تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي أسلوب إعادة التعلُّم فإنك تقوم بحفظ الأسماء الموجودة في قائمة الحفل في ذاكرتك بعد أن تكون قد نسيتها، ويستطيع معظم الناس استرجاع المعلومات في المرة الثانية بأسرع مما حفظوا في المرة الأولى. ويعتبر العلماء الفرق بين الوقت المطلوب للحفظ في المرة الأولى والوقت اللازم لإعادة الحفظ دليلاً على مدى قابلية التذكر.

لماذا ينسى الناس

يلاحظ أننا نتعرض للنسيان عمومًا بمرور الوقت حيث يزداد هذا النسيان مع مرور الوقت، فمثلاً يمكنك تذكُّر معظم الأفراد الذين كانوا في إحدى الحفلات بعد مرور ساعة واحدة من انتهائها. ولكن بعد مرور يومين، فإنك ستنسى عدداً من هؤلاء الأفراد، وبعد شهر ستنسى عدداً آخر من هؤلاء الأفراد. ويزداد هذا النسيان بمرور الوقت، وهكذا. وقد اهتم العلماء بدراسة هذه الظاهرة، وكانت التفسيرات الرئيسية لذلك هي: التداخل، الفشل في استرجاع المعلومات، دوافع النسيان، الأحداث البنَّاءة.

التداخل. وهذا يحدث عندما يعمل شيء ما سبق تعلمه على إعاقة الذاكرة الخاصة بمعلومة أخرى، فلو أنَّ لك صديقاً انتقل من منزل إلى آخر فإنك قد تجد صعوبةً في تذكُّر رقم هاتفه الجديد لأنك ستتذكر الرقم القديم الذي قد يتداخل مع الرقم الجديد. وبمجرد تعلُّمك للرقم الجديد، فإنك قد لاتتذكر الرقم القديم مرة أخرى.

الفشل في استرجاع المعلومات. وتشمل هذه الحالة عدم القدرة على تذكر المعلومات السابق تخزينها في الذاكرة، فمثلاً لاتستطيع تذكر معلومة سبق لك معرفتها جيداً ثم بعد ذلك تأتي لك هذه المعلومة تلقائياً دون عناء في التفكير، أي أنَّ النسيان في هذه الحالة كان مؤقتاً.

إنَّ هذا الفقدان المؤقت للذاكرة، الذي يحدث كثيراً، يسمَّى بالفشل في استرجاع المعلومات. ويقارن العلماء ذلك مع محاولة تذكُّر موقع شيء وضع في غير موضعه في غرفة مضطربة النظام. والواقع أن المعلومات في هذه الحالة لم تختف نهائيًا، غير أنه لايمكن تذكرها بسرعة.

دوافع النسيان. وهو عدم التذكر أحياناً لبعض الأحداث، يكون ذلك رغبةً منك، بوعيك أو بغير وعيك، فهي حالة نفسية، ومن أمثلة ذلك مايُسمَى بالكبح وهو تعمُّد كبت وعدم تذكر الأحداث المؤلمة والمحزنة وتحويلها من حالة التذكر إلى حالة عدم التذكر. وكذلك تعمُّد نسيان الفشل وعواقبه لدى بعض الأفراد عندما يريدون الدخول في مغامرة حيث يذكِّرون أنفسهم بالنجاح فقط.

الأحداث البنَّاءة. وهي عملية تعني اختلاق أحداث وهمية غالباً ماتكون غير حقيقية عن موضوع قديم. فعند محاولتك مثلاً تذكر موضوع قديم وقعت أحداثه منذ عدة سنوات أو عدة أشهر، فإنك قد لاتتذكر إلا القليل منه، وعلى ذلك فإنك قد تستكمل الموضوع باختلاق أحداث غالباً ماتكون غير حقيقية فهذا يعني أيضاً بناء حدث قد يبدو أنه حقيقي مع أنه حدث بالفعل.

تحسين الذاكرة

يعتقد الخبراء أنَّ الأفراد يمكنهم تحسين ورفع مستوى ذاكراتهم بما يكتسبونه من خبرة مع استخدام الأساليب الذَاكِرِيَّة والسجع وغيرها من الأساليب الأخرى.

الأساليب الذاكِريَّة. يُعتبر الأسلوب الذاكري والسجع من العوامل المهمة في تحسين الذاكرة. ومن أبسط الأساليب أن توضع المعلومات في قالب شعريّ؛ فكثير من الناس يتذكرون عدد أيام كل شهر بذكر مقطعٍ شعريّ يبدأ بعبارة (ثلاثون يوماً في سبتمبر). كما يمكن أيضاً تذكر أسماء الأشخاص بوضع تصور معيَّن لهم، فعندما تقابل شخصاً لأول مرة فإنك تستطيع أن تلتقط مظهره وشكله العام وتنسبها لاسمه. وعلى سبيل المثال، إذا قابلت شخصاً طويل القامة اسمه ¸كوخي· فيمكن أن تتصور أن رأسه قد يصطدم بسقف الكوخ إذا ما دخل فيه. وعلى ذلك، فإن هذا التصور يساعدك على تذكر اسمه في المستقبل عندما تراه أو تسمع عنه. ولاشك أنَّ استخدام الأساليب الذاكرية يُحتاج إلى تعلمها أو تأليفها حتى يمكن الاستعانة بها في أيّ وقت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير