تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم ماذا يبقى من قولهم إن له عروضا على وزن فعلن وعروضا على وزن فاعلن ثم يوحدان بينهما في قصيدة واحدة؟

أقول: في المديد: تميلُ (فاعلن) التي في العروض والضرب إلى الثبات، وكذلك (فعِلن). وهو ما جعل القدماء لا يُجيزون الخلط بينهما.

إلا أن الواقعَ الشعري يثبتُ العكس.

فقد خلط الكثير من الشعراء - قدماء ومحدثين - بينهما، كالطرمّاح في قوله:

شتّ شِعْبُ الحيّ بعد التئامْ=وشجاكَ الربعُ ربْعث المقامْ

إنما ذكرثكَ ما قد مضى=ضِلّةٌ مثلُ حديث المنامْ

وفيها:

وعلى الأحداجِ أغزِلَةٌ=كُنّسٌ، سدّتْ خصاصَ الخيامْ

بخدودٍ كالوذائلِ لَمْ=يُختزَنْ عنها وَرِيُّ السنامْ

وحسان بن ثابت في قوله:

قد تعفّى بعدنا عازبُ=مابِهِ بادٍ ولا قارِبُ

غيّرتْهُ الريحُ تسفي بهِ=وهزيمٌ رعدُهُ واصِبُ

ومنها:

ولقد كانتْ تكونُ بِهِ=طفلةٌ ممكورةٌ كاعِبُ

وكّلتْ قلبي بذكرتِها=فالهوى لي فادِحٌ غالبُ

ومثل ذلك خلط بينهما عمر بن أبي ربيعة، وابن المعتز، وابن التعاويذي، وابن القاسم.

ومن المحدثين: الحساني حسن عبد الله، وميخائيل نعيمة، ومحمد عبد المنعم خفاجي.

فإذا أجيز ذلك، وما أظنه إلاّ جائزا، تلغى القوالب ذات العروض (فعِلن)، وإلاّ أجيزت (فعلن مع فاعلن)، و (فاعلن مع فعِلن) ..

أما السريع فإن آخر صدره 3 2 3 وليس 3 2 3 .... وقد تقدم شرح ذلك فإن 2 3 في آخر شطر السريع شأنها شأن 3 2 في آخر شطر الرجز (عروضا وضربا) من حيث أن (3 2 في آخر شطر الرجز و 2 3 في آخر شطر السريع أصل كل منهما مفعولن = مستفعل أو مفعولا = 2 2 2 فهما ذاتا أصل سببي)

أما هذا؛ فكلام نظري ليس له ما يدعمه، يشبه قولهم: إن أصل التفاعيل كلها هو (مفعولاتن /ه/ه/ه/ه)، وتنشأ التفاعيل عنها بإسقاط أسبابها مرة بعد مرة ..

وكان الأخفش قد علق على ادّعاء الخليل أن أصلَ (فاعلن) في السريع إنما هو (مفعولاتُ) بقوله: "وهذا ادّعاء، لأنه لم يُعلم أنّ أصل هذا كان: مفعولاتُ. والحجةُ فيه أنه لمْ يجِئ".

فإن كان أصل (فعولن) في الرجز هو (مفعولن) فنعم، لأنه جاء.

ولكن أن يكون أصل (فاعلن) في السريع هو (مفعولن) فلا، لأنه لم ولن يجيء.

وجاء فيه (فعِلن) إلى جانب (فاعلن)، كما في قول ابن المعتز الذي أوردتُه في مداخلتي السابقة، وكما خلط بينهما العديد من الشعراء الآخرين، كإبراهيم النظام، وجحظة البرمكي، وأبي بكر الخالدي، وابن عبد الملك الزيات، والأعسر الضبي، والمعتمد بن عباد، وابن سناء الملكن وابن زاكور وغيرهم.

ومن المحدثين: نزار قباني وغيره.

ولا نكران لميل الوزن إلى الثبات على (فاعلن) هنا.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 12:20 ص]ـ

أستاذي وأخي الكريم د. عمر خلوف

كل عام وأنت بألف خير

1 - قول الأخفش:" فكان ذهابُ النون فيه أحسن، إلاّ أن يكون بعدها (فعَلْ) أو (فُلْ)، فيقبح إلقاؤها، لأنّ [الجُزءَ] الذي بعدها أُخِلَّ به. وهو مع قبحه جائز .. ".

أراه يتفق مع ما ذهبتُ إليه.

2 - قولك:"فإذا أجيز ذلك، وما أظنه إلاّ جائزا، تلغى القوالب ذات العروض (فعِلن)، وإلاّ أجيزت (فعلن مع فاعلن)، و (فاعلن مع فعِلن) .. "

هل تراه مبنيا على أقل الشعر أم أكثره؟

3 - هل ما ينسحب على المديد والمتدارك ينسحب على المتقارب؟

4 - أما عن تدر 2 3 في آخر السريع من 222 فيمكننا نسبتها إلى مستفعلن قطع وطي (أو مفعولاتُ) ونسبتها إلى مستفعلن كنسبة (3 2) إلى مستفعلن قطع وخبن. فهل نقبل إحداهما ونرد الأخرى؟ أم نردهما معا؟

يرعاك الله.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 12:28 ص]ـ

أخي خشان

هذا البحر شقيق المديد، وبالذات البيت الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس منه على النحو التالي:

البيت الثاني:

ولا يغرّ امرأ عيشه = فكل عيشٍ ترى للزوالْ

البيت الثالث:

فلتعلموا أنني حافظ = إن شاهدا كنت أو غائبا

البيت الرابع:

وإنما هي ياقوتة = أخرجها كيس دهقانِ

البيت الخامس:

وللفتى ما يعيش به = تهدي له ساقه قدمه

البيت السادس:

نار لنا بت أرمقها = قد تقضم الزان والغارا

وعلى ذلك أقترح تسميته بالنديد. وأرى أن بإمكانك أن تقيس عليه وقوع 3 1 3 و 3 2 3 في أي من أعاريضه، فإذا وجد في المديد لزم أن يكون في النديد. ولقد اضطررت إلى هذا القياس لأني وجدت النديد بحرا يكاد أن يكون منعدم الشيوع وكل نماذجه المتاحة لا تزال موضوعة للتجارب العروضية أو نحو ذلك.

أخي وأستاذي الكريم كل عام وأنت بخير

الأبيات المذكورة (الثاني والثالث والرابع .......... منه) ضمير الهاء في (منه) عائد إلى ماذا؟ تصرت أن هناك مجموعة أبيات، وأين البيت الأول؟

أسأل فللسياق أهميته في الفهم.

يرعاك الله.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[22 - 08 - 2009, 07:54 ص]ـ

أما البيت الأول من المديد، فهو:

يا لبكر أنشروا لي كليبا = يا لبكر أين أين الفرارُ

ولا ند له في النديد، كما أن اللعب على الشواهد كان لتبيان الصلة بين هذين البحرين المديد والنديد، ولك كي تطبق القواعد التي درستها في المديد (وهو قديم) على النديد (وهو مستحدث).

آمل أن تكون الفكرة قد وصلت؛ ولو أنها كلها سلكت سبيل المزاح.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير