تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ويرفض القرطاجني (-684هـ) أن يكون للمتدارك وجودٌ أصلاً، لِما فيه من التنافر والثقل، بينما أقرّ الخببَ بحراً قائماً بذاته، مُجَهِّلاً مَنْ جعله صورةً عن المتدارك وزعَمَ أن الخبْنَ التُزِمَ في جميع أجزائه، مقترحاً تقطيعَه على (مُتَفاعِلَتُن ///ه///ه) مرتين في كل شطر، مع جواز سكون التاء أو اللام ([3]) أوكليهما معاً، لتصيرَ إلى (مفعولاتن). ومبيّنًا "فسادَ رأيِ مَنْ جعَلَ شطْرَ الخبب مركّباً من (فاعلن) أربع مرات، ثمّ زعَمَ أن (الخبْنَ) التُزِمَ في جميع أجزائه وجاز فيها القطع، [و] لا يُلتَزَمُ خَبْنٌ، ولا يجوزُ قطعٌ، إلاّ في عروضٍ أو ضرب".

فيكون وزن

يا ليل الصب متى غده = متْفاعلْتن متَفاعلَتن

وهو صحيح شكلا وموضوعا فهويطابق معظم حالات الخبب كما أنه استعمل فاصلتين في وصفه فاصلة متفاعلن وفاصلة مفاعلتن مستبعدا بذلك الوتد من الخبب، ووجه قصوره الوحيد أنه ثبّت أسبابا خفيفة بعينها مستبعدا إمكانية أن تحل محلها أسباب ثقيلة.

إن تركيز البحث الشكل المرتبط المتجسد بالتفعيلة وحدود التفعيلة.يظهره استعراض المصطلحات الملونة في هذه الفقرة من الموضوع المذكور:

**نجد أن طرح استخدام " مجزوء التفعيلة الخببية " واعتماد تواجده في حشو الأبيات الخببية وفي عروضها [أعاريضها] وضروبها أيضا , يمثل الحل الأكثر عمليا - كونه متجانسا مع تفعيلة البحر المتكررة " فعلن" - , للحفاظ على وحدوية المقاطع الموسيقية " تفعيلة " فعلن المتكررة " لبحر الخبب , مع تلافي مثل ذلك الارتباك -النظري - الناجم عن استخدام تفعيلة دخيلة وشاذة على الأذن في موقعها بحشو الأبيات , مثل تفعيلة " فاعل" التي تطرقنا إليه

**ومجزوء التفعيلة الخببية , يمثله السبب الخفيف (لن) وهو النصف الثاني من التفعيلة الخببية التامة (فعلن). ويجوز على هذا المجزوء تطبيق بعض خواص التفعيلة (فعلن) الشعرية – التي ترتبط بلام ونون التفعيلة ولا ترتبط بفاء وعين التفعيلة– مثل جواز حذف نون " مجزوء التفعيلة الخببية " عند التصريع أو القافية ...

وعن هذه ال (فاعلُ) = 2 (2) أنقل من الرابط:

http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=44554

وأما العروضيون القدماء؛ فلعلّ ابن الفرخان (من علماء القرن السادس الهجري) هو أوّل مَنْ ذكرَ هذه التفعيلة.

إلاّ أن ذِكْرَها لديه لم يكن تسجيلاً واقعيّاً لورودها في الشعر، وإنّما ظهرت لديه عَرَضاً، وهو يُولِّد التفاعيل توليداً افتراضيّاً يقوم على تقليب مواضع المتحرّكات والسواكن.

وقد عدَّها تفعيلةً قائمةً بذاتِها، يتألّف من تكرارها ما يتّزن من الشعر، وإنْ كانَ ليس بالرشيق كما يقول، ومثّلَ لها بقوله:

ليْتَ حَبيبِيَ ساعَةَ أعْرَضَ=أجْمَلَ هَجْرِيَ وهْوَ جَميلُ

فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ=فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ فعْلن

وقوله كذلك من مسدّسها:

أبْقِ عَلَيَّ حَبيبِيَ=ليسَ لِجَوْرِكَ دافِعْ

جُرْتَ عليَّ فَطَرْفِيَ=حيْثُ ذَكَرْتُكَ دامِعْ

فاعِلُ فاعِلُ فاعِلُ= فاعِلُ فاعِلُ فعْلن

ما أشبه الحدود بالحدود وعلاج كل يبدأ في الفكر.

وكل عام وأنتم بخير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير