يذهب أحد إلى تحريم النبيذ في الجاهلّية، ثمّ حلّل لنا. ووقع الإتّفاق على أنهّ كان حلالاّ فحرّم، فهذا يعضد أحاديث التّحريم على التحّليل. فاستحسن بكّار ذلك منه.
قال محمد بن إسماعيل التّرمذيّ: سمعت المزنيّ يقول: لا يصحُّ لأحدٍ توحيد حتّى يعلم أنّ الله على العرش بصفاته. قلت: مثل أي شيء؟ قال: سميع بصير عليم.
وقد كان رحمه الله مجاب الدعوة, ذا زهدٍ وتقشُّف. وقيل: كان إذا فاتته صلاة الجماعة صلّى الصّلاة خمساً وعشرين مرّة. وكان يغسِّل الموتى تعبِّداً وديانة، فإنّه قال: تعانيت غسل الموتى ليرقّ قلبي، فصار بي عادة.
وعند وفاته في السنة المذكورة صلّى عليه الرّبيع بن سليمان المرادي, وقد روى عنه الإمام المحدث الناقد ابن ابي حاتم الرازي ووثقه
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 03:20 ص]ـ
((9)) الحرامي على راسه ريشة
ذُكِر عن الإمام الجليل التابعي المفسر محمد بن كعب القرظيّ رحمه الله - وربما هي من الإسرائيليات - قال: جاء رجل إلى سليمان النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبي الله إن لي جيراناً يسرقون إوزّي. فنادى الصلاة جامعة, ثمّ خطبهم, فقال في خطبته: واحدكم يسرق إوزّة جاره ثمّ يدخل المسجد والرّيش على رأسه, فمسح رجلٌ رأسه, فقال سليمان: خذوه فإنّه صاحبكم. ((أخبار الظراف والمتماجنين لابو الفرج ابن الجوزي))
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[01 - 06 - 08, 03:21 ص]ـ
من أروع ماقرأت على الإطلاق, ويكفي قراءة العنوان على الأحجار الصم لكي تقتنع. فضلاً عن قوة إسناد هذه القصة, وكاننا جلوس في هذه المناظرة.
((10)) الشافعي: من لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس
قال الإمام ابن ابي حاتم الرازي في كتابه الجرح والتعديل: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم؟ يعني أبا حنيفة ومالك بن أنس.
قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم.
قلت: فأنشدك الله من اعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: صاحبكم يعني مالكاً.
قلت: فمن أعلم بالسنة صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم.
قلت: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: صاحبكم.
قال الشافعي: فقلت لم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء, فمن لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس.
انتهى.
قال الإمام عبد الرحمن ابن أبي حاتم معقباً: فقد قدم محمد بن الحسن مالك بن أنس على أبي حنيفة وأقر له بفضل العلم بالكتاب والسنة والآثار وقد شاهدهما وروى عنهما. حدثنا عبد الرحمن قال وقد حدثنا أبي رحمه الله حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول كان محمد بن الحسن يقول: سمعت من مالك سبعمائة حديث ونيفاً إلى الثمانمائة لفظاً, وكان أقام عنده ثلاث سنين أو شبيهاً بثلاث سنين وكان إذا وعد الناس أن يحدثهم عن مالك امتلأ الموضع الذي هو فيه وكثر الناس عليه وإذا حدث عن غير مالك لم يأته إلا النفير, فقال لهم: لو أراد أحد أن يعيبكم بأكثر مما تفعلون ما قدر عليه, إذا حدثتكم عن أصحابكم ((يقصد سنة أهل الرأي)) فإنما يأتيني النفير أعرف فيكم الكراهة وإذا حدثتكم عن مالك ((يقصد سنة النبي صلى الله عليه وسلم)) امتلأ على الموضع. فقد بان بلزوم محمد بن الحسن مالكاً لحمل العلم عنه وبثه في الناس رضاً منه وموافقة لمن جعله إماماً ومختاراً
¥