تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الأغلبي]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 01:35 ص]ـ

الموضوع في غاية الأهمية ويستحقّ التدبّر فشكرا لك أستاذ أبو ستّة على إثارته وبسطه، وهو كما جاء طيّ العرض عامّ خاصّ لأنّه لا يتّصل بالعروض العربي فحسب ولكنّه عالق كذلك بعلوم اللغة أجمعها. وهو من بعد ذلك متشعّب إلى ما يمكن تسميته بعناصر هذا التأثّر الخارجيّة (السياق الحضاريّ العامّ، حركة الترجمة ... ) وعناصره الداخليّة (ما ينبئ من داخل العلم بوجود هذا التأثر كالمصطلح والمفهوم وما سواهما).

ولي في هذا السياق بعض أفكار قد يتيسّر عرضها إن شاء الله إذا جمعتها وصار يجمعها منهج واضح.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[15 - 10 - 2009, 08:15 ص]ـ

في الفصل الأول من الكتاب يتعرض الدكتور يوسف بكار لأصالة منبت العروض الخليلي، فيقرر أن "عروض الخليل بن أحمد عربي كما تنبيء مصطلحاته الكثيرة المختلفة: البيت وأركانه (مصرع / شطر، وعروض، وضرب، وحشو)، وأسماء البحور ودوائرها، والتفعيلات / التشكيلات ومكوناتها (السبب، والوتد، والفاصلة صغرى وكبرى) وما قد يعتورها من زحافات وعلل شتى، والقوافي بضروبها وعيوبها".

وبعد أن يروي ما قيل عن معرفة العرب بالعروض قبل الخليل، ويرفض منه ما ذكر فيه عن "اختراعه العروض من ممر له بالصفارين" بحجة أنه "أدخل في الخرافة والأسطورة"، يعلن أن "أصالة منبت العروض ثابتة الأساس والبنيان لا يُصادَرعليها بما روي عن الوليد بن المغيرة ولا بما دعاه ابن فارس (العِلم) بل يندرج في ما أطلِق عليه (مرحلة ما قبل العلم). ثم إنه يقول أيضا: "ولا يصادر على تلك الأصالة الفراهيدية ما يقال عن إشعاعات الآخر القديم العروضية الجدلية المترجحة هندية (سنسكريتية) وفارسية ويونانية التي ربما كان لها بعض تأثير في الخليل وهو يقنن للعروض". وقد كنا نتمنى لو أنه ذكر هذه الفقرة الأخيرة في معرض تتبعه لتأثير إشعاعات "الآخر" في الفصل الذي عرضنا له.

وهو يؤكد على أن كل ما سبق الخليل من معرفة بالعروض، ومنها روايته عن التنعيم، يدخل في (مرحلة ما قبل العلم) وهذا التعبير نقله عن الدكتور محمد العلمي في كتابه "العروض والقافية" الذي اتكأ عليه كثيرا في معظم مباحث هذا الفصل وفي نواح متفرقة من الكتاب عموما. ثم ينبه على مسألتين رئيسيتين مهمتين، الأولى أنه لم يكن في مُكنة الخليل استقصاء الشعر كله وبالتالي غابت عنه بعض المظاهر والقواعد العروضية وهو ما أدى إلى الاستدراك عليه من بعده، غير أن الخليل "أثبت من صور البحور ما رآه يشكل ظاهرة إيقاعية معترفا بها عند العرب". وقد قارن ذلك بما جرى لنازك الملائكة من محاولة تقعيدها للشعر الحديث في مدة خمس عشرة سنة من عمره "ثم تراجعت عن صرامة تنظيرها واعترفت بما جد، وأدخلت ما سمته (تلطيفا) على قواعدها السابقة ".

والمسألة الثانية أن كتاب الخليل (العروض) ما زال مفقودا "ولم يكن من سبيل إليه سوى ما نقله عنه كثيرون ممن أتوا بعده، والنقلة يتفاوتون عادة فيما ينقلون وفق ما تمليه عليهم مذاهبهم واحتياجاتهم". ويستشهد في ذلك التفاوت بمسألة تكرار اللفظ في القافية وأنه ليس بإيطاء عند الخليل في قول بعض العلماء "في حين أن ابن عبد ربه يقول: وكان الخليل يزعم أن كل ما اتفق لفظه من الأسماء والأفعال، وإن اختلف معناه، فهو إيطاء. فبأي الروايتين نأخذ؟ ". والواقع أن التفاوت في النقل عن الخليل كثير وقد عرضت بعضا منه في تحقيقي لشواهد الخليل التي زعم ابن عبد ربه أنه نقلها من كتابه.

وينهي هذا الفصل بالحديث عما نسب إلى الخليل من أنه لم يعرف بحر المتدارك أو يذكره، في حين أن "الأخبار والروايات تذهب إلى أنه كان يعرف المتدارك ونظم عليه قصيدتين ... غير أنه، فيما يبدو، أهمله ولم يعره مزيد اهتمام".

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 08:05 ص]ـ

في الفصل الثاني من الكتاب، وعنوانه تقنيات دقيقة، يقرر د. بكار أن الخليل بنى خطته في العروض والقافية على "تقنيات علمية دقيقة استنبطها من المادة الشعرية التي كانت بين يديه والتي انكب عليها ووصفها وصفا علميا فكان ما وصفه "مظهرا لعلم وصفي لا معياري"".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير