تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 02:41 م]ـ

يا محب العروض:

عندما يقولون: إن للكامل عروضاً صحيحة (متفاعلن)، ولها ثلاثة ضروب (متفاعلن وفعِلاتن وفعْلن)، فهذا من باب الإجمال. يعودون بعدها إلى التفصيل، فيوردون هذه العروض مقارنة لكل واحد من هذه الضروب على حدة، هكذا:

متفاعلن متفاعلن متفاعلن =متفاعلن متفاعلن متفاعلن

متفاعلن متفاعلن متفاعلن =متفاعلن متفاعلن فعِلاتن

متفاعلن متفاعلن متفاعلن =متفاعلن متفاعلن فعْلن

فإذا ركب الشاعر أحد هذه الضروب الثلاثة لزمه إلى آخر القصيدة، فلا يقترن أحدها بالآخر في قصيدة واحدة.

أما أن ترد (متفاعلن) في العروض أو في الضرب على (مستفعلن)، وأن يرد الضرب (فعِلاتن) على (مفعولن)، فهذا من باب الزحاف الجائز في هذا البحر.

لماذا؟

لأن حدود القافية التي تنحصر بين الساكنين الأخيرين تبقى هي هي بعد الزحاف.

فالقافية في متفاعلن=فاعلن=/ه//ه

والقافية في مستفعلن=تفعلن=/ه//ه

وكذلك:

القافية في فعِلاتن=لاتن=/ه/ه

والقافية في مفعولن=عولن=/ه/ه

وفي مثالك الشعري الذي أوردته، جاء الضرب على (فعِلاتن) وبديله الزحافي الجائز (مفعولن)، مماثلاً للمثال الذي أعطيتك إياه قبل من شعر شوقي.

وكما قال الأخ منصور، فهم ينقلون بعض التفاعيل الناجمة عن الزحاف إلى ما يوافقها من ألفاظ يرونها أوفق في التعبير عنها:

فمثلاً:

فعْلاتن=مفعولن

متْفاعلن=مستفعلن

متفعلن=مفاعلن

متفعلْ=فعولن

متْفا=فعْلن

وهكذا دواليك ..

أما (التحريد) فلم أجده في شاهدك!!

ـ[محب العروض]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 04:53 م]ـ

منصور اللغوي - دكتورنا الكبير والجميل عمر:

بارك الله فيكما واسمحا لي بشأن صغر عقلي فلازلت أحبو على هذا العلم الكبير وكما ترون فإن عقلي صغير فأتمنى أن تعطفا علي حتى أ فهمكما جيدًّا.

مافهمته من كلامكما التالي:

يجوز استخدام عدة أضرب بشرطين:

1/ أن يكون الضرب البديل زحافًا لا علة.

2/ ألا تختلف مسمى القافية ولاتخرج عن مسارها، فتبقى على سمتها فإن كانت متراكبًا تبقى متراكبًا وإن كانت متواترًا فتبقى متواترًا.

فهل أجدت فهمي أم لا؟.

ـ[محب العروض]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 05:10 م]ـ

نسيت أمرًا:

وكيف يكون التحريد حاضرًا في القصيدة؟.

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 09:13 م]ـ

.. أخي محب العروض .. عقلك ليس صغيرا .. بل كبيرا لأنك تسأل .. و السؤال سمة من سمات العلماء في طلب العلم .. :)

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 09:44 م]ـ

الآن لعلي فهمت مقصد محب العروض من سؤاله، جعله الله دائما على محبته لهذا العلم الجميل ووفقه في فهمه، وسأجيبه عن آخر ما سأله، عسى أن يكون في إجابتي مقنع له وللإخوة المشاركين.

أما عن جواز استخدام عدة أضرب في القصيدة الواحدة بالشرطين الذين جاءا فلا يمكن ذلك، فالعروض المجزوءة من الوافر لها ضربان، لا يردان في قصيدة واحدة: مفاعلتن، ومفاعيلن. والضرب الثاني نشأ من زحاف العصب ومع ذلك فهذا الزحاف مقبول في العروض.

وأما ما يخص اختلاف مسمى القافية فقد ورد هذا الاختلاف في بعض الأبحر كالرجز مثلا في قول أبي العتاهية:

إن أخاك الصدق من كان معَكْ

ومن يضر نفسه لينفعكْ

ومن إذا ريب الزمان صَدَعكْ

شتت فيه شمله ليجمعكْ

فقافية البيت الأول من المتراكب، والثالث من المتكاوس، أما الثاني والرابع فمن المتدارك.

وكذلك في الرمل من قول الأخطل الصغير:

قل لي بنُعْمٍ وبأترابٍ لها = يلعبن ما شاء الصبا والأشَرُ

ليلة "ذي دوران" هل كانت كما = حدثْتَ أم أخيلة وصُوَرُ

ونُعمُ هل كانت كما صورت أم = بالغ في تصويرها المصوّرُ

وأترك لك عد أنواع القافية في أبياتها.

وأما التحريد فقد ذكره التبريزي وقال: هو اسم لاختلاف الضروب في الشعر .. نحو فعِلن في ضرب المديد إذا وقع معها فعْلن، وكذلك فعِلن في تام البسيط إذا استعمل معها فعْلن ولم يمثل له بشواهد مما ذكر من البحور. أما صاحب شرح تحفة الخليل فقد جاء بشاهد على التحريد في الطويل من قول بعضهم:

إذا أنت فضلت امرأ ذا نباهة = على ناقص كان المديح من النقصِ

ألم تر أن السيف ينقص قدره = إذا قيل هذا السيف خير من العُصِي

واستدرك الشارح في الهامش بما ذكره صاحب الإرشاد الشافي من أن البيتين يعودان لقصيدتين مختلفتين ولم يدلنا على الشاعر لنتتبع صدق قوله في ديوانه، ولكن ورد في كلامه أن شيخ الإسلام ذكر أن التحريد عيب لا يجوز للمولدين، فلعل هذا ما يفسر لك قلة اعتناء العروضيين بذكره.

والآن لعلك عرفت أن الضروب جميعها يجوز أن تجتمع في قصيدة واحدة بشرط أن تسمح القافية بذلك فلا تحس شذوذا كون المتدارك يجتمع مع المتكاوس أو المتراكب. وكذلك أدركت لم لم يحسن التحريد في الطويل حتى إن بعضهم اعتذر عن مجيئه بأن الشاهدين من قصيدتين مختلفتين.

والآن ما رأيك في أبيات عدي بن زيد التالية وهي من الكامل:

من آل ليلى دمنة وطللْ = قد أقفرت فيها النعام زجَلْ

ولقد غدوت بسابح مرح = ومعي شباب كله أخيَلْ

ساطي الجراء كأنه وَعِل = نهد مُمَرّ خلقُهُ مُكْمَلْ

هل تجد فيها تحريدا، ولماذا ساغ هذا العيب هنا ولم يسغ في الطويل مثلا؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير