وجرت مناقشته باستفاضة على الرابط المذكور، وحدا بي إلى العودة إليه مناسبته لموضوعنا هذا وعرضه من زاويته.
1 - ومدارس أخرى ,تذهب إلى اعتبار كل منهما بحرا مستقلا بذاته , يتفرد بتفعيلاته وخواصه الشعرية , تماما ً كأي بحرٍ من بحور الشعر الفراهيدية التقليدية
**وهذا الرأي الأخير , يلقى الصدى الأكبر , من حيث المصداقية النظرية المبرهنة بوقائع ما اختزنته ذاكرة الشعر العربي عمليا , مع التسليم التام بوجود التقاطع العروض -موسيقي بين بحر الخبب عند تفعيلة (فَعِلُنْ – بتحريك عين التفعيلة) وبحر المتدارك عند ذات التفعيلة الناتجة عن خبن " حذف الساكن الثاني " من تفعيلة البحر الأصلية "فاعلن"
2 - سنقدم أطروحة عروضية جديدة خاصة ببحر الخبب .... وهو [وهي] ما سنسميها " مجزوء التفعيلة الخببية " والذي [والتي] من خلالها سنقدم التأييد المادي والملموس للرأي الداعي إلى الفصل بين بحري المتدارك والخبب
3 - مبرهنين به - بالاستناد إلى ما هو متواجد في التراث الشعري العربي القديم والحديث -على تفرد بحر الخبب واستقلاله بتفعيلاته وخواصه الشعرية
لو ضربنا صفحا عن الاختلاف بين تسميتي (إيقاع الخبب) و (وبحر الخبب) فإن ما تفضل به الأستاذ الفاضل يتفق تماما مع ما يذهب إليه الرقمي.
ولكن تتبع الموضوع على رابطه يظهر حوارا طويلا ينم عن خلاف بين وجهتي نظر. فكيف يجتمع اختلاف واتفاق في ذات المسألة؟
يجيب على هذا السؤال الأستاذ الفاضل بعبارته:
ولهذه الأسباب نخلص إلى أن هذه التفعيلة – "فاعل ":-
1 - إنما هي نفعيلة دخيلة وشاذة عن المتفق عليه من تفعيلات بحور الشعر
2 - كما أنها تسبب ارتباكاً – نظريا فقط – للشكل العروضي للأبيات عند تقطيعها
وقد عمدنا إلى استخدام مصطلح " نظريا فقط " هنا , لأن الأبيات في واقعها الموسيقي سليمة الوزن , كما سنلحظ من خلال عرض تقطيع هذه الأبيات في ظل وجود ما أطلقنا على " مجزوء التفعيلة الخببية" في بعض الأبيات الخببيةهنا يرى الأستاذ أن الارتباك نظري فقط وأما الوزن فسليم.
وأنا أردد ذات مضمون عبارته بالقول: إن الاختلاف شكلي وليس جوهريا.
كيف؟
لنأخذ معالجته لهذه القضية مقارنة بمعالجة الرقمي من خلال بيت شوقي فهو يشرح النهج الشاذ في الفقرة التالية:
ففي قول شوقي:-
نتخذ الشمس لها تاجا .... وضحاها عرشا وهاجا
يكون التقطيع الشاذ على النحو التالي:-
نتخ/ ذ الشم/س لها / تاجا .... وضحا/ها عر/شا وهْ/هَاجا
"فاعل" / فعْلن / فعِلن / فعْلن .... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن
ويصور النهج السوي
في قول شوقي:-
نتخذ الشمس لها تاجا ....... وضحاها عرشا وهاجا
يكون التقطيع – مع استخدام مجزوء التفعيلة الخببية -على النحو التالي
نت / تخذ الـ / شم / س لها / عرشا ...... وضحا / ها عر /شا وهْ / هاجا
لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن ...... فعِلن / فعْلن / فعْلن / فعْلن
فلنعبر عن النهجين بشكل الرقمي بالنسبة لوزن الصدر
النهج الشاذ = "فاعل" / فعْلن / فعِلن / فعْلن = 2 (2) – 2 2 – (2) 2 – 2 2
النهج السوي = لن / فعِلن / لن / فعِلن / فعْلن = 2 – (2) 2 – 2 – (2) 2 – 2 2
نرى أن الفرق بينهما هو في مكان (((الحدود))) بين المصطلحات. وهذه الحدود شكلية وهمية لا أساس لها من قريب أو بعيد.
كيف نعبر بالرقمي عن الوزن؟ هكذا (سخ = سبب خفيف – سث = سبب ثقيل)
2 (2) 2 2 (2) 2 2 2 = سخ سث سخ سخ سث سخ سخ سخ
هذه حقية الوزن فماذا يضير هذه الحقيقة اختلاف التسمية أو الاصطلاح أو الحدود؟
إن إصر الانصراف هذا عن الجوهر إلى الشكل لحق بالتفكير نتيجة إعطاء المصطلح التوصيفي أهمية لا ينبغي أن تكون له ونقله من أداة تصف إلى حقيقة ذات جدران حديدية تمتد إلى التفكير لتفرض عليه طبيعتها.
إنه لا بأس من حيث المبدأ من أي توصيف للوزن يطابق الواقع طالما أن من يستعمله يعي أن هذا التوصيف أو المصطلح أداة وأن حدوده وهمية، هذا الوع8ي الذي يمنع تحكم المصطلح بالتفكير وصياغته على نهجه.
أنظر مثلا إلى هذه الصيغة التوصيفية الصحيحة لحازم القرطاجني وهويصف الخبب
http://alwaraq.com/Core/dg/dg_honorable_allcomments?dmy=1&sort=vr&order=asc&ID=3772&begin=21
¥